عشرات بل مئات المقالات كتبت وكتب غيري عن القدس والأقصى والإستيطان والتهويد وأسرلة وإحتلال الوعي والتطهير العرقي،وطالبنا بوضع برامج وخطط ورسم استراتيجيات مترافقة مع آليات عملية،تمكن من ترجمة تلك الخطط والبرامج على الأرض الى افعال،وتعمل على تحقيق تلك الإستراتيجيات،ولكن لم نتقدم نحو تحقيق الهدف او حتى تنفيذ جزئي لخططنا وبرامجنا،ونحن لم نراوح مكاننا فقط، بل تراجعنا الى خلف،ليس خطوة بل خطوات،وبقيت جهودنا وأفعالنا وتحركاتنا من القمة للقاعدة مبعثرة ومفرقة وتاتي في إطار ردة الفعل و"فورة" المشاعر والعواطف،ولم يكن هناك إرادة سياسية عند كل مستوياتنا ومرجعياتنا السياسية لجنة تنفيذية وسلطة واحزاب ومؤسسات،واستمرينا في"التوهان" والتخبط والعمل والفعل غير المنظم،والذي يستند في الكثير الى حرارة الايمان والانتماء والقناعة،والتي وحدها لا تكفي للدفاع عن القدس وحمايتها من "تغول" و"توحش" الاستيطان،ولا تثبت اهلها فوق ارضهم وفي قدسهم.
وفي المقابل منذ حصول الإنقسام وحتى اللحظة الراهنة كتبت ألآلاف المقالات وعقدت مئات اللقاءات وجرت عشرات الاتفاقيات من اجل وضع حد لهذا الإنقسام المدمر الذي يفعل فعل السرطان في الجسد الفلسطيني،ويزيد من حالة الشرذمة والتفكك والاحباط والياس بين صفوف شعبنا وجماهيرنا،هذا الشعب الذي بات على قناعة تامة بأن اطراف هذا الإنقسام الرئيسية مستفيدة من بقاءه،وهو أضحى لها بمثابة مشروع استثماري،زواله وإنتهاؤه، قد يحرم الكثير ممن نمت لهم مصالح وامتيازات واحتلوا مراكز ومواقع في هرم السلطتين ان يخسروا تلك المواقع والمراكز،وسيبقى هذا الإنقسام يفعل فعله بفعل تغليب المصالح الخاصة والفئوية على المصالح العليا للشعب الفلسطيني،وما دام هناك غياب للإرادة السياسة عند الطرفين فالإنقسام مستمر ويتعمق ويشرعن.
لمن نكتب،وعن ماذا تكتب ؟؟عن اناس مستعدين لإدانة كل مشروعنا الوطني تحت يافطة وذريعة ما يسمى بهجوم السلام وتعرية وفضح اسرائيل أمام الراي العام العالمي،نقول لاسرائيل لا نريد ان نغرقك باللاجئين وندين قتل ضابط التجسس الاسرائيلي في عملية ترقوميا ونصل الى ابعد من ذلك،وبالمقابل بماذا ترد اسرائيل على الطرف الفلسطيني؟؟،على الرئيس الفلسطيني ان يقف علنا ومن على منبر جامعة بيرزيت ويعترف بيهودية الدولة دون خجل أو مواربة،وقادة الاحتلال العسكريين والأمنيين والسياسيين يمتدحون جنودهم ومخابراتهم على قتل اي فلسطيني،وفي الكثير من الاحيان ينالون الرتب والنياشين على تلك الجرائم،اليس من المعيب على وزير السلطة الفلسطينية"الهباش" ؟؟والذي يفترض ان لا يفتي بشيء ليس له علاقة به،ان يساوي بين حرمة دم الفلسطيني وحرمة ضابط الإحتلال المقتول في عملية ترقوميا،اعطوني اي مسؤول اسرائيلي من أقصى اليسار الى اقصى اليمين ادان قتل ليس مقاوم فلسطيني،بل حتى قتل الاطفال في غزة وغيرها.
إن هذا الوزير اقل ما يجب فعله معه ان يطرد بدون اي مساءلة او مراجعة،فهو في أكثر من مرة كان عامل توتر وتفريق في الساحة الفلسطينية،فهو مرة وفي إطار التزلف والنفاق المبتذل للرئيس،وفي احدى خطبه يقول،يا ابناء الفصائل اركبوا معنا فالسفينة اقلعت نحو القدس،اركبوا قبل ان تفوتكم،وهو يعرف جيداً حقيقة الأمر بأن هذا دجل ونفاق وتشويه للحقائق،فالقدس غائبة عن اجندته واجندة السلطة والمنظمة واهل القدس يعرفون وخبروا ذلك جيداً.
عن ماذا تكتب؟؟ عن اناس يعطلون الجهاد من اجل تحرير البلدان المحتلة والمغتصبة،ويدعون له في بلاد أخرى،ليس من منطلق الجهاد والتحرير،بل من منطلق مشاريعهم واهدافهم الخاصة،وابعد من ذلك يشاركون في قتل وتدمير بلدان عربية،قتل وتدمير من اجل ان ياتوا للقدس "فاتحين" و"محررين"،أي كذب ودجل هذا.؟؟؟،إستغبيتهم وضللتم الجماهير والشعوب العربية بما فيه الكفاية ووظفتم الدين لخدمة مشاريعكم واجنداتكم،ولكن الشعوب المخدوعة بكم وبشعاراتكم،نفضت الغبار عن عقولها وفكرها،عن عقولها التي حشوتوها بالدروشة والشعوذة والكلام المعسول عن الحور العين وما يسمى بجهاد "النكاح"،بدات تصحو وتدرك تلك الجماهير بأن كل ذلك يجري ليس خدمة لا للإسلام ولا المسلمين ولا للعرب ولا دفاعاً عن اوطان وشعوب،بل جزء من مشروعكم للسيطرة على العالم العربي وهدم اركان المشروع القومي العربي،مشروع لا يعترف بالاخر ويقصيه،مشروع لأخونة السلطة والمجتمع،وما دون ذلك ليس له الحق لا بالقرار ولا السلطة ولا حتى بالمواطنة.
لمن نكتب،وعن ماذا نكتب؟؟ عن اقصى مستباح صباح مساء،ولم نترك لا عرباً ولا مسلمين رسميين وشعبيين الإ وخاطبناهم وناشدناهم وقلنا لهم بأن مسرى الرسول وقبلة المسلمين في خطر جدي،فالإقتحامات يومية ولم تعد فردية،بل جماعية ويتزعمها ويقف على رأسها وزراء واعضاء كنيست،والهدف غن لم يكن الهدم وبناء ما يسمى بالهيكل المزعوم،فعلى الأقل كمرحلة اولى التقسيم الزماني والمكاني،كما حدث في الحرم الإبراهيمي في الخليل.
وانتم لم تحركوا ساكناً، بل استمريتم تستمرؤون بيانات الشجب والإستنكار الخجولة،لكي تستر عوراتكم التي أصبحت عارية حتى من ورقة التوت.
لمن نكتب،وعن ماذا نكتب؟؟عمن "يعهرون" الثقافة والأدب والسياسة والإعلام،عمن يصنعون ممن ليس له علاقة لا بالثقافة أو الأدب او السياسة أو الإعلام،واحد/ة من اعلام الثقافة او الأدب والسياسة والإعلام،وهو/وهي لا ي/تستحق لقب من يحبوا في تلك المجالات،يطبلون ويزمرون له/ ويمنحونه/ا ويصبغون عليه/ا الألقاب والأوسمة والنياشين بغير وجه حق،مضيعين الفواصل والتخوم بين المبدعين والمبادرين وبين المنتفعين والمرتزقة والمتسلقين.
لمن نكتب،وعن ماذا تكتب...؟ عمن يمنح لقب شخصية الثقافة العربية لعام 2014 من ملوك الكاز والنفط،ورصيده في الثقافة كرصيدي في الفيزياء النووية،فهو لم ينتج ولم يقدم أي شيء للثقافة لا نوعي ولا عادي،لم يصدر اي كتاب او مجلة ولم يكتب حتى مقالة،ولم يساهم في تشجيع لا البحث العلمي او التنوير ولا المؤسسات الثقافية ولا دور العلم والأبحاث أليس هذا "تعهير" للثقافة، أليس من العار والمخجل ان يمنح لقب شخصية الثقافة العربية لمن رصيده ورأسماله نفط وكاز وتربع على رؤوس العباد،رحماك ربي نحن في الزمن الحراشي يا راحلنا الكبير الطاهر وطار،من هو امي يمنح لقب شخصية الثقافة العربية،الثقافة يا شاعرنا الكبير مظفر النواب يزنى فيها،وليس القدس فقط،يا مظفرنا اعد قراءاتك وأشعارك،فلم نعد كما قلت ب"أننا امة لو جنهم صبت على رأسها واقفة"،بل أمة خانعة وذليلة القدس يزنى فيها والأقصى يغتصب،وكذلك هي عاصمة الرشيد ودمشق العرب،و"العقيمين" من زعماء العرب يشاركون في عمليات الإغتصاب،ومن يسمون زوراً الطليعة من كتاب وأدباء ومثقفين،يمنح لقب شخصية الثقافة لأمي ولا يحتجون أو يقيمون المآتم ومراسيم الدفن للثقافة العربية،فهم اصبحوا مدجنين وباموال سلاطينهم يسبحون، لا هم لهم سوى المال ورضى السلطان.
وتقول لي اكتب وبعد ذلك عمن اكتب ولمن اكتب...؟؟
القدس المحتلة – فلسطين
21/4/2014
052453879
[email protected]