فقراء فلسطين بين الوعود الكاذبة و ظلم الأحزاب

بقلم: حماد عوكل

حين أتحدث عن فقراء فلسطين أتذكر جيدا أن فقراء تلك الأمة الصابرة على القتل والأسر والبتر فكم من فقير غابت شمسه دون فجر بابتسامة ، وكم من فقير ترك التعليم الجامعي وكم من مشاريع كانت تحمي بيوت من الفقر قد استوحش الفقر وقتل كل حاجياتها الجميلة في البقاء وكم من فقير بات لا يعلم وجهته سوى النوم والجلوس على عتبات الطرقات والمساجد وكم وكم من فقير يلعن الأيام ويلعن الوعود الكاذبة من حكومات جاءت بالتدريج كل حكومة وعدت وكل شخص وعد وكل مؤسسة وعدت والنتيجة لا مفر من الفقر . والأحزاب تتربع دائما و أبدا فوق الوعود الأكثر حظا في الكذب .

أحدثكم أحبتي عن وعود وعدتها حكومتي الوطن قبل الرحيل من أزقة المخيمات و الحارات والبيارات إلى الأحياء الأكثر ثراء في الوطن فتلك الوعود نشلت حكومتي الوطن من أحزاب تستميت للبقاء الحزبي على البقاء الشعبي إلى مكانة أرفع و أجمل ألا وهي كرسي الحاكم وهو الوعد الأكبر الذي وعد به الشعب والفقراء أن ينتشلوهم من تلك البقعة السوداء المسماة فقر ، لكن وللأسف مر الزمان مرور الكرام و أتت على تلك الحكومتين سنين من العز و التمكين في الجلوس على كرسي البقاء وتغير حال شخصياتها الأكثر حظا من باقي الشعب فمن درجة لدرجة يعلون وأخرها أغنياء بل ويتصفون بالمليونير الفلسطيني صاحب المشاريع التنموية ، ولو نظرنا لكل كرسي وكل كرش منذ تأسست السلطتين في غزة ورام الله سنرى الحجم يكبر ولا احد يسلم مفاتيح الغناء الفاحش للأخر سوى من سقطت ورقته وبقاءه على هذه الأرض ، إما بمخالفات حزبية أو إقليمية أو عائلية .

الحكومات التي جاءت بعد اسلوا لفلسطين جاءت بوعود كاذبة لم تنشل أي فقير منذ التسعينات إلى يومنا هذا جيئوني بغني واحد كان فقيرا ولم يتبع أسلوب الوعود الحقيرة لمن حوله ليصل لمراده ، هكذا ولدت الحكومات الفلسطينية المتناحرة اليوم بوعود أقرب لتحقيق أحلام فقير يسلم مفاتيح الفقر لأخر وعام يسلم الألم لعام أخر .

والأحزاب آآه من تلك الآفة العظيمة التي استوطنت وطني ودمرت أبناءه ودمرت الحب بشتى أنواعه ، فالفقر كان تلك الدعابة و الكذبة التي دخل منها أبناء تلك الآفة وجمعوا حولهم التابعين من كل طبقة وكل طبقة لها وعودها الخاصة ، فالفقراء أول من حارب لإعلاء كلمة الأحزاب بغية التغيير ولكن لا حياة لمن تنادي حزب يسلم حزب نفس الفقراء وكأنهم صرخ في أذانهم حين الولادة عيشوا فقراء يتسلم مفاتيحكم الرويبضة ، نعم أحبتي الفقراء في بلدي لم يتغيروا منذ الانتفاضة الأولى التي وعدوا مع مجيء اوسلوا بالتغيير ولم يتم وفي الانتفاضة الثانية نفس البيوت ولكن أبناء آخرون وجوه أخرى وأحفاد وأبناء من كانوا فقراء الأمس ومع مجيء حكومة الانقسام لم يتغير شيء أشخاص تسلموا زمام الأمور بنفس السيناريو ونفس الطبيعة الحزبية لم يتغير شيء ولن يتغير شيء .

فمفاتيح الفقر يسلمها البعض للبعض ومفاتيح الأحزاب والوعود الكاذبة تسلم بكل حرص لأناس اقرب للدجالين بها ، فكل حزب يفرح بما لديه ونحن في فلسطين يأكلنا الفقر بعد الاحتلال ويأكلنا الصمت العربي ويأكلنا التاريخ الذي قسم أظهرنا بقشة الانقسام وآفة الأحزاب .

الفقراء أحبتي هم بشرا يزدادوا في فلسطين بشكل موحش يزدادوا كل يوم بسبب وعود كاذبة وبيع فاحش وتقسيم للاقتصاد بشكل مريض جدا ، فلا عجب أن نرى أنفسنا يوما أصبحنا فقراء دام إن وطننا قسم وزاد في الفحشاء ، أحبتي عليكم بالصراخ في وجه الفقر كل حسب ما أوتي ، وعلى الذين يوعدون ان يفوا بوعودهم فلعن الله كل آفة الأحزاب وحكومتي الوطن .