صحيفة نتنياهو تتجاهل الخرق الإسرائيلي وتشن هجوما على الفلسطينيين
تناولت الصحف الاسرائيلية بتوسع، اليوم، المحاولات الحثيثة التي تقوم بها واشنطن منذ امس الاول، لمنع انهيار المفاوضات، على خلفية الخطوات الاحادية الجانب التي قامت بها اسرائيل، واستدعت ردا مشابها من قبل السلطة الفلسطينية. وتناولت الصحف حالة الغضب الامريكي على ما حدث، ولكن في الوقت الذي تناولت فيه "هآرتس" التصريحات الأمريكية بشأن الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني، لامست "يديعوت احرونوت" الغضب الامريكي على اسرائيل بشكل عابر، وركزت على الجانب الفلسطيني، في اطار محاولة واضحة لتمرير الاتهامات الاسرائيلية للفلسطينيين بإفشال المفاوضات.
أما صحيفة يسرائيل هيوم"، فلم تتجاهل التصريحات الأمريكية المتعلقة بالجانب الاسرائيلي، فحسب، بل تجاهلت بشكل مطلق حقيقة ان قيام اسرائيل بنشر مناقصة جديدة للاستيطان في حي جيلو، وعدم تنفيذها للتفاهمات بشأن الافراج عن الأسرى، هي التي دفعت الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الى التوقيع على طلبات الانضمام الى 15 معاهدة دولية. وشنت صحيفة "يسرائيل هيوم" هجوما على القيادة الفلسطينية وحملتها المسؤولية عن الأزمة التي من شأنها عرقلة الصفقة التي جرى الحديث عنها في الأيام الأخيرة.
وتجند مراسلو الصحيفة المعروفة بعلاقتها الوثيقة بنتنياهو، للتغطية على الخرق الاسرائيلي زاعمين ان ابو مازن نفذ تهديده بالتوجه الى المؤسسات الدولية، بعد ان بات واضحا بأن الصفقة باتت قريبة، وبدون أي تطرق للخروقات الاسرائيلية تدعي الصحيفة ان الحكومة كانت تنوي عقد جلسة للمصادقة على الصفقة وتم الغاؤها بسبب خطوة ابو مازن. ولتدعيم هذا الادعاء تقتبس عن مسؤول اسرائيلي رفيع قوله ان " ابو مازن يهرب في كل مرة يصل فيها الى لحظة الحسم"!
وتنقل الصحيفة عن مصادر اسرائيلية ان القدس متشجعة من توضيح الأمريكيين بأنهم لن يدعموا الخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وتنشر قرار حزب "البيت اليهودي" التوجه الى نتنياهو كي يطالب الأمم المتحدة بإلغاء الطلبات الفلسطينية، واعلن بأن "التوجه الى الأمم المتحدة سحب كل أساس للتفاوض حول أي صفقة، وبالتأكيد صفقة الافراج عن الأسرى".
وتتهم وزيرة القضاء تسيفي ليفني الفلسطينيين بخرق الالتزامات، وتحذر من أن ذلك سيمس بمصالح الفلسطينيين. وقالت: "اذا كانوا يريدون دولة، فعليهم ان يفهموا بأن هذا يمر في غرفة المفاوضات، نحن سنواصل تمثيل مصالح دولة اسرائيل".
غضب أمريكي ومحاولات حثيثة لمنع انهيار المفاوضات
وكتبت صحيفة "هآرتس" ان البيت الأبيض عبر، امس، عن غضبه الشديد ازاء اسرائيل والفلسطينيين، على ضوء احتمال انهيار الجهود المبذولة لتمديد المفاوضات بين الجانبين. ونقل مسؤولون امريكيون الى ديوان رئيس الحكومة الاسرائيلية ومقر الرئاسة الفلسطينية رسائل شديدة اللهجة، اعتبرت ان جهود الوساطة استنفذت وان المسؤولية عن حل الأزمة ملقاة على عاتق الطرفين. وقال مسؤول امريكي "ان كيري عمل في الأشهر الأخيرة إلى اقصى ما يمكن للإنسان أن يفعله ووصل الى ابعد ما يمكن، ويتوقع الاسرائيليون والفلسطينيون منا حل مشاكلهم، لكنه لا يمكننا عمل ذلك، وسيضطرون الى اتخاذ القرارات الصعبة وايجاد مخرج بأنفسهم".
ولم يعلن الأمريكيون غضبهم على الطلبات التي وقعها الفلسطينيون للانضمام الى 15 معاهدة دولية، فحسب، بل على الخطوات التي قامت بها اسرائيل في الأيام الأخيرة والتي مست بالمحاولات الامريكية لتمديد المفاوضات. وقال نائب الناطق بلسان البيت الأبيض، جوش ارنست، امس: "لقد خاب أملنا من الخطوات غير المفيدة التي أقدم عليها الجانبان. ونجم الغضب ازاء اسرائيل لأنها امتنعت عن اطلاق المجموعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين كما التزمت قبل المفاوضات، علما ان واشنطن رفضت اشتراط اسرائيل اعلان الفلسطينيين عن تمديد المفاوضات قبل اطلاق سراح الأسرى. وقال موظف رفيع ان المناقصة التي نشرتها اسرائيل لبناء قرابة 700 وحدة اسكان في حي جيلو، وراء الخط الأخضر، امس الأول، في خضم الاتصالات، الحقت ضررا كبيرا ودفعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى الاعلان عن التوجه الى المسار الدبلوماسي.
ووجه الامريكيون اصابع الاتهام الى وزير الاسكان اوري اريئيل، وقالوا انه تعمد التخريب على المحادثات. وأشار موظف امريكي رفيع الى ان المناقصة التي نشرتها وزارة الاسكان هي نسخة مكررة عن مناقصة قديمة، وتكهن بأن اريئيل تحكم بموعد نشرها مجددا. وصدرت ادعاءات مماثلة عن مسؤولين اسرائيليين مطلعين على الاتصالات. وادعى مكتب الوزير اريئيل ان "الوزير لم يعرف عن نشر المناقصة وانما كانت خطوة اعتيادية".
وبالإضافة الى ذلك اعرب الأمريكيون عن غضبهم لخروج اريئيل علانية ضد الصفقة التي جرى العمل عليها لإطلاق سراح الجاسوس جونثان بولارد، حيث ادعى ان بولارد نفسه ليس معنيا بإطلاق سراحه مقابل "المخربين" الفلسطينيين. وكان اريئيل قد دعا نتنياهو، امس، من خلال صفحته على الفيسبوك، الى الغاء اتفاقيات اوسلو ردا على الخطوة الفلسطينية.
ورغم الغضب الأمريكي فقد واصل كيري والموفد الخاص، مارتين انديك، جهودهما لإنقاذ المحادثات. فقد سارع انديك الى عقد لقاء ثلاثي عاجل في القدس، بمشاركة الوزيرة تسيفي ليفني وممثل نتنياهو يتسحاق مولخو، ورئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني، صائب عريقات. وفي المقابل اتصل كيري برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وبالرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأوضح عباس لكيري انه لا يزال ملتزما بالعملية السلمية وعلى استعداد لمواصلة المفاوضات حتى نهاية الفترة المحددة، في 29 نيسان الجاري.
ومع ذلك تكهن مسؤولون اسرائيليون وامريكيون بأن فرص تحقيق اختراق منخفضة جدا. وقال مسؤول امريكي: "لدينا فرصة حتى نهاية نيسان لتمديد المفاوضات، لكن الاجواء متعكرة بين الجانبين". ووصف نائب الوزير زئيف الكين اللقاء الثلاثي بأنه "اهانة لدولة اسرائيل" وطالب نتنياهو وليفني بوقف المفاوضات حتى يتراجع عباس عن خطوته الدبلوماسية.
الفلسطينيون سلموا طلبات الانضمام الى المعاهدات الدولية
وكان صائب عريقات ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي قد التقيا، امس، بالموفد الخاص للأمين العام للمم المتحدة في الشرق الأوسط، روبرت سري، وبممثل سويسرا وهولندا لدى السلطة الفلسطينية، وسلماهما طلبات الانضمام الى 15 معاهدة واتفاقية دولية تتعلق غالبيتها بحقوق الانسان.
ونشرت "يسرائيل هيوم" ان الناطق بلسان الرئاسة الفلسطينية، نبيل ابو ردينة، حمل اسرائيل المسؤولية عن فشل المحادثات وحذر من تدهور الاوضاع في المنطقة. اما وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين، عيسى قراقع، فقال ان طلبات الانضمام الى المعاهدات الدولية، هي الشرارة الأولى. واضاف ان الخطوات الفلسطينية ستشمل نزع شرعية اسرائيل والمطالبة بالاعتراف بالأسرى الفلسطينيين كأسرى دولة خاضعة للاحتلال.
واكد قراقع ان الفلسطينيين طالبوا بإطلاق سراح الف اسير وتجميد البناء مقابل تمديد المفاوضات. واضاف ان الطلب الفلسطيني يشمل اطلاق سراح مروان البرغوثي واحمد سعدات وفؤاد الشوبكي، لكن اسرائيل رفضت ذلك وعرضت الافراج عن 400 اسير تقرر هي هويتهم، وهذا ما لا يوافق عليه الفلسطينيون.
وقال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه، ان الفلسطينيين يريدون لكيري ان يواصل الوساطة بين الجانبين، على ان تكون القاعدة هي حدود 67. واضاف: لا فائدة من التفاوض على فحوى المفاوضات. ورحبت حماس بالقرار الفلسطيني، كما اعلنت الجامعة العربية دعمها للقرار، واعتبرته حقا مشروعا للفلسطينيين.
واوضح مسؤول فلسطيني لصحيفة "هآرتس" انه لا توجد علاقة بين اطلاق سراح الأسرى والتوجه الى المؤسسات الدولية، وتمديد المفاوضات. واضاف: "بالنسبة لنا كانت هناك تفاهمات على اطلاق سراح الأسرى مقابل عدم توجهنا الى المؤسسات الدولية خلال تسعة أشهر، وعندما لم تنفذ إسرائيل المرحلة الرابعة، وجدنا من المناسب التوجه الى المؤسسات الدولية". وقال مسؤول فلسطيني على علاقة بالتوجه الى المؤسسات الدولية ان هذه هي الخطوة الأولى، ولكن اذا طرأ تقدما في موضوع اطلاق سراح الأسرى وتم التوصل الى تفاهمات بشأن استمرار العملية فلن يسارع الفلسطينيون الى مواصلة التوجه الى المؤسسات الدولية، خاصة المحكمة الدولية.
في السياق ذاته، نقلت "هآرتس" تصريحا لسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة اعلنت فيه +ان بلادها ستعارض كل محاولة لترقية مكانة الفلسطينيين في المؤسسات الدولية، واضافت انه "اذا توجه الفلسطينيون الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، فسيشكل ذلك تهديدا حقيقيا لإسرائيل وخطوة مدمرة لعملية السلام".
ليبرمان: تبادل السكان والأرض هو الحل
وتطرق وزير الخارجية افيغدور ليبرمان الى الموضوع خلال اجتماع لحزبه، يسرائيل بيتنا، امس، وقال: "اذا كان الفلسطينيون لا يريدون استئناف المفاوضات، فلماذا يجب الركض خلفهم. لقد فعلنا كل ما باستطاعتنا من اجل دفع الاتفاق، والطابة تتواجد في الملعب الفلسطيني.". واضاف ليبرمان انه "بعد انضمام الفلسطينيين الى اليونسكو لم يحصلوا على الاستقلال، ولم يقربهم ذلك من الدولة". واوضح انه سيعارض اطلاق سراح اسرى من المواطنين العرب في اسرائيل، في اطار المرحلة الرابعة.
ونقل موقع "واللا" العبري عن ليبرمان قوله مساء امس الاربعاء، "ان اسرائيل اجادت التغلب على الخلافات ووقعت اتفاقيات سلام عندما وجدت شريكا في الجانب الثاني، هكذا كان مع مصر ومع الأردن، واعتقد انه من الواضح بدون أدنى شك ان المشكلة ليست كامنة في الاستيطان وانما في النوايا الحقيقية للفلسطينيين". واضاف ليبرمان "ان المحاولات التي جرت في كامب ديفيد والـ21 سنة الماضية منذ اتفاقيات اوسلو، اثبتت بأن المشكلة تكمن في الفكرة التي يقوم عليها الاتفاق – اراض مقابل السلام. لقد قلت طوال سنوات ولا اخفي مفاهيمي ونواياي، واعود واقول ان المبدأ الوحيد الذي يجب ان يشكل قاعدة لأي اتفاق بيننا وبين الفلسطينيين هو اجراء تبادل للأراضي والسكان".
ونفت السلطة الفلسطينية بشكل قاطع، امس، ان تكون قد وافقت على تجميد جزئي للاستيطان او على اطلاق سراح أسرى تحدد اسرائيل هويتهم. وقال مسؤول في فتح لصحيفة "هآرتس" انه لا يمكن موافقة الفلسطينيين على صيغة كهذه.
لجنة التنظيم في القدس تناقش مشروع "كيدم" في سلوان
قالت صحيفة "هآرتس" ان لجنة التنظيم والبناء اللوائية في القدس ستناقش اليوم، الاعتراضات على مشروع بناء مركز "كيدم" في سلوان، والذي قدمته جمعية "العاد" الاستيطانية وسلطة حماية الطبيعة والحدائق القومية بدعم من بلدية القدس. وتشمل هذه الخطة انشاء مركز سياحي ضخم بالقرب من سور البلدة القديمة، من خلال المس بموقع أثري.
وقالت يهوديت اوبنهايمر، المديرة العامة لجمعية "مدينة الشعوب" التي قدمت اعتراضا على الخطة انها لا تشك بأن نية المبادرين الى المشروع هي تعميق الاستيطان في القدس الشرقية. واعتبرت اجراء النقاش حول هذا المشروع الآن، يدل على عدم جدية الحكومة بشأن المفاوضات السياسية.
اتهام ستة محامين مقدسيين بالوساطة بين حماس واسراها!!
ذكرت صحيفة "هآرتس" ان شرطة القدس اعتقلت قبل عدة ايام، ستة محامين فلسطينيين من القدس الشرقية، بشبهة التوسط بين اسرى حماس ونشطاء التنظيم خارج السجن، لقاء مقابل مادي. وقالت الشرطة انها تنوي محاكمتهم بتهمة النشاط في تنظيم ارهابي، والتآمر على تنفيذ جريمة والاتصال بعميل اجنبي! ويعتبر المحاميان مدحت عيساوي وشقيقته شيرين عيساوي من المتهمين الرئيسيين في القضية.
وكانت الشرطة وجهاز الشاباك قد اجريا تحقيقا سريا ضدهما. وتدعي الشرطة انهما ادارا شبكة من المحامين الفلسطينيين الذين قاموا بزيارة الأسرى وتلقوا مبالغ مالية مقابل قيامهم بنقل "رسائل" مشفرة، تضمنت اوامر من مسؤولين كبار في حماس الى النشطاء. وتدعي الشرطة ان المحامين استغلوا الخصوصية بينهم وبين الأسرى وحصلوا على مبالغ تراوحت بين 500 و700 شيكل عن كل زيارة.
وحسب ادعاء الشرطة فقد تضمنت الرسائل توجيهات تتعلق بالإدارة المالية لحماس وتنظيم اضراب الأسرى عن الطعام في كل السجون، وكذلك نقل رسائل وعناوين من خلال برامج التلفزيون والاذاعة الفلسطينية، وتحديد اسماء الأسرى الذي شملتهم صفقة شليط، وكذلك اعلان قيادة الأسرى عن دعمها لخالد مشعل.
يشار الى ان الشرطة سبق واعتقلت المحامية شيرين عيساوي بتهم مماثلة الا ان القضية انتهت بصفقة ادعاء ادينت بموجبها ببند واحد. ونفت عيساوي ادعاءات المحققين، وهاجم محاميها مفيد حاج قرار الشرطة النشر عن الموضوع، وقال ان الشرطة تفاخر وكأنها القت القبض على خلية امنية. واتهم الشرطة باستباق النيابة في تحديد وقائع. كما سبق للشرطة ان اعتقلت المحامي مدحت عيساوي بتهم امنية.
اصابة جندي اسرائيلي بنيران مصرية
ذكر موقع "واللا" ان جنديا اسرائيليا اصيب ، مساء امس الاربعاء، بجراح طفيفة، اثر تعرضه للنيران على الحدود المصرية. ويستدل من التحقيق الأولي انه خلال محاولة منع عملية تهريب على الحدود الاسرائيلية – المصرية، تعرض جيب عسكري يتبع لكتيبة لواء غزة، الى النيران من الاراضي المصرية، واصابت النيران زجاج الجيب فاصيب الجندي بالشظايا. ويعتقد الجيش الاسرائيلي ان اطلاق النيران لم يستهدف السيارة الاسرائيلية عمدا.
تعزيز حماية الجيش لمستوطنات محيط غزة
في السياق ذاته ذكر الموقع ان قائد لواء غزة العميد ميكي ادلشتاين، قرر في الايام القليلة الماضية، تعزيز البلدات الاسرائيلية شمال قطاع غزة بقوات من الجيش النظامي. وقال مصدر عسكري في القيادة الجنوبية، انه تقرر تعزيز القوات في المنطقة، في أعقاب التحذيرات والتهديدات الناشئة من الجانب الفلسطيني. وقد تزايدت في الشهر الماضي محاولات تسلل الفلسطينيين العزل الى إسرائيل.
وتخشى القيادة الجنوبية أن ينطوي ذلك على محاولة لخداع القوات الاسرائيلية، تجري مقابلها محاولات للتسلل من قبل "الخلايا الإرهابية". وكان ثلاثة فلسطينيين قد حاولوا التسلل إلى اسرائيل في مطلع الأسبوع، لكنهم لاذوا بالفرار عائدين الى الاراضي الفلسطينية، عندما شاهدوا القوات العسكرية. ويوم امس تمكن ثلاثة فلسطينيين من اجتياز الحدود في منطقة "نتيف هعسراه" فتم اعتقالهم وتسليمهم لقوات الشرطة. ويوم الجمعة الماضية، القى الجيش القبض على فلسطينيين بالقرب من مستوطنة كفار عزة، بعد اجتيازهما للسياج الأمني.
"مغين" تستبدل الشاباك في حراسة الوزراء خارج اسرائيل
ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان وحدة حراسة الشخصيات الرسمية في جهاز الشاباك توقفت عن حماية الوزراء خلال رحلاتهم الى الخارج، ابتداء من يوم امس، بعد نقل هذه المسؤولية الى وحدة "مغين" التابعة لديوان رئيس الحكومة. وكانت الحكومة قد اوقفت حراسة الشاباك لوزرائها داخل اسرائيل، منذ تشكيلها قبل سنة، بسبب التكلفة الباهظة التي وصلت الى قرابة 150 مليون شيكل سنويا، ولكن الشابك واصل تحمل مسؤولية حراسة الوزراء في الخارج، فيما تولت "مغين" حراستهم اثناء زياراتهم الى الضفة الغربية والبلدات العربية داخل اسرائيل.
وتقوم "مغين" بتشغيل الحراس بواسطة شركة للقوى البشرية، وبعضهم من خريجي وحدة الشاباك لحراسة الشخصيات الرسمية. وسيتولى الشاباك منذ الآن مهام الحراسة في الخارج فقط خلال رحلات رئيس الدولة ورئيس الحكومة ووزير الامن ووزير الخارجية ورئيس الكنيست ورئيس المعارضة ورئيس المحكمة العليا.
وقف تدريبات الطائرات الحربية
قالت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان قائد سلاح الجو الاسرائيلي، امير ايشل، أمر امس، بوقف كافة تدريبات الطائرات الحربية الاسرائيلية، بسبب حادثين خطيرين وقعا هذا الأسبوع، في مجال الأمان، حيث اقتربت طائرات من طراز براك (F-16) من بعضها البعض، خلال تدريبات انطلقت من قاعدتي حتسور ورمات دافيد، بشكل خطير، كان من شأنه ان يؤدي الى تصادمها. وعقد ايشل، امس، مؤتمرا مع قادة سلاح الطيران الحربي، تم تكريسه لقضايا الأمان ونظم الطيران. ويضاف هذين الحادثين الى حادث ثالث وقع في الاسبوع الماضي، حيث اصيب الطيار بحالة دوار، خلال التدريب، وتمكن مساعده من الهبوط بالطائرة بعد سيطرته عليها.
مقالات
ما الذي سيقترحه نتنياهو الآن؟
كتبت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها اليوم، ان قرار وزير الخارجية الامريكي الغاء زيارته الى القدس ورام الله، تحمل بشائر سيئة، ومثلها، ايضا، التصريحات التي ادلى بها مسؤولون امريكيون لصحيفتي "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" والتي تقول ان الوساطة الامريكية استنفذت، ولن يتم التقدم بدون قرارات اسرائيلية وفلسطينية.
وأضافت الصحيفة انه يمكن تفهم كيري. فعندما ابدت الادارة الامريكية استعدادها لخطوة بعيدة المدى، بالنسبة لها، واطلاق سراح بولارد، فقط في سبيل انقاذ المحادثات، نشرت إسرائيل مناقصة اخرى لبناء 708 مساكن في حي جيلو في القدس، الامر الذي جعل محمود عباس يوقع على 15 معاهدة دولية تطلب فلسطين الانضمام اليها. وبسبب هذه القضايا وصلت المفاوضات، التي كانت تراوح مكانها، اصلا، الى طريق موصود. فإسرائيل رفضت اطلاق سراح الأسرى، والفلسطينيين رفضوا استئناف المفاوضات.
وتقول الصحيفة ان الانظار ترنو الى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو متسائلة: الى اين يعتقد انه يقود المفاوضات ودولة اسرائيل؟ وبعد ان غرز العصا في عجلة المفاوضات من خلال مطلبه الزائد بالاعتراف بيهودية اسرائيل، ما الذي سيقترحه الآن؟
وأضافت: ان انصراف الولايات المتحدة من المفاوضات سيسد الباب نهائيا على الفرصة الأخيرة للتوصل الى اتفاق حل الدولتين الذي التزم به نتنياهو. وفي ظل الظروف الحالية، لا يوجد أي امل بتوصل الطرفان الى تقدم بدون الوساطة الامريكية. وقالت: ربما لجأ كيري الى هذه الخطوة الشديدة في سبيل الضغط قبل حدوث الانهيار، وهذا التحدي مطروحا الان على عتبة نتنياهو. لقد اقترحت الولايات المتحدة حلا مريحا لإسرائيل كي تواصل المفاوضات: تجميد جزئي للبناء الاستيطاني، تنفيذ المرحلة الرابعة واطلاق سراح اسرى هامشيين مقابل اطلاق سراح بولارد ومواصلة المحادثات مع الفلسطينيين. وكان يتحتم على اسرائيل المسارعة الى تبني الاقتراح الأمريكي بدل نشر مناقصة بناء جديدة، لأنها لن تحصل على اقتراح افضل، ويمكن للبديل ان ينزل كارثة بجهود السلام، ونتنياهو سيتحمل المسؤولية عن ذلك.
يجب تقبل كل اقتراح لإنقاذ المفاوضات
كتب اريه شبيط في هآرتس"، انه يتحتم على الولايات المتحدة عدم الاستسلام الآن – في الوقت الذي تنهار فيه السماء. فلقد فقد الامريكيون الحق في التسليم ورفع الأيدي، لأن التوقعات التي أثيرت كانت عالية جدا، والمخاطر التي تولدت كانت مرتفعة للغاية. ولا يمكن القيام والمغادرة بكل بساطة.
ويضيف الكاتب انه لا يمكن الاستسلام للحتمية المأساوية الكامنة في مقول "لا يوجد مخرج". فبعد أن قرر كيري تحدي المصير والتعامل مع المصير، لا يمكنه طي الاعلام، وإعلان الفشل والعودة إلى دياره. ويستشهد الكاتب بالانطباع الذي تركه كيري على المستمعين خلال محاضرة له في واشنطن قبل شهرين، ويقول انه رغم اليأس الذي رافق الحضور ازاء امكانية تحقيق السلام في الشرق الاوسط، بعد كل ما سبق، الا ان كيري خلف انطباعا ايجابيا بإصراره على تحقيق السلام، ولم يكن بالإمكان عدم الوقوع في أسر القوة الاخلاقية التي بثها، فقد بدا للحظة ان المهمة ليست مستحيلة، وان الواقع ليس متكدرا الى هذا الحد، فطالما كان كيري يتحدث، كان الأمل ينتشر في القاعة.
ولكنه كانت هناك عدة تساؤلات، يضيف شبيط، فهل كان الأمريكيون يعرفون فعلا ما الذي يفعلونه؟ هل نجحوا فعلا بالحصول على موافقة نتنياهو على مبدأ حدود 67؟ وهل نجحوا فعلا بإقناع محمود عباس بتقبل فكرة الدولة اليهودية بشكل غير مباشر؟ وهل لديهم فعلا مخططات امنية لحل المشكلة الصعبة في غور الأردن؟ وهل لديهم حلول ابداعية وحكيمة للقدس واللاجئين وصفقة اقتصادية لإغراء المعارضين؟ وهل يعرفون مع من يتحدثون وعما يتحدثون؟ وهل يعكس تفاؤلهم المفاجئ واقعا، ام انهم يحاولون بلورة واقع؟
ويضيف ان التخوف كان كبيرا، لأن جميع الحضور يعرفون نتنياهو وعباس، وان ابناء هذه البلاد يراوغون اكثر من غالبية الاجانب الذين يحاولون انقاذهم من انفسهم. ولذلك كان يمكن الاشتباه بأن الاسرائيليين والفلسطينيين ينشدون لكيري ما يريد سماعه دون ان تكون لديهم نية فعلية للتوصل الى سلام. ويخلص الكاتب الى القول: ان الأيام القريبة تعتبر مصيرية، ويجب تقبل كل فكرة من شـنها اتاحة تمديد فترة المفاوضات، سواء كان الحديث عن اطلاق سراح بولارد او مروان البرغوثي او تجميد الاستيطان. يجب قلب كل حجر واختراع كل عجلة في سبيل منع الانهيار وتحقيق اطار للاستقرار يتيح العودة الى مواجهات تحديات النزاع.
الخطوة الفلسطينية صائبة في مواجهة الاستعمار الإسرائيلي
كتب وزير الاقتصاد الفلسطيني السابق باسم خوري، في "هآرتس" ان الوثائق التي وقعها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ستقرب فلسطين من عضوية المؤسسات الدولية المرتبطة بحقوق الانسان، وقد اثبتت القيادة الفلسطينية، رغم كل المعارضين والضاغطين من كافة الاطراف، انها لن تبقى مراقبا سالبا وستستخدم كامل تأثيرها من اجل تحقيق العدالة للفلسطينيين.
وأضاف خوري ان الاحتلال الاسرائيلي والبنية التحتية الاستعمارية التي بناها تفرض نظام سيطرة على فلسطين يجعل كل جانب من حياة السكان، خاصة الاقتصادي، رهينة للاستراتيجية التي يتم تطبيقها دون مراعاة لحقوق الإنسان أو القانون الدولي. وباتت إسرائيل تتحكم بمصير الفلسطينيين.
ويتساءل الكاتب عن الدافع الى التغيير الذي طرأ على الدينامية الجديدة. ويقول ان إسرائيل اليوم لا تختلف عن إسرائيل الماضي، بل بقيت ذات الكيان الاستعماري الذي يتمسك بسياسة التطهير العرقي منذ عقود. فإذا كان الأمر كذلك، لماذا تكتسب المبادرة الفلسطينية زخما الآن؟ ويقول ان المقابل الذي يمكنه تغيير طابع الصراع، بدأ في 29 نوفمبر 2012، عندما تحولت فلسطين الى دولة غير عضو في الأمم المتحدة، رغم كل الضغوط التي موست لمنع ذلك. ويوضح ما يعنيه الحصول على مكانة دولة غير عضو في الأمم المتحدة، فيقول انها تحظى بحق الانضمام الى معاهدات وتنظيمات دولية. وتقف على رأسها معاهدة جنيف ومعاهدة روما. ففي اعقاب الانضمام اليهما، ستتحول مكانة فلسطين الى مكانة "دولة خاضعة للاحتلال"، وكل خطوة غير قانونية يقوم بها الاحتلال ستعتبر جريمة حرب. وسيتيح ذلك تقديم كل شخص او كيان رسمي يخرق السيادة الفلسطينية، الى محكمة الجنايات الدولية. كما يمكن محاكمة كل من يحقق استفادة من الاحتلال، وينطبق ذلك على كل الخروقات التي تقوم بها اسرائيل حاليا، كالطيران في الاجواء الفلسطينية، او انتقال السياح والحجاج، وكل مستوطن من مئات الاف المستوطنين، وكل من يبني على الأرض او يقدم خدمات للبنى التحتية الاستعمارية يعتبر مجرم حرب.
ويعتبر الكاتب الخطوة التي اقدم عليها عباس هذا الاسبوع، تمضي في الاتجاه الصحيح، وتتفق مع التفاهمات التي سبقت المفاوضات، مضيفا ان الانضمام الى المحكمة الدولية الذي لم يتم توقيع طلب بشأنه حاليا، هو مجرد مسألة وقت. ويضيف الكاتب ان السيناريوهات الأقل معقولة الآن هي: أن تعترف بإسرائيل بالذنب وتنسحب إلى حدود الرابع من حزيران 1967، أو ان ساعة الصفر ستنتهي دون ان يتخذ الفلسطينيون الإجراءات التي ستكون أكثر شمولا من تلك التي اعلن عنها الرئيس عباس. اما السيناريوهات الأخرى، وغير المعقولة بالمقياس ذاته فتشمل : التحريض على الفوضى، والذي سيمنع عباس من اتخاذ قرارات، واحتضان قيادة فلسطينية بديلة. وبما انه لا يمكن التحكم بالعنف، فسيتعرض أمن إسرائيل للخطر. والخيار الكامن في تسليم القيادة لمحمد دحلان لا تعتبر تهديدا فوريا، ولذلك فان هذا السيناريو ليس محتملا. اما السيناريو المحتمل فهو قيام الولايات المتحدة في ظل الدبلوماسية الكلاسيكية للسير على حافة الهاوية، بطرح حل وسط. وستكون تلك المقترحات أبعد بكثير مما يمكن لإسرائيل تقبله، ويمكن ان تكون أكثر قبولا في نظر الفلسطينيين.
الاكتفاء باستنكار عمليات بطاقة الثمن يعكس التهرب من المسؤولية
اعتبر الكاتب عمير موران في مقالة نشرها في "يسرائيل هيوم" ان "نبذ العنف والاكتفاء بالتعبير عن الاستنكار يعكس التهرب من المسؤولية عن اجتثاث العنف. فعمليات "بطاقة الثمن" تتزايد وتتسع وتتجاوز آثارها وثمنها والزمان والمكان. وتقع المسؤولية عن نتائج هذه المخاطر الاستراتيجية على عاتق الحكومة، وخاصة رئيسها".
وقال ان عصابة بطاقة الثمن الاسرائيلية، تواصل طرح ذاتها كجزء من الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. ولكن الثمن المباشر لهذه العمليات يكمن على المستوى الميداني، القابل للانفجار، ويهدد بإشعال حلبات هادئة وخلق مراكز صراع جديدة. فالنشاط الأمني المعقد في الضفة يقوم على الضوابط والتوازنات وحفظ الهدوء والروتين اليومي في مناطق واسعة قدر الإمكان، في حين يتم تكريس الجهود العسكرية لمناطق الشغب. لكن عمليات "بطاقة الثمن" تخرب، بكل ما تعنيه الكلمة، على الاحتفاظ بالهدوء الأمني في المنطقة، علما ان ثمنها الإجمالي أوسع من ذلك بكثير.
ويضيف الكاتب ان اسرائيل تملك أفضل جيش واجهزة استخبارات واحباط، ولكن الأمر يصبح مختلفا عندما يجري الحديث عن شبيبة التلال و"بطاقة الثمن". ويثير القلق بشكل خاص غياب الرد السلطوي على نشاطات هذه العصابة. فقد تم اغلاق 48 ملفا تم فتحها على خلفية عمليات نفذتها "بطاقة الثمن"، بسبب عدم الوصول الى المجرم او غياب ادلة كافية لتقديمهم الى القضاء، وتم تقديم لوائح اتهام في 8.5% فقط من عمليات "بطاقة الثمن". ويعم الاستغراب كل جانب: المواطنين الإسرائيليين والفلسطينيين والعرب، و دول العالم، فالكل يشهدون هذه الظاهرة ولا يفهمون ما إذا كان عدم معالجتها يرجع الى نقص الكفاءة المهنية أو التشغيلية؟ ام أن المقصود هو عدم اصرار أو تحديد خاطئ للأولويات؟ وهل هناك بيئة داعمة لـ"بطاقة الثمن"؟
ويقول ان كل الامكانيات تنطوي على معاني خطيرة بشأن السياسة الاسرائيلية، ويتحول الاستغراب وعدم الفهم الى عدم ثقة، والحاق ضرر بقدرات الردع الاسرائيلية، على الاقل على هذه الجبهة. ويرى الكاتب في عمليات "بطاقة الثمن" ابعادا دولية بالغة الخطورة في المدى البعيد. ويقول ان التجربة تعلمنا ان الحكومة تملك الآليات لتوجيه ضربة قاصمة الى هذه الظاهرة، اذا استعدت لها كما يجب على المستوى القضائي والاداري والعملي، ولا مكان لاتهام هذه الجهة او تلك من المؤسسات.
"السلطة وحماس صنوان"!
يرى الكاتب ايزي لابلر، في مقالة ينشرها في "يسرائيل هيوم" ان تدخل الولايات المتحدة زاد من خطورة الأوضاع وقوض آفاق التقدم المرحلي في التعاون الاقتصادي وأدى إلى انهيار مكانة الولايات المتحدة في إسرائيل والعالم العربي! ويعتبر لابلر القيادتين الامريكية والأوروبية تواصلان التوهم بأن الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، يتلخص بشعبين معاديين يتنازعان على عقارات. ويقول: يبدو انهم لا يعرفون حقيقة ان هدف القيادة الفلسطينية هو ليس الحصول على الأرض، وانما انهاء السيادة اليهودية في المنطقة. وهذا يفسر سبب رفضهم الاعتراف بالدولة اليهودية.
وحسب رأيه فان الفارق بين السلطة الفلسطينية وحماس، التي تؤيد ابادة شعب، هو فارق تكتيكي في جوهره. فالسلطة تؤمن بأن الاستراتيجية الدبلوماسية ستكون ناجعة بتفكيك إسرائيل على مراحل أكثر من الارهاب، والطرفان يسعيان ال تدمير اسرائيل. ويرى ان على الولايات المتحدة ان تعترف بحقيقة تحول السلطة الى مجتمع مجرم، والا كيف يمكن تفسير دعوة السلطة المتواصلة الى ابادة دولة اليهود، وتمنح الارهابيين مكانة القديسين والابطال وتمنحهم التعويضات بتمويل من الدولة؟
ويزعم ان الضغط يمارس على اسرائيل فقط، بينما يعامل الفلسطينيون بقفازات من حرير، وهم الذين رفضوا تقديم حتى تنازل واحد. ورغم كل المساعي الاسرائيلية الى ارضاء الولايات المتحدة، تأتينا الاشارة بأن اوباما ينوي اتهام اسرائيل بالمسؤولية عن فشل المحادثات التي فهمنا منذ البداية بأنها ستتلخص في استعراض يفتقد الى الجوهر والأمل.
ويرى لابلر في ممارسة الضغط على اسرائيل لإطلاق سراح الأسرى فضيحة، فعباس اوضح انه لا ينوي التسوية في أي موضوع، والان يقول انه حتى اذا اطلقنا سراح الأسرى فانه لن يواصل المفاوضات الا اذا التزمت اسرائيل بإطلاق سراح المزيد من الأسرى وتجميد البناء وراء الخط الاخضر، ويوم امس اضاف مطالب اخرى، بل خرق اتفاق اوسلو بتقديمه لوثائق الانضمام الى الوكالات الدولية.
ويحذر الحكومة من ضرورة التيقظ الى انه مهما قدمت من تنازلات، فان الفلسطينيين سيتوجهون الى الامم المتحدة بعد حصولهم على ما يكفي من الابتزاز، وسيحاولون اتهام اسرائيل في المحكمة الدولية بخرق القانون الدولي، في سبيل المبادرة الى حملات مقاطعة وانتزاع للشرعية.
"كيري يفهم ما لا نفهم"!
"كل النقاش الحالي حول بولارد يعتبر عقيما، والنقاش الوحيد الذي يستحق اجراؤه لا يتم. فمن ناحية نظرية تجري في منطقتنا مفاوضات للتوصل الى اتفاق، لكنه من ناحية عملية، وكما اوضح أعضاء في حكومة اسرائيل، فان الحديث عن خديعة". هذا ما يراه ابيعاد كلايبرغ في مقالة ينشرها في "يديعوت احرونوت" حول النقاش الدائر في اسرائيل، اليوم، بشأن صفقة بولارد.
ويقول ان بولارد سيغادر السجن في كل الأحوال بعد سنة ونصف، وحتى اذا حظي بتقليص متواضع، بفضل تدخل اسرائيل، فان الدرس الأساسي الذي اراد الجهاز الأمني الأمريكي استخلاصه من هذه القضية قد تحقق، وهذا الدرس يقول انه مع كل ما تملك اسرائيل من تأثير في الولايات المتحدة الا انه لا يمكنها المساعدة في قضايا تتعلق بالتجسس ضد الولايات المتحدة. ويرى الكاتب انه اذا كان هناك ما يمكن للإفراج المبكر عن بولارد ان يحققه فهو الغضب المقدس، والزائد في المؤسسة الأمنية الأمريكية التي جعلت من بولارد مثالا لنفسه. كما ان الصدمة من اطلاق سراح "القتلة" الفلسطينيين كجزء من الصفقة، يبدو استيقاظا متأخرا، فاذا اضافوا عددا اخر من الأسرى الفلسطينيين ام لم يضيفوا، مقابل بولارد، فقد تم استخلاص العبرة هنا ايضا، وهي انه خلافا للإدارة الامريكية، فان الحكومة الاسرائيلية تميل الى التنازل في نهاية المطاف.
وحسب رأي الكاتب فانه لا يرغب أي طرف بالتوصل الى اتفاق، ولا حتى الفلسطينيين، ولا احد يعتقد بأنه يمكن تحقيق الاتفاق، فالجانبان يتعاملان مع المفاوضات كإزعاج ولدّه وزير الخارجية جون كيري لأسباب نفسية وليست سياسية، وفكرة محاولة كيري حل قضية سيتزايد ثمن تأجيل حلها، يبدو لنا مسألة هلوسة.
ويضيف الكاتب ان اسرائيل تشعر بدون الاتفاق بأن كل شيء على ما يرام ويصب في صالحها، فهي تسيطر على الفلسطينيين، ووضع حماس سيء، وحزب الله يواجه مشاكل، وقوات الامن الفلسطينية تهتم بالترتيبات التي تريدها اسرائيل، والمستوطنات تتسع. الا ان هذا الهدوء كله يشبه الفترة الفاصلة بين هجمتي حمى، فالخطوات العميقة لا تتوقف واسرائيل تسيطر على شعب غريب الاطوار وفقيرا، تسلب منه منذ عقدين حقوق الانسان والمواطنة وفرصة التعبير القومي الحقيقي. ومن اللطيف ان سكارلت جوهانسون لم ترتدع من تهديدات المقاطعين، ولكن هناك من يرتدعون، وعددهم في ازدياد، ويمكن في لحظة واحدة ان ينتهي هذا الهدوء النسبي وتندلع المقاومة الشعبية اليائسة، الى جانب اندلاع العنف خلف الحدود، وعندها سنضطر الى تفعيل القوة المفرطة، وقتل الناس والتعرض للقتل. والأسوأ من ذلك ان انفصالنا عن الفلسطينيين سيصبح، خلال سنوات قليلة مستحيلا، وسنطالب بأن نتحول الى دولة ثنائية القومية بشكل قانوني او الا
