احتفلت حركة حماس بفوز حزب العدالة والتنمية التركي في الانتخابات البلدية ، حيث رحبت حكومة غزة في هذا الفوز واعتبرته "انتصارا لفلسطين "، فيما وصفته حركة حماس بالنتيجة المبهرة.
وقد انطلق ما يقارب ثلاثة الاف من انصار حركة حماس ، في مسيرة جماهيرية من امام مسجد الخلفاء في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، مساء الاثنين، ابتهاجا بهذا الفوز ورددوا، شعارات مناصرة لتركيا ورئيس وزرائها رجب طيب اردوغان .
ويقول احمد يوسف القيادي في حركة حماس ، " الفلسطينيون نظروا الى تلك الانتخابات وكأنها انتخابات لهم ،وتابعوها واصابهم الفرح والنشوة في فوز حزب العادلة والتنمية في تركيا ، بسبب التخوف من تجربة الاسلاميين في تركيا بخسارتهم وفي ظل انتكاسات الربيع العربي ، فالخسارة كانت سيكون لها وقع صعب علينا ".
ويضيف يوسف في حديث لـ"وكالة قدس نت للأنباء"،" تركيا هي املنا الوحيد الباقي داعم للقضية الفلسطينية ، وبالتالي نحن معنيون في استمرار نهج رجب طيب اردوغان في الحكم بتركيا ".
ويوضح يوسف" هذه الفرحة الغامرة على كل المستويات الرسمية والشعبية لأن ( تركيا - اردوغان ) ، نصير كبير للشعب الفلسطيني واعطانا فوز حزب العدالة والتنمية ، انطباع ان ما جرى بالمنطقة من انتكاسات في بعض البلدان ، ان تركيا مازالت تقدم نموذج قابل للتوسع والانتشار " ، .. ويقصد هنا يوسف ، (الاسلام السياسي المعتدل ) المتمثل في حزب العدالة والتنمية التركي .
ويرى يوسف وهو المستشار السابق لرئيس وزراء حكومة غزة، ان " لهذا الفوز اشارات طيبة يمكن الاستفادة منها ، فبرغم كل المحاولات التي استهدفت رجب طيب اردوغان ، وحزبه من تشويه واساءة ، لكن الناس وجدوا ان الحزب ارتقى بتركيا ، اقتصاديا واجتماعيا وبالعلاقات الخارجية وجعلها في مصافي الدول الكبرى ، فإنجازات الحزب كانت هي خيارات الناس " .
وحول تأثير موقف حماس هذا على العلاقات مع مصر بسبب التباين والخلاف بين (تركيا ومصر ) ، يوضح يوسف " علاقتنا مع تركيا ليست لها علاقة لا من قريب ولا بعيد في مصر ، نظرتنا الى مصر دولة جوار شقيقة ، وتركيا بلد دعمتنا معنويا وماديا وكانت من أوائل الدول التي وقفت بجانبنا في الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة 2008-2009م ، وكانت مواقف مشرفة " .
ويؤكد يوسف ، ان "علاقات حماس مع حزب العدالة والتنمية التركي علاقات وطيدة ، كعلاقتها بالسلطة الفلسطينية ، ولا تتعلق في اشكاليتها مع مصر والتي يجب الا تنعكس علينا كفلسطينيين" .
الى ذلك ، وعد القيادي في حزب العدالة والتنمية رسول طوسون ، اهل قطاع غزة بتخفيف الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع خلال الفترة المقبلة ، كما ذكرت قناة الأقصى الفضائية ، مساء اليوم.
فيما يحذر مراقبون فلسطينيون من مبالغة حركة حماس ، بالاحتفال في فوز حزب العدالة والتنمية التركي، ورأوا انه تكرار للمشهد عندما فاز حزب( الحرية والعدالة) الاخواني في الانتخابات المصرية الاخيرة ، قبل ان يتم اخراجهم من الحكم ما ادي الى ان تدفع حماس ثمن هذا الموقف مع السلطات المصرية الحاكمة حاليا .
المحلل السياسي الفلسطيني اكرم عطا الله ،اعتبر ان " حماس تبحث عن بصيص امل تعيد من خلاله توازن نفسي الى كل التحالف الذي بدأ يخسر في الاقليم منذ الصيف الماضي ".
ويقول عطا الله في حديث لوكالة قدس نت للأنباء"، " هذا هو اول انتصار صغير لهذا التحالف يتمثل في فوز حزب العدالة والتنمية ، (بالانتخابات البلدية التركية ) ، ولاحتفال حماس بهذا الفوز مدلولات تشير بانها تبحث عن فرصة بين كل المآسي التي كانت خلال العام الماضي وماتزال".
ويرى عطا الله ، أن حماس تتعاطي مع الشأن الخارجي كأنه شأن حمساوي داخلي ، قائلا "عادة ما تفرح الاحزاب لانتصاراتها ، لكن بالنسبة للأخرين تكتفي بإرسال برقية تهنئة ، اما المبالغة ربما تغيظ المعارضة التركية فربما تصل الى الحكم وتأخذ موقف من حماس ، ولذلك كان لحماس ان تتعلم الدرس ".
ويضيف ، " الدرس الابرز الذي يجب ان تتعلمه حماس ، ويدور في رأس كل فلسطيني " أليس الاولى ان يحتفل الفلسطينيين بالانتخابات الفلسطينية ، وحماس جزء من الذين يمنعون اجراءاها ؟!
ويشير عطا الله الى ان مصر علاقتها متوترة مع تركيا ولا تريد ان ترى من يتعاطف ويتحالف ويقم احتفالات مع( تركيا- اردوغان) في قطاع غزة .
ويؤكد المراقب السياسي عطا الله ، ان حماس تعتبر نفسها جزء من تحالف قديم ، في حالة الوسيطة الاسلامية التي تجمعها مع (تركيا - اردوغان )، بعد ان وقفت الاخيرة بجانب حماس والحصار المفروض عليها وعلى قطاع غزة واتخذت موقف من اسرائيل بسبب هذا الامر .
ويقول " لابد ان تتوازن حماس في علاقتها الخارجية ، والتجربة التي قالت ان الانزلاق في العلاقات الخارجية له ثمن كبير يدفعه الشعب الفلسطيني ، وبالتالي لا بد ان تكون العلاقات متوازنة واكثر رصانة ".
ورحبت الحكومة في غزة التي تديرها حركة حماس ،بهذا الفوز واعتبرته "انتصارا وفوزا لفلسطين والشعب الفلسطيني".
وقال ايهاب الغصين الناطق باسم الحكومة في تصريح صحفي "تبارك الحكومة الفلسطينية للشعب التركي عرسه الديمقراطي، وندعو تركيا لتكون دائما داعمة للحق وللشعوب المظلومة والمضطهدة وناصرة للقضية الفلسطينية".
وأضاف "إن الشعب الفلسطيني لن ينس شهداء مرمرة الذين رووا بدمائهم بحر مدينة غزة، ومواقف تركيا الأصيلة تجاه الحصار والعدوان".
وأعرب الغصين عن امله ان تواصل تركيا تقدمها وازدهارها لخدمة الامة التركية ودعم الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته.
كما رحبت حركة حماس بنتائج الانتخابات البلدية في تركيا، ورأت أنها تمثل "انتصارا للديمقراطية التركية ولحزب ناصر القضية الفلسطينية وجعلها على سلم أولوياته".
وأشاد القيادي في حركة حماس صلاح البردويل ، بالتجربة الديمقراطية التي تعيشها تركيا، ورأى أن "فوز العدالة والتنمية بالانتخابات البلدية يمثل رد فعل من الشعب لقيادة احترمته ودافعت عن حقوقه".
وقال"نحن في حركة حماس نرسل بالتهنئة الحارة لتركيا قيادة وشعبا بهذه الانتخابات، هذه القيادة التي فهمت أن احترامها للشعوب هو السبيل لنيل ثقتها، وقد رد الشعب التركي هذا الجميل بهذه النتيجة المبهرة.
وكان رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء تركيا وزعيم حزب العدالة والتنمية ، قد اتخذ مواقف مناصرة الى الشعب الفلسطيني ورافضة الى الاحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة .
وترتبط حماس بعلاقات وثيقة مع حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، التي تعد داعما لقطاع غزة التي تسيطر عليه الحركة منذ عام 2007.
وكانت علاقات تركيا قد تدهورت مع إسرائيل في أعقاب هجوم الجيش الإسرائيلي في مايو 2010 على السفينة التركية "مرمرة" التي كانت ضمن (أسطول الحرية) الذي كان يحمل مساعدات لقطاع غزة ويسعى لكسر الحصار، مما أدى إلى مقتل 9 نشطاء أتراك وإصابة آخرين، قوبل هذا الهجوم بنقد دولي على نطاق واسع، وطالب مسؤولون من أنحاء العالم من الأمم المتحدة بإجراء تحقيق.
يذكر ان أردوغان اعلن امس الاحد فوز حزبه العدالة و التنمية بالانتخابات المحلية بمختلف انحاء تركيا ، وذكرت تقارير إخبارية أن حزب العدالة والتنمية الحاكم تصدر النتائج في الانتخابات المحلية معززا رصيده الذي حققه في الانتخابات السابقة عام 2009.
وينظر إلى نتيجة الانتخابات على أنها مؤشر على شعبية إردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة في أغسطس/آب المقبل والانتخابات البرلمانية المقررة في السنة المقبلة.
