نهاية المعركة السياسية.. صيغة "معقولة" لتمديد المفاوضات

بين تمديد المفاوضات او عدم تمديدها ، وامتناع اسرائيل عن الالتزام باطلاق سراح الدفعة الرابعة من الاسرى القدامى ، واعلان الفلسطينيين الانضمام الـ 15 مؤسسة دولية ، احتار الكتاب والقراء والسياسيين ووسائل الاعلام وجمهور المتابعين، ولم يعد احد يعرف متى اجتمع كيري اخر مرة في الطرفين (الفلسطيني والاسرائيلي ) ومتى غادر صائب عريقات ، وهل نحن في اطار مفاوضات ام اشتباك .
وببساطة حسب ما يقول مراقبون ان "كل ما يجرى هو دوامة المفاوضات التي لا فائدة منها ولا تفضي الى شيء ، سواء تم التمديد لها لما بعد 29 نيسان الجاري او لم يتم التمديد"، ولكن المؤكد حسب آراء ذوي الخبرة في المجال السياسي فان "كل ما يتخذه الطرفين من خطوات هي غير جذرية..فالطرفين الاسرائيلي والفلسطيني يريدان تمديد المفاوضات ولكن بأي لباس ؟!
قيس عبد الكريم (ابو ليلي) نائب الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، قال "العملية التفاوضية تمر في مرحلة حرجة جدا ، بعد ان امتنعت اسرائيل عن الوفاء في التزاماتها التي تعهدت بها بالإفراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى القدامى ".
واوضح ابو ليلي بالقول، "من الصعب معروفة اين تتجه الامور نحو تمديد المفاوضات ام لا ، الادارة الامريكية نفسها التي ترعى المفاوضات قد لا تكون قادرة في هذه الاوقات على النبأ في اتجاه ومسار العلمية التفاوضية ، ولكن هناك امور تبحث حول شروط تمديدها ومازالت تجرى ".
وتابع ابو ليلي في حديث لـ "وكالة قدس نت للأنباء " ،" لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مستمر في هذه العملية حتى سقف زمني محدد لانتهائها في 29 نيسان، والمحاولات من الإدارة الامريكية لإنقاذ المفاوضات مستمرة وتحاول ايجاد سبل لتمديدها ".
وقال " موقفنا لا جدوي على الاطلاق من المفاوضات ، والتي منذ بدايتها في تموز العام الماضي استندت على اسس واهية وافتقدت لمرجعية محددة ، واستخدمتها اسرائيل اسوء استخدام ، ولذلك أي استئناف للمفاوضات يجب ان يكون وفق مرجعية قرارات الشرعية الدولية ، ووقف شامل للاستيطان الاسرائيلي ".
واضاف " انفراد الولايات المتحدة الامريكية برعاية المفاوضات لا يحقق نجاحها ، ومن الافضل ان تكون العملية ذات رعاية في اطار الامم المتحدة من الدول الدائمة العضوية الخمس ".
وتابع " بناء على شروط الرئيس ابو مازن  المعلنة لتمديد المفاوضات (ان تلتزم اسرائيل في الاستحقاقات التي قطعتها على نفسها بالسابق) ولم تلتزم بها بما في ذلك وقف الاستيطان ".
وكشف ابو ليلي ، ان اجتماع القيادة الفلسطينية الذي عقد اول امس ، وتم التوقيع خلاله على الانضمام لـ 15 معاهدة واتفاقية ومؤسسة دولية ، كان يحتوي على رأيين مختلفين حول الانضمام الى كل المؤسسات الدولية بالأمم المتحدة وهي ما تقارب63 معاهدة ووثيقة ومنظمة دولية أو الاكتفاء في الـ 15 .
الرأي الاول هو ان عملية الانضمام يجب ان تجري بشكل متدرج ، بما يمكن من صيانة وحماية الخطوات الفلسطينية في اتجاهها ، وهو رأي له بعض الوجاهة ، لكن يجب الا يكون عائقا عن الاستمرار في استكمال عملية الانضمام لمؤسسات الامم المتحدة حتى تكون فلسطين قادرة على الاستفادة من القانون الدولي .
الرأي الثاني وهو جزء كبير يطالب به ومعلن ، انه يجب الانضمام الى كل المؤسسات الدولية بالأمم المتحدة دفعة واحدة ، لان عملية المفاوضات لا جدوى منها .
وقال ابو ليلي " الاقتراح الوحيد الذي عرض علينا خلال الاجتماع للتصويت عليه ، هو الانضمام الى 15 معاهدة ووثيقة دولية ، وهي خطوة اولي بالاتجاه الصحيح، ويجب ان تستكمل وخاصة بالانضمام الى المؤسسات المعنية في انفاذ القانون الدولي "، مشيرا الى ان اتفاقيات جنيف الاربعة من بين المعاهدات الـ 15 الموقع للانضمام لها .
واكد ابو ليلي ، ان الموقف العربي يدعم ما يقرره الفلسطينيون ، مضيفا " هذا الامر لا يكفي بل يجب ان يترجم الدعم نفسه الى مواقف عملية وابرازها حماية الطرف الفلسطيني من أي ردود فعل من الجانب الاسرائيلي والامريكي وخاصة في الجانب الاقتصادي " .
طلال عوكل المحلل السياسي الفلسطيني يرى ان "المفاوضات ستنتهي اجلا ام عاجلا سواء في 29 نيسان ، او اذا تم تمديدها لنهاية العام ، بدون أي شيء وبالتالي اللجوء والوصول الى مرحلة الاشتباك مع الطرف الاسرائيلي ".
وقال عوكل ان "هناك معركة تجرى بين اطراف المفاوضات ، على موضوع تمديد المفاوضات بالدرجة الاساسية "، ويعتقد ، ان المواقف التي يتخذها الطرفين (الفلسطيني والاسرائيلي ) حتى الان لا تتسم في الجذرية الكاملة ، وانما هي عبارة عن رسائل تعطي مجال لإمكانية ان تتدخل الإدارة الامريكية من جديد ، لتحقيق صيغة معقولة لتمديد المفاوضات والامور تتجه نحو ذلك رغم الصخب الجاري ".
واضاف عوكل في حديث لـ "وكالة قدس نت للأنباء "، " اسرائيل تريد ان تحقق اهداف وتحصل على ثمن ، بالإفراج عن جوناثان بولارد الجاسوس الاسرائيلي لدي امريكيا ، وتقلص الثمن الذي سيعطي للفلسطينيين مقابل قبولهم في تمديد المفاوضات الى ابعد حد ، والفلسطينيون يريدون ثمن معقول مقابل ذلك وتقليص ما يعطي للإسرائيليين ، وهنا يكمن الدور الامريكي في امكانية ان يحقق اهداف لطرفين في ذات الوقت من اجل تمديد المفاوضات "
وتابع " يمكن ان يطرح مقابل عدم افراج اسرائيل عن الدفعة الرابعة من الاسرى ، خطوة ذهاب الفلسطينيين الى التوقيع على الـ 15 المعاهدات الدولية ، وبالتالي هذه مقابل تلك ، ويتم بحث شروط تمديد المفاوضات"، مؤكد ان كل ما يجرى هو في اطار التكتيك التفاوضي .
ورأى عوكل، ان عملية المفاوضات التي بدأها الرئيس  ابو مازن منذ تموز الماضي ، "هي تكتيك سياسي للتحضير لمرحلة ما بعد المفاوضات بالتوجه الى الامم المتحدة واعادة ترتيب الاوراق لاستكمال الصراع مع الجانب الاسرائيلي .
وقال " رغم إيمان ابو مازن  في العملية السلمية، لا اعتقد انه يتوهم انه يمكن ان يحصل على تسوية مع اسرائيل تلبي الحقوق الفلسطينية ، كما ولا يوجد أي فلسطيني عاقل يعتقد ذلك ".
وأكد عوكل ،ان الخوف من الطرف الاسرائيلي الذي لديه بدائل لما بعد المفاوضات ، واخطرها الانسحاب احدى الجانب بما تسمي (خطة الانطواء)، بينما الفلسطينيون حتى الان غير جاهزين لمواجهة التحديات الاسرائيلية ، وبالتالي عليهم ان يقطعوا المسافة بسرعة واعادة ترتيب اوراقهم لاستباق البدائل الاسرائيلية ، بما يساعدهم على مواصلة الصراع .
وفيما يتعلق بالوضع العربي ، وصفه عوكل بالوضع "الضعيف الهش المفكك والمنقسم" و يعيش حالات واضرابات واسعة داخلية وبينية بين الدول العربية ، ولا يمكن التعويل عليه كثيرا .
واضاف" يجب ان لا نتوقع من العرب دور اكبر في دعم الفلسطينيين " مستدركا " لكن انا غير متشائم لأسباب لها علاقة في كيفية فهم ما يجري بالمنطقة ، واسباب لها علاقة في بالوضع الدولي الذي يذهب باتجاه نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب ".

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -