لعل الحال الفلسطيني التي وصل بنا في هذه الأيام هو بالفعل طريق مسدود على الخيارات المُتبعة من قبل القيادة الفلسطينية، لكن ذلك لا يعني انسداد الأفق السياسي وانتهاء الخيارات أمام الفلسطينيين في إيجاد السُبل المناسبة من أجل نيل حقوقهم في وطنهم وإقامة دولتهم.
الجميع يُدرك حجم الخلافات والانقسامات داخل المجتمع الفلسطيني جراء حالة الانقسام السياسي الداخلي الذي أوصلنا الى انقسام جغرافي ألحقه انقسام في كافة مناحي ومجالات الحياة، لكن ذلك لا يعني انسداد الأفق امام تحقيق المصالحة الوطنية، والحد من حالة التفكك داخل المجتمع الفلسطيني، والمطلوب كخطوة أول هو ما نادى فيه الشباب في الخامس عشر من اذار من عام 2011، وهو ان "الشعب يريد إنهاء الانقسام" ولكن هذه المرة ليس من أجل فقط لم الشمل ومعالجة الجرح الداخلي ولكن من اجل مواجهة العدو الخارجي بيد واحدة في ظل تخلي كل العالم عن قضيتنا بأسباب مباشرة وغير مباشرة بفعل عدم احترامنا لبعضنا البعض.
لعله ما هو مطلوب من القيادة الفلسطينية عدم تمديد المفاوضات وذلك بناء على قناعة الكل واولهم المفاوض ان اسرائيل تأخذ المفاوضات كغطاء من أجل استمرار انتهاكاتها بحق الفلسطينيين، وإنكار الحق الفلسطيني بالتدريج من أجل سلب حقوق شعبنا، ورغم كل الصعوبات والحصار الذي سيلحق بنا جراء ذلك القرار لكن مطلوب منا أيضا الصمود في وجه كل المؤامرات من أجل القضية الفلسطينية ومن اجل حقوق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن ثوابته ورغبته في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وما هو مطلوب من الفصائل الاخرى وعلى رأسها الحركات الاسلامية الوقوف موقف وطني ونضال من الكل قيادة وعناصر وأفراد في مواجهة العدو الخارجي وعدم والتعالي عن الجراح وعدم التعامل رغم كل المساوئ مع الخصم على أنه عدو، فذلك لن يخدم سوا الاحتلال في استمراره في ممارساته في ظل الصدع الداخلي الفلسطيني.
وقناعتي أنه اي تسوية في هذه المرحلة وهذه الفترة هو لن يكون لصالح فلسطين بل بالعكس لصالح اسرائيل من أجل ضرب الصوت الداخلي الواحد والاجماع الواحد اختلفنا كثيرا وضحينا كثيرا ولا أحد يزاود على احد في وطينته وانظروا الي اين وصل الحال بنا لنبتعد عن كل ما يفرقنا ونقف في المنطقة التي تجمعنا، ونتعالى على جراحنا من أجل ان يكون لنا اقل ما فيها اجماع فلسطيني واحد يكفي اننا نخسر في وطننا أمام أعيننا ونحن متفرجين، ألا يكفي ان نحمي وطينتنا التي تاّكلت من ورا خلافاتنا ومشاكلنا ....!؟
رسالتي الى ابناء حماس وفتح وكل التنظيمات ، لا احد يستطيع ان ينكر وان ينفي الاخر فالكل موجود ولن يكتمل شي الا بالكل الوطني وبإجماع الجميع.
ولو كان هناك تنازل من قبل الرئيس كان زمان اسرائيل وقعت لكن لابد ان ندرك ان اسرائيل لا تريد سلام ولا تريدنا ان نعيش وفي نفس الوقت هي القوة لأنه معها العالم كله لذلك مطلوب منا ان نحترم بعض لكي يحترمننا العالم ويتعاطف معنا
بقلم: معاذ الطلاع ، رئيس الشبكة الشبابية العربية
