في رحاب التاريخ النضالي لرجال المنطقة الشرقية بخانيونس ترسل أشعة النور لتخترق جدار البطولة والصمود والتحدي مع رجل مناضل صاحب العطاء والقلب الطيب واليد النظيفة للقائد الفتحاوي محمد أحمد أبو دقة "أبو سكرة" الأصل الأصيل والمحتد المتأصل الذي يضفى عليه وشاحا من الهيبة والوقار ويغدق عليه هالة من الإجلال والإكبار والاعتزاز، ويمتلك الأخ اللواء أبو سكرة البلغ من العمر اثنان وستون عاما الإشراقات الباهرة والمزايا المميزة، والحضور المتألق بجدارة وأصالة، احب الحريه للوطن فعاش حياه المناضل المكافح، حيث تحمل الكثير الكثير من اجل وطنه وشعبه لانه انسان مناضل تربى على مفاهيم العمل الوطني في مدرسة الشهيد خليل الوزير "أبو جهاد"، عرفته المنطقة الشرقية مناضلا منذ نعومة أظافرة، فكان مصيره الاعتقال والتعذيب لم يثنيه ذلك عن مواصله نضاله، وقد توّج بإرثه الفلسطيني الأصيل الضارب في أعماق تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة بحقبها وأجيالها وإحداثها الجسام وطفراتها المتتالية وتقدمها المتواصل منطلق من امتداده الوطني العريق وانتمائه لوطن تعلم منه كل العالم ما معنى الحرية والبطوله، ولما قضي أثنان وعشرون عاماً في سجون الاحتلال، حيث اعتقل ليله زفافة في العام 1975 ليقضي عشر سنوات في السجون الاسرائيلية، وفي العام 1986 اعتقل لمدة سنتان، رغم ذلك لم يعرف الملل والكلل محافظا على العهد والقسم بأن تستمر مسيرة الثورة، فكان صاحب بصمة واضحة خلال الانتفاضة الأولى، حيث اعتقل في العام 1989 وحكم عليه لمده خمس عشر عاما، حيث قضي منها عشر سنوات وافرج عنه في العام 1994 ضمن اتفاقية أوسلو، لقد تميز الاخ اللواء أبو سكرة بوطنيته وعطائه الوطني تجاه أبناء فتح بشكل خاص من خلال قيادته أمانة سر الإقليم منتخبا من القاعدة الفتحاوية العريقة وساهم في بناء العمل التنظيمي وتقديم المساعدات لابناء شعبنا الفلسطيني، وهو يقوم بدور المسؤول طوعا عن أبناء شعبه ولم يتوانى لحظه بخدمة وطنه وأبناء شعبه والتصدي لكل الخارجين عن الالتزام التنظيمي، صاحب فكرة وحدة التنظيم والعمل المشترك، فبالرغم من تاريخه النضالي الحافل الا أنه لم يسعى ابدآ للظهور والترويج الاعلامي، كنت ذات يوم معه وسألته لماذا لم تسعى للظهور كغيرك من المناضلين ابتسم وقال لي يا رمزي لست في حمله انتخابيه وانما في ثوره مستمرة ما دام الاحتلال غاشم على أرضنا وهمي الاول والأخير هو تحرير الوطن واستعادة القدس.
وفي الحقيقة أن ما جعلني أكتب عن ذلك المناضل الكبير أبو سكرة رؤيتي له في أكثر من مناسبة شامخا يتحدى المرض يشارك الناس أفراحهم وأحزانهم يجالس الكبير والصغير، فالمرض لم يقف حائلا أمام حضوره المتألق في كل المناسبات الوطنية والاجتماعية، أراه يعمل بصمت بعيدا عن المناصب والمراتب التي يتصارع عليها البعض، الأكثر حضورا ونشاطا في الحقل التنظيمي رغم كل الظروف التي تعيشها الحركة، يطمح ويسعي الى استنهاض الحركة بعيدا عن التجاذبات والتكتلات، ومن منطلق "من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق" وجدت من واجبي أن أرفع القبعة شكراً وتقديراً لمن يستحق على جهوده الجباره وهو خارج موقع المسئولية، ويرى نفسه ملزما بالعمل مع الجميع من أجل الفتح والوطن وهي جهود وطنية بامتياز، وهي ثقافة نحتاج تعميمها ونتحلى بها ونقبلها كثقافة وطنية اجتماعية ايجابية تكون حافز ودافع لزيادة العطاء لكل من يخدمنا ويسير باتجاه رفعتنا، هذا الرجل العظيم تعب من أجل الوطن وحق علينا أن نعطى الرجل حقه، فلقد عاش الرجل معظم حياته مناضلا ومكافحا وصنديدا ضد الاحتلال، ومن أجلنا، حتى كتابة هذه الأسطر التي لم توفيه حقه كمناضل ثوري دون علمه فأرجو منه ان يسامحنا على ذلك فهو بحق مناضل يستحق منا الوقوف امامه احتراما لتاريخه النضالي نعم لمثل هؤلاء المناضلون الشرفاء تنحني الرؤس، فالتحية وألف ألف تحية لهذا الرجل الفذ الذي هو قدوه للأجيال القادمه كيف يكون الاخلاص للوطن والاخلاص لابناء شعبه.
بقلم / رمزي النجار
[email protected]