"المحررات".. من مستوطنات إلى أراض زراعية تحقق الاكتفاء الذاتي

الحصار المفروض على قطاع غزة, دفع سكان القطاع للاعتماد على أنفسهم في توفير الغذاء, ومحاولة تحقيق الاكتفاء الذاتي من بعض المنتجات التي تساعدهم على الصمود.

فرغم شح المياه وطبيعة التربة الرملية للقطاع, وعدم توافر الأسمدة والمعدات اللازمة للزراعة, إلا أن مناطق المحررات "المستوطنات الاسرائيلية" سابقا تحولت  إلى مزارع تنتج مختلف أنواع الخضار والفواكه ,ومزارع للأبقار والدواجن البياض.

وأكد مدير عام المحررات محمد الشاعر أن "منطقة المحررات تشكل ثلث ارض القطاع, والعديد من الدول العربية ساهمت في اقامة مشاريع زراعية ، من خلال تبني زراعة وحدات زراعية في المحررات."

وصرح الشاعر ،أن الإدارة العامة شرعت منذ تسلمها مهامها بتجهيز الحد الأدنى من البنية التحتية للمحررات،

التي تمتد على مساحات شاسعة من أراضي القطاع الصالحة للزراعة "حققت اكتفاء ذاتيا في بعض المنتجات, وأننا بانتظار رفع الحصار عن القطاع حتى نتمكن من تصدير تلك المنتجات."

وأشار إلى دور المحررات في تأمين الأمن الغذائي لسكان القطاع, وتشغيل الأيدي العاملة، مشيرا إلى أن إنتاج المحررات ،بات يكفي بل ويستعد لتصدير بعض المنتجات الزراعية التي حققت المحررات قفزة نوعية في إنتاجها رغم أن إسرائيل تمنع إدخال الأسمدة عبر المعابر، وأيضا توقف عمل الأنفاق ساهم في تفاقم هذه المشكلة.

و أوضح، انه تم التغلب على التربة الرملية للقطاع من خلال جلب مواد وأتربة تساعد على تماسك التربة ، واستخدام تكنولوجيا الزراعة العضوية الرفيقة بالبيئة والتي تنتج منتجات ذات جودة عالية , وزرع المحررات بشتى أصناف الحمضيات والفواكه والخضراوات مثل الكلمنتينا، والبرتقال، والمانجا، والعنب، والجراسيا والخوخ، والمشمش، والتفاح، والبطيخ والشمام والفلفل، والبندرة والعديد من الخضار الموسمية.

وذكر،أنه جرى زراعة آلاف الدونمات في المحررات بواسطة الإرادة، تضمنت  1700 دونما من أشجار حمضيات ولوزيات و300 دونما زراعة بعلية ودفيئات وأراض مكشوفة، كما قامت المؤسسات المستأجرة بزراعة حوالي 600 دونما ،وقمنا كذلك بزراعة 400 دونما حمضيات ولوزيات جنوب خان يونس، إضافة الى   100 دونما مانجا في محررة "نتساريم" و 60  دونما عنب، وزرعنا 5200 شجرة كلمتينا و4500 شجرة ليمون، و 500  دونما تفاح، وسنقوم بزراعة المزيد من أشجار الحمضيات واللوزيات ضمن سياسة مقاومة الاحتلال الذي "يأتينا بدباباته لقتل البشر وجرافاته لقتل الشجر"،منوهاً بالسعي لزيادة المساحات المزروعة لتصل إلى 3000 دونما ،وأشار إلى أنه كان هناك حرص على زراعة مزروعات لم يستطع القطاع الخاص زراعتها بالكمية الكافية كالمعتاد بسبب الحصار والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على مناطق التماس، الأمر الذي وفر للمواطنين السلع الغذائية في ظل الظروف الصعبة.

وأضاف الشاعر، "لم نستسلم للحصار واستخدمنا الإمكانيات المتاحة واستعنا بعمال مزارعين مهرة، وحرصنا في اختيارهم على أن يكون معظمهم من أبناء المزارعين العاطلين عن العمل, لكي نؤمن لأسر المزارعين في القطاع الخاص حدا أدنى من الدخل يساعدهم على الصمود في وجه الحصار، وتشغل المحررات مئات العمال الفلسطينيين بخاصة في مواسم الحصاد وقطف الثمار الناضجة مثل الكلمنتينا والبرتقال و الليمون التي تملأ في مثل هذه الأيام أسواق غزة وتلقى إقبالا متزايدا عليها."

وبين ،أن "إدارة المحررات لديها خطة مستقبلية تقوم على تأجير المزيد من المساحات الزراعية للجمعيات والشركات ذات العلاقة، بهدف الحد من زراعة الخضار بواسطة الإدارة العامة للمحررات والتركيز على زراعات بعيدة المدى كأشجار الحمضيات واللوزيات."

ونوه الشاعر، الى حرص وزارة الزراعة في غزة على تجنب استخدام المواد الكيماوية في زراعة منطقة المحررات والاعتماد على السماد والمواد العضوية، وأيضًا على أشتال ذات نوعيات جيدة، وظهر ذلك على ثمار هذه المزروعات من حيث حجم الثمار الطبيعية وطعمها اللذيذ ورائحتها الجذابة، بخلاف الفواكه والخضار المستوردة عبر معبر كرم أبو سالم الذي يسيطر عليه الاحتلال الإسرائيلي.

وحول المشاريع المستقبلية في المحررات اشار الى مشروع قائم بمنطقة صوفا، بالتعاون مع وزارة الزراعة ،بتكلفة تزيد عن مئة ألف شيقل، يتضمن زراعة ما يقارب سبعون دونما من فسيل النخيل "البرحي" الذي يعتبر من أجود أنوع النخيل،وتأهيل المساحات المتبقية من المحررات والتي تبلغ مساحتها ما يقارب 1500 دونما لتصبح أماكن ترفيهية ،ومتنزهات تخدم كافة الناس.

تقرير/ رامي النجار

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -