الأرض هي الأم ...
تبسمت الأرض ...
هذا الصباح ...
همست احتفاء ...
بالشهداء ...
زينتهم بربيع دائمٍ ...
مطرز ملون ...
بالخضَار ...
والأزهار والثمار ...
أطلقت عبيرها ...
كبرياء ...
أعلنت انتصارها ...
للمغروسين افتخاراً ...
كأشجار الصنوبر ...
رسوخاً وشموخاً ...
كأشجار الزيتون ...
قداسة وعطاء ...
للمنتشرين في شتات الأرض ...
يهيمون عشقاً ...
يمتلئون حنيناً وشوقاً ...
للعناق وللقاء ...
الأرض هي الأم ...
هي القداسة الأولى ...
هي البداية ...
هي النهاية ...
لا تبالي بما فعل السفهاء ...
أو الغرباء ...
بما زوروا ...
أو خربوا ...
تذيبهم في مجرى النهر ...
تقذفهم في البحر ...
تنثرهم، تحيلهم هباء ...
تستعيد جمالها رونقاً وسخاء ...
تحتضن أبناءها الأوفياء ...
تصدر شهادة ميلادها ...
كل صباح أو مساء ...
تبتسم حين تغرد البلابل ...
للعائدين إلى الأوطان ...
تطلق شعاع الأمل ...
تنبت العشاق والثوار ...
تنتفض، تهتز، تميد ...
تحت أقدام الغرباء ...
والسفهاء ...
واللقطاء ...
تقذف في وجوههم ...
حمم الرفض والغضب ...
الأرض تبقى الأرض ...
تعشق الشهداء ...
تتباها، تختال بهم ...
خيلاء ...
تحتضنهم في رحمها ...
تنجب من أصلابهم ...
ثواراً، أحراراً وشرفاء ...
الأرض هي الأرض ...
هي الأم ...
ينصرف إليها كل الوفاء ...
والعطاء ...
.................................................
د. عبد الرحيم محمود جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
E-mail: pcommety @ hotmail.com
الرياض 30/03/2014م الموافق 29/05/1435هـ