تأتي جريمة الاعتداء الآثم على جامع حي عراق الشباب في مدينة أم الفحم ومحاولة إحراقه وكتابة شعارات معادية ، صباح اليوم الجمعة ، في إطار الممارسات والجرائم العنصرية المتكررة والمتواصلة التي تنفذها العناصر اليهودية المتطرفة المنتمية لجماعة "تدفيع الثمن" ، وفي ظل الصمت الحكومي وتغاضي الأجهزة الأمنية المختلفة عن هذه الجرائم المدانة والمرفوضة جملة وتفصيلاً .
فبالأمس القريب تم الاعتداء على أهالي بلدة الجش المتربعة على صدر الجليل الأعلى ، وقبل ذلك اعتدي على أهالي جلجولية ومسجد الرباط في أم القطف ومسجد الهدى في باقة الغربية وغيرها من المواقع العربية في المثلث والجليل .
إن الاعتداء على مسجد عراق الشباب هو اعتداء على كل جماهيرنا العربية الفلسطينية ، وهو مؤشر خطير على استشراس وتفاقم مظاهر العنصرية واقترابها لحد الجريمة بحق شعبنا الأمر الذي يهدد حقه الأساسي بالوجود والعيش الحر والكريم في أرض الآباء والأجداد ، وإشارة واضحة تنبئ بمرحلة جديدة تستهدف فيها المساجد وأماكن العبادة والأوقاف الإسلامية والهوية الوطنية والوجود الفلسطيني في هذه البلاد .
ولا شك أن المسؤولية الكاملة عما حدث أو سيحدث في المستقبل تتحمل تبعاته وآثاره الضارة الحكومة الإسرائيلية ، التي تغذي هذه العناصر المتطرفة المعادية لكل ما هو عربي وفلسطيني .
ومع استنكارنا وإدانتنا الشديدة لهذا الاعتداء الوقح والخطير ، نطالب الجهات الرسمية بالكشف عن الجناة والفاعلين وإنزال أشد العقوبات بحقهم ، والعمل على حماية المساجد والمقدسات بشكل يمنع وإلى الأبد تكرار مثل هذه الاعتداءات والجرائم التي يمكن أن تؤدي إلى كوارث مدمرة . والمزيد من اليقظة الواعية والوحدة المتراصة بوجه هذه الاعتداءات العنصرية ، التي لن تزيدنا سوى الإصرار على البقاء والصمود والتحدي والانزراع في أرضنا ووطننا والنضال السياسي والمقاومة الشعبية المشروعة .