قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ان " وزراء الخارجية العرب توافقوا جميعا على تقديم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية في حال نفذت اسرائيل اجراءاتها العقابية التي اعلن عنها رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو اليوم ".
واضاف المالكي في مؤتمر صحفي عقده مع امين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، وزير خارجية المغرب صلاح الدين مزوار، في القاهرة ان" الوزراء العرب تعهدوا بتقديم الدعم المالي وخاصة شبكة الامان المالية وقيمتها 100 مليون دولار شهري كما قررته القمة العربية ."
ولفت الى ان وقف اسرائيل لتحويل اموال الضرائب الى السلطة سيؤثر على توفير الرواتب وعليه فان الوزراء العرب قرروا ايصال الدعم المالي للسلطة.
وكشف وزير الخارجية عن ان لقاءا سوف يجمع وفدي التفاوض (الفلسطيني والاسرائيلي) بحضور وفد امريكي غدا الخميس في القدس، مؤكدا بان الجانب الفلسطيني ملتزم بالمفاوضات حتى نهاية الشهر الحالي .
واضاف " من الان وحتى 29 الشهر الجاري لا نعرف ماذا سيحصل..؟ هناك جهود امريكية لجهة تمديد المفاوضات، هل اسرائيل سوف تطلق سراح دفعة الاسرى..؟ لا نعرف ماذا سيحصل حتى التاريخ المذكور؟
وقال المالكي " لا علاقة بين المفاوضات وبين الذهاب الى مؤسسات الامم المتحدة ، لكن هناك ازمة فيما يتعلق في اتفاقية اطلاق الاسرى القدامى مقابل عدم الذهاب الى الامم المتحدة وذلك يختلف عن مسار المفاوضات."
واضاف " في اليوم الذي تلي التوقيع على الانضمام الـ 15 مؤسسة ومعاهدة دولية ، اجتمع الوفد المفاوض الفلسطيني مع الوفد المفاوض الاسرائيلي، وبالتالي الحديث عن ان المفاوضات جمدت غير صحيح ، وهي مستمرة حتى نهاية 29 نيسان الجاري ."
واوضح " هناك محاولات لتمديدها بعد ذلك الوقت ، السؤال هل يمكن الوصول خلال هذه المدة المتبقية الى اتفاقية ما او اطلاق سراح الدفعة الرابعة من الاسري وهم 30 اسيرا ..؟
واكد المالكي " لا يوجد حل الا من خلال المفاوضات ، ونتمسك بالجهود الامريكية ولا نريد تعطيلها ، سنحاول ايجاد مخرج للمفاوضات خلال المدة المتبقية او بعدها ".
واشار الى ان الشعوب العربية ترى اسرائيل غير جادة ، " نحن نتفق ولكن نريد ان نلزمها لاتفاقية لابد ان يكون هناك اهتمام لإسرائيل للوصول الى حل حسب المرجعية الدولية بقيام دولة فلسطينية مستقلة والقدس الشرقية عاصمة لها ".
وتابع المالكي " اعتقد هذه رغبة دولية موجودة تعبر عنها الولايات المتحدة الامريكية من خلال جهودها ، قد تكون امريكا تبحث عن امن اسرائيل لكن ماذا يعني ان وزير خارجيتها جون كيري يلتقي في الفلسطينيين والرئيس الفلسطيني ابو مازن (39)مرة ..؟ يجب ان نحرر انفسنا ونقول ان هناك رغبة امريكية بان الوقت قد حان لحل مشكلة القضية الفلسطينية ".
واستطرد " ما حدث من توقيع على الانضمام لـ 15 اتفاقية دولية ، وعدم التزام اسرائيل في اطلاق سراح الاسرى ، عكس نفسه على المفاوضات ، لكن ما نتوقعه ان الولايات المتحدة الامريكية ، كما قالت الامر متروك للطرفين الفلسطيني والاسرائيلي ، عندها في حالة انسحاب الطرف الامريكي من المفاوضات لن نجد طرف يستطيع ان يلعب الدور التي يقوم به ".
واكد المالكي ان "عدم التزام اسرائيل صفعة موجهة في وجه الادارة الامريكية ، نحن ندعو الى وقف الاستيطان في الضفة والقدس واطلاق سراح الاسرى ".
وقال " نحن نتخوف من ان تقوم اسرائيل في منع التحويلات المالية ، لذلك نجدد تأكيدنا على ضرورة تحويل العرب للأموال حتى نقف امام حكومة نتنياهو".
من جانبه قال الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، انه "لابد ان تكون الارضي المحتلة الفلسطينية عام 67 والقدس مرجعية لدولة فلسطينية ، وعلى الطرف الامريكي ان يكون واضح بهذا الامر دون فتح مساومات وبازار مع اسرائيل ."
وقال العربي ، خلال المؤتمر الصحفي، " لا بد من توفير الاموال لشعب الفلسطيني في هذا الوقت ، فلسطين تمر بأزمة حقيقية في سير العمل في الأراضي الفلسطينية من دفع مرتبات والتعلم والصحة ، لذلك نقول على الدول العربية ان تقول ماذا علينا ان نقدم ، ولا تستطيع فلسطين ان تقف على قدميها امام مفاوض اسرائيلي شرس بدون مقومات الحياة ".
واضاف " فلسطين لديها 100 بعثة دبلوماسية حول العالم ، من الطبيعي ان تدخل اتفاقية فينا ومن الطبيعي ان توقع على اتفاقيات جنيف الاربعة والبروتكولات المتعلقة بها ، والاتفاقيات المتعلقة بحقوق الانسان والمرأة وهي قانونية والعالم جميعه يلتزم بها وهي تلتزم بما يحترمه العالم وما هو موجود بداخلها ".
وقال العربي " اسرائيل غير جادة في فض الاشتباك مع الدول العربية وفلسطين ، وتسعى الى كسب الوقت ، السؤال كيف نغير الموقف ، الذهاب الى الامم المتحدة لابد ان يكون وقف للفيتو الامريكي ".
وتابع " تحميل وزير الخارجية الامريكي جون كيري لإسرائيل المسؤولية لإسرائيل تغير كبير نتمنى ان يستمر "
واوضح " المبادرة العربية للسلام عام 2002 م هامة ، لم تتحرك اسرائيل قيد انملة بنعم او لا ، انسحاب اسرائيل من الارضي الفلسطينية واقامة دولة فلسطينية والقدس عاصمة لها عندها يمكن ان تنظر الدول العربية في التطبيع ".
وقال " الولايات المتحدة الامريكية ترغب في استمرار المفاوضات ، في مرحلة كانت تريدها 6 اشهر مددتها الى 9 اشهر ، والان ترغب في تمديدها ، اقول ان امريكا تستطيع ان تضغط بشكل اكبر على اسرائيل، كما اننا كنا نتوقع ضغط اكبر من جانبها ".
واشار العربي ، الى ملف المصالحة الفلسطينية ، " هناك اتصالات بين الرئيس الفلسطيني ابو مازن والاخوة بغزة لإجراء انتخابات فلسطينية تنتج حكومة لإنهاء الانقسام ".
ومن جانبه، قال وزير الخارجية المغربي الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، إن "الرئيس محمود عباس أطلع المجلس اليوم على كافة التطورات والملابسات المتعلقة بمسار التفاوض مع إسرائيل الذي ترعاه الولايات المتحدة الأميركية، وكانت هناك نقطة أساسية كان ينبغي التأكيد عليها وهي التمييز بين الحق الفلسطيني في الانضمام للاتفاقيات والمعاهدات الدولية ومسار المفاوضات في حد ذاته."
وأوضح أنه جرى التأكيد من جانب وزراء الخارجية العرب على أهمية الاستمرار في المفاوضات وفقا لقرارات الشرعية الدولية وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، معتبرا أن هذا الهدف لا يتحقق إلا بالمفاوضات، كما تم التأكيد على الدعم القوي السياسي والمالي العربي للسلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، وكذلك على أهمية وضرورة تحقيق المصالحة الوطنية خاصة و"أن المرحلة الدقيقة التي نمر بها حاليا تفرض على الجانب الفلسطيني تجاوز الخلافات".
واعلنت الجامعة العربية عقب اجتماع مجلسها على مستوى وزراء الخارجية بمشاركة الرئيس الفلسطيني، وبرئاسة وزير خارجية المغرب صلاح الدين مزوار، ومشاركة أمين عام الجامعة، عن دعمها الجانب الفلسطيني لمواصلة المفاوضات وفق الجدول الزمني .
كما دعت وزير الخارجية الامريكية جون كيري لمواصلة جهوده في هذا الاطار للضغط على اسرائيل لتنفيذ الالتزامات التي تترتب عليها.
وأكد وزراء الخارجية، على ضرورة الإسراع في تنفيذ التزام الدول العربية بتقديم مساهماتها المالية لتوفير شبكة آمان عربية بمبلغ مائة مليون دولار شهريا للسلطة الفلسطينية لمواجهة الضغوط عليها.
وحمل الوزراء، إسرائيل مسؤولية المأزق الخطير الذي تمر به المفاوضات (الفلسطينية الإسرائيلية) بسب رفضها الالتزام بمرجعيات عملية السلام وإقرار مبدأ حل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية علي حدود الرابع من يونيو عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية ورفضها الالتزام بإطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى.
ودعم الوزراء الجهود الفلسطينية للحصول علي عضوية جميع الوكالات الدولية المتخصصة والانضمام للمواثيق والمعاهدات الدولية باعتباره حقا أصيلا قررته الشرعية الدولية وقيام الدول العربية بتحرك دبلوماسي مكثف على المستوي الدولي لمساندة فلسطين في هذا التوجه.
وعقد الاجتماع بطلب من الرئيس محمود عباس بعد رفض اسرائيل اطلاق سراح الدفعة الرابعة والاخيرة من الاسرى الفلسطينيين بعد مناقصة جديدة لبناء نحو 700 مسكن استيطاني في القدس الشرقية المحتلة.
