قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير جون كيري ألغى اليوم الثلاثاء اجتماعا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس(ابو مازن) في رام الله بخصوص اجراء محادثات في اللحظات الأخيرة بشأن تمديد مفاوضات السلام مع إسرائيل.
ونقلت "رويترز" عن المسؤول قوله "لن نسافر غدا"
وجاء ذلك بعد ان وقع الرئيس الفلسطيني، مساء اليوم ، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، على وثيقة للانضمام إلى 15 منظمة ومعاهدة واتفاقية دولية، بعد رفض الحكومة الإسرائيلية الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى.
وكان قد توقع مصدر فلسطيني مسؤول، عودة وزير الخارجية الامريكي جون كيري للمنطقة الخميس المقبل ، للقاء الرئيس الفلسطيني في اطار الجهود المبذولة لإنقاذ مفاوضات السلام مع اسرائيل.
وقال المصدر في تصريح لـ " وكالة قدس نت للأنباء"، ان" كيري في لقاءه يوم امس بالقدس مع الوفد الفلسطيني المفاوض المكون من صائب عريقات وماجد فرج ، لم يقدم عروض جدية يمكن على اساسها بحث تمديد المفاوضات ".
وتابع " كل ما يقوم به كيري هي مناورات يتم بها التداول مع القيادة الاسرائيلية بشأنها (حكومة) بنيامين نتنياهو ، ثم يعرضها على الجانب الفلسطيني ".
وقال المصدر" ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، جرب السياسة الامريكية والمناورات الاسرائيلية والوعود والتي جميعها لا تجدي نفعا ، وثبت له بشكل واضح وملموس وقاطع ان هذه المفاوضات تستغلها اسرائيل وتستفيد منها ".
واضاف" كل ما نريده من الادارة الامريكية هو بالضبط ما طالب به الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر عندما خاطب جون كيري قائلا :يجب الا تسجل على الولايات المتحدة الامريكية انها تتلاعب في القانون والشرعية الدولية ".
وقال " ان كيري يتلاعب في القانون الدولي والشرعية الدولية بكل ما يتصل في الصراع العربي الاسرائيلي والحقوق الفلسطينية ".
واكد ان "تمديد المفاوضات لم يحسم بعد ولكن بات صعبا ان يتم التمديد وفق شروط المفاوضات الجارية ، وان احدى الشروط الابرز المطلوبة للتمديد وقف الاستيطان الاسرائيلي بشكل كامل".
وكان قد غادر كيري اسرائيل بعد لقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتيناهو ووفد فلسطيني كلا على حدة في القدس المحتلة ، في اطار محاولة لانقاذ مفاوضات السلام بعد رفض الحكومة الإسرائيلية الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى.
من جانبه حمل الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن إفشال مهمة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، من خلال تنصلها من اتفاق إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى.
وأضاف في تصريحات صحفية، "أن الجهود والمساعي المتواصلة التي بذلت خلال الأيام الماضية، والتي كان آخرها لقاء كيري مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث رفض الأخير وبشكل فاضح تنفيذ التزامه بما يخص إطلاق الدفعة الأخيرة من الأسرى."
وتابع "أمام هذا الموقف، والتزاما من القيادة الفلسطينية بواجبها ومسؤوليتها أمام شعبها، وحرصا منها على مصداقية وجدية العملية السياسية التي تتعرض لانتهاك سافر من قبل حكومة إسرائيل، فقد اتخذت الحد الأدنى من الإجراءات المتمثلة في تقديم طلب الانضمام إلى عدد من الاتفاقيات الدولية، دفاعا عن ما تبقى من الشرعية الدولية وحقوق شعبنا الوطنية".
وقال أبو ردينة"إن الحكومة الإسرائيلية هي من أسقط ومزق اتفاق أوسلو واستباحته بالكامل، من خلال سياستها الاستيطانية الوحشية التي تلتهم الأرض الفلسطينية؛ وكان آخرها إعلان اليوم عن إقامة 700 وحدة استيطانية جديدة، التي لن تنطلي على أحد مزاعمها بالحرص على اتفاق أوسلو والتمسح به".
وختم الناطق باسم الرئاسة تصريحه قائلا" إن القيادة الفلسطينية تدعو جميع الأطراف الدولية وبخاصة الولايات المتحدة إلى ممارسة ضغوطها على الحكومة الإسرائيلية لحملها على الوفاء بالتزاماتها بشأن إطلاق الدفعة الأخيرة من الأسرى القدامى، وجميع التزاماتها الأخرى بحسب الاتفاقيات الموقعة حتى يمكن إنقاذ ما تبقى من عملية السلام، واستعادة بعضا من مصداقيتها التي داستها جرافات الاحتلال والاستيطان."
