يغادر في غضون أيام المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليبو جراندي، منصبه بعد ثماني سنواتٍ من العمل في تقديم الخدمات للاجئين بمنطقة الشرق الأوسط.
وأعلن جراندي" الذي يزور قطاع غزة انتهاء فترة توليه لمنصبه أثناء وضعه حجر الأساس "لمدرسة الكويت الخضراء" بحي الأمل غربي محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة الاثنين الماضي، بحضور مدير عمليات الوكالة بغزة روبرت تيرنر والقائم بأعمال مكتبه سكوت أندرسون وعدد من مسئولي "الأونروا" بالأراضي لفلسطينية.
وأكد المستشار الإعلامي لـ "الأونروا" في غزة عدنان أبو حسنة انتهاء جراندي من فترة عملة مفوضًا، مقدمًا مدحًا طويلاً لأخلاقه وحسن تعامله معهم وإدارته الحكيمة لهذه المؤسسة الكبيرة التي تقدم الخدمات لملايين اللاجئين الفلسطينيين، وللخدمات الكبيرة التي قدمها من أجل فك الحصار عن غزة ونقل القضية الفلسطينية للعالم.
وأشاد أبو حسنة بجهوده الكبيرة في خدمة مختلف الشرائح، والتعرف عن قرب على معاناة سكان المخيمات في الداخل والخارج، وبذله جهودًا مضنية لتطوير عمل "الأونروا"، وتدشينه منذ عمله لقسم الأرشفة الذي يضم الكثير من الصور والفيديوهات عن عملهم وعن حياة اللاجئين.
وقال جراندي في كلمةٍ مؤثرة "صدقوني فعلنا ما يمكننا لمواجهة حالة عدم العدل بسب الحصار المفروض على قطاع غزة، ولفلسطين وخاصة غزة وضع خاص جدًا لدي، فدائمًا ما أردد بالعربية (الصمود)، وهي الخاصية لتي يمتاز بها الفلسطينيون".
وأضاف "أؤكد أن اللاجئين سيواصلوا صمودهم، ولن يجعلوا كل القوى التي تقف ضدهم أن تهزمهم، وهذا الصمود سيجعلني أن أبقى سفيرًا لفلسطين وغزة بالعالم، ويحزنني أنني سأترككم بعد أيام، وأنتم ما زلتم تعيشون تحت الحصار".
وتابع جراندي "الناس هنا تعاني كثيرًا، كان بالإمكان أن نفعل شيء لهم بالماضي، لكن نجدد التأكيد (صدقوني أننا عملنا من أجل رفع الحصار)، ويجب أن يتذكر العالم أن غزة ما زالت محاصرة ويعملوا على رفعه فورًا".
وتم تعيين فيليبو جراندي مفوضًا عامًا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" بالعشرين من يناير/كانون ثانِ 2010م، بعد أن عمل نائبًا للمفوض العام منذ تشرين الأول عام 2005م.
وفي رسالته الافتتاحية التي أرسلها لموظفي "أونروا" قال: "منصب المفوض العام ليس شرفًا شخصيًا يتم إسباغه على فرد واحد، بقدر ما هو مهمة ينبغي الاضطلاع بها مع ومن أجل اللاجئين الفلسطينيين".
ويحمل جراندي الجنسية الإيطالية، وولد عام 1957م، ويعمل في المجال الإنساني مع اللاجئين من نحو 26 عامًا، وأمضي 22 عامًا منها لدى الأمم المتحدة، وقبيل انضمامه لـ "الأونروا" تميز في الوظائف التي تقلدها في العديد من الأقاليم والرئاسات العامة التي تشمل تقديم المساعدات والحماية للاجئين، وإدارة الطوارئ والعلاقات مع المانحين.
منذ مارس/أيار 2004م، عمل نائبًا للممثل الخاص للأمم المتحدة العام والمسؤول عن الشؤون السياسية لدى بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، وتولى مسؤولية برنامج العملية الانتخابية ونزع التسليح والتسريح وإعادة استيعاب اللاجئين، فضلاً عن تسلمه مهام قضايا حقوق الإنسان، وتحديدًا عملية التحقق من ممارسة الحقوق السياسية بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وعمل جراندي قبل ذلك رئيسًا لبعثة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في أفغانستان مدة ثلاث سنوات، ومنذ عام 1997م حتى 2001م، عمل في المكتب التنفيذي لمفوضية اللاجئين في جنيف كمساعد شخصي للمفوض السامي قبل أن يصبح كبير الموظفين.
وانضم للمفوضية السامية لشئون اللاجئين في عام 1988م، وعمل لثلاث سنوات في برنامج اللاجئين في السودان، ومن ثم انخرط للعمل في برنامج الاستجابة الإنسانية الطارئة في سورية وتركيا والعراق خلال وبعد حرب الخليج الأولى.
وبصفته ضابطًا للطوارئ عمل جراندي في قيادة عمليات الطوارئ في كينيا وبنين وغانا وليبيريا والبحيرات في أفريقيا الوسطى، بما في ذلك أزمة لاجئ (بوروندي) عام 1993م، وعملية (غوما) 1994م، واليمن وأفغانستان وغيرها من الأماكن.
وبعد أن اتم مهمة استمرت لمدة عامين في الرئاسة العامة للتعامل مع بعض المانحين الرئيسيين لمفوضية شؤون اللاجئين وعلى وجه التحديد المفوضية الأوروبية، عمل منسقًا ميدانيًا لنشاطات الأمم المتحدة الإنسانية في جمهورية الكونغو الديمقراطية خلال الحرب الأهلية فيها، والتي استمرت عامين 1996_1997م.
وقبل انضمامه للعمل في الأمم المتحدة، شملت خبرات جراندي العمل مع المنظمات غير الحكومية التي تقوم بتنفيذ برامج اللاجئين في تايلاند وإيطاليا، ونشير إلى أنه تخرج من جامعة ولاية ميلانو، وحصل على شهادة التاريخ الحديث، وحصل على بكالوريوس في الفلسفة من الجامعة الجريجورية في روما.