بذكرى يوم الأرض .......... ماذ اعددنا لحماية الأرض

بقلم: علي ابوحبله

تصادف اليوم الذكرى الثامنة والثلاثون للهبة الجماهيرية لشعبنا الفلسطيني الصامد في الجليل والمثلث والنقب تلك الهبة الجماهيرية التي كانت بناء على دعوة الجماهير العربية في فلسطين لعرب 48 احتجاجا على قرار الحكومة الاسرائيليه لمصادرة 21 ألف دونم من أراضي الجليل بغرض تحويلها لمنشات عسكريه واحتجاجا على ذالك القرار تحولت الهبة الجماهيرية الشعبية إلى موجة غضب عارمة سقط خلالها العشرات من الشهداء والجرحى وبنتيجة هذه الهبة تراجعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن قرارها ، ومنذ ذالك التاريخ أصبح الثلاثون من آذار ذكرى يوم الأرض يحتفل فيه الفلسطينيون بتلك الهبة الجماهيرية التي حالت ودون قرار المصادرة ، وسؤالنا هو ماذا اعددنا نحن الفلسطينيون في الضفة الغربية من قرارات وأعمال لتحول ودون استمرار إسرائيل لمصادرة الأراضي الفلسطينية المحتلة وإقامة المستوطنات والتوسع الاستيطاني ، لم نأخذ العبر من تلك الهبة الجماهيرية التي حالت دون مصادرة الحكومة الاسرائيليه لعشرات الآلاف من الدونمات من الأراضي الفلسطينية لأهلنا الصامدين في 48 ، وللأسف لم يأخذ المفاوض الفلسطيني تلك الهبة الجماهيرية بعين الاعتبار حين فاوض الإسرائيلي المحتل ، بحيث لم تتضمن اتفاقات أوسلو بندا يلزم فيه إسرائيل بوقف البناء والتوسع الاستيطاني ، على اعتبار أن الاستيطان غير شرعي وان الأراضي الفلسطينية المحتلة هي أراضي فلسطينيه ينطبق عليها اتفاقات جنيف ولائحة لاهاي فالمادة الرابعة من اتفاقية جنيف تحرم مصادرة الأراضي ووضع اليد عليها بحيث تبقى السيادة للإقليم المحتل للدولة الأصل صاحبة السيادة ، ومنذ عام 1993 تاريخ التوقيع على اتفاق أوسلو والتوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي يتم من أوسع الأبواب وبدون اتخاذ أي إجراء يحول وهذا التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي ، نعم تحولت ذكرى يوم الأرض للاحتفال ليس إلا ولمظاهرات واحتجاجات لم تؤدي إلى أية نتائج تذكر ، وكان بودنا أن يتحول يوم ذكرى الأرض ليوم عمل في الأرض واستصلاحها ليوم نثبت فيه التمسك بالأرض وبدعم الصمود على هذه الأرض ، نعم الأرض تنتهك حرماتها ويتم التعدي عليها والاستيلاء عليها الأمر الذي يتطلب منا أن نضع برنامجا من اجل حماية الأرض ، نعم كيف لنا أن نواجه الاستيطان ومصادرة الأراضي ، وإسرائيل تتفنن كل يوم بإصدار المزيد من القرارات والأوامر العسكرية لمصادرة الأراضي ، وكيف لنا أن نحول ودون تمكين حكومة الاحتلال الإسرائيلي من وضع يدها يوميا على مئات الدونمات تحت البند أن الأراضي المستولى عليها أو العقار المستولى عليه محل تنازع ، لقد تمكن المفاوض الإسرائيلي من فرض شروطه المذعنة من خلال تفننه بتفسير القوانين وتجيريها لصالح الاحتلال ، تسلح المفاوض الإسرائيلي بجيش من القانونيين لفرض قوانينه الخاصة ودونما مواجهة ومحاجه لهذا المحتل فطالما رضينا بالتفاوض طريقا فلما لا نتسلح بالحجة والبيان والقانون فأراضينا محتله وما زالت محتله وهي خاضعة للقانون الدولي وللتعريف الخاص بوضعية الأراضي المحتلة ولا يجوز وتحت أي ذريعة أن تخضع الأراضي المحتلة لتصبح أراضي متنازع عليها ، في يوم الأرض لا بد وان تكون انطلاقه جديدة ومفهوم جديد لكيفية مواجهة المحتل لوقف الاستيلاء على الأراضي ووقف البناء الاستيطاني وكشف زيف الادعاء الإسرائيلي ، إن معظم البناء الاستيطاني تم على أراضي هي ملك الخزينة الاردنيه وهي ارض محتله لا يجوز لإسرائيل وضع يدها عليها وتنطبق عليها المادة الرابعة من اتفاقية جنيف وبناء جدار الفصل العنصري حكمت محكمة لاهاي الدولية بعدم شرعيته وقانونيته ولم نقم بملاحقة إسرائيل من اجل تنفيذ هذا القرار وكشف الألاعيب الاسرائيليه ، يتم صرف مئات الآلاف من الدولارات على تلك الاحتجاجات والاحتفالات التي أصبحت مظهر من مظاهر الثراء على حساب الأرض وتم صرف الملايين من الدولارات تحت حجة مقاومة البيوع من الأراضي للمحتل وجميعها كانت صوريه ليس إلا ولم ترتدع المحتل أو لم تؤدي إلى أية نتيجة وان الأوان لكي نفوق من غفوتنا أو تجاهلنا لكيفية حماية أرضنا ومواجهة المحتل الأمر الذي يتطلب عمل احصائيه بمساحة الأراضي المسجلة على اسم خزينة الدولة الاردنيه بصفتها صاحبة السيادة على الأرض الفلسطينية قبل حرب حزيران 67 وحان الوقت لعمل دراسة لكل القضايا من بيوع مزوره وغير قانونيه أدت بوضع المحتل يده على عشرات الآلاف من الدونمات وبطريق التزوير والاحتيال وحان الوقت حقا لوضع خطة حكوميه لكيفية الاهتمام بالأرض وبدعم أصحاب الأراضي لكيفية استغلال أراضيهم نعم يوم الأرض ليس للذكرى فحسب وليس للعروض وإنما يوم يجسد فيه العمل لإحياء الأرض علينا وبكل الوسائل الممكنة من مواجهة المحتل ودحض ادعاءاته ومزاعمه لفرض شروطه وإنهاء تلك المقولة بان الأرض متنازع عليها لأننا وبحق أصحاب حقوق ثابتة وواضحة يدعمها القانون الدولي واتفاقات جنيف ولا بد لنا فعلا وضع كل الخطط التي تؤدي إلى إحياء الأرض والتمسك بها بزراعتها وعدم تركها بورا لتصبح أراضي متروكة أو متنازع عليها