انعقاد مؤتمر تضامن مع الأسرى الفلسطينيين في بروكسل

نظمت شبكة صامدون وحملة التضامن مع أحمد سعدات مؤتمراً تضامنياً مع الأسرى تخلله كلمات للمنظمين ولمنظمات تضامنية مع الشعب الفلسطيني بالإضافة لكلمة مصورة مسجلة للمناضلة الفلسطينية ليلى خالد ، ومعرض صور للأسيرات الفلسطينيات.

 كما عرض المؤتمر فيلم قصير حول اعتقال الأطفال وكلمة لممثل منظمة اوروبية تناضل من أجل مقاطعة شركة جي فور اس التي تقدم خدماتها لسلطات الاحتلال الاسرائيلي.

بدأ المؤتمر بكلمة للمحامية الأمريكية المناضلة من أجل حرية الأسرى الفلسطينيين شارلوت كييتس من شبكة "صامدون" قدمت فيها للحاضرين شرحاً تفصيلياً لبنية مؤسسة الاعتقال التي بنتها مؤسسة الاحتلال من أجل النيل من الشعب الفلسطيني ومناضليه.

وشددت كييتس في كلمتها على اجراءات الاعتقال التعسفية تجاه الأطفال وظروف اعتقالهم المجردة من الانسانية وعلى اهمية ودور مؤسسة الاعتقال في آلة الاستعمار التي تسعى من خلالها لفصل قيادة ومناضلي فلسطين مثل احمد سعدات ومروان البرغوثي وغيرهم من القادة، بالإضافة للناشطين في كافة المجالات النقابية والجماهيرية عن بقية الشعب لتتمكن من تمرير سياستها الاستعمارية القائمة على الآبارتهايد.

 وفي هذا السياق أعادت التأكيد على أهمية حملة مقاطعة "اسرائيل" كجزء مهم من عملية النضال في العالم في وجه الاحتلال.

في كلمتها المصورة، قالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المناضلة ليلى خالد، أن قضية الأسرى هي جرح عميق في قلب الشعب الفلسطيني ما زال ينزف منذ اليوم الأول لقيام الاحتلال، لافتة أن  هذا الجرح الجماعي الذي يعاني فيه الشعب الفلسطيني من مطاردة الاحتلال لأبنائه خلّف مأساة تعيشها كل عائلات شعبنا التي لم تخل واحدة منها إلا وغيب الأسر أحد ابناءها في الزنازين.

كما أنها أكدت على أن "شعبنا يعي تماماً حجم هذه التضحية التي يتوجب عليه تقديمها في مقاومة الاحتلال، إلا أنه ما زال يواصل المقاومة ويدفع ضريبتها من التضحيات الغالية بما فيها الأسر والاعتقال. "

وأعادت التذكير بأن "مناضلي شعبنا يتمسكون بمقاومتهم حتى من داخل السجون الصهيونية ولهذا تحولت السجون بإرادتهم إلى مدارس لتخريج قادة النضال رغم أنف الجلاد."

كما أرسلت بتحياتها لكافة الأسرى القابعين في سجون الاحتلال والذين يمثلون النواة الصلبة لمقاومة شعبنا.

وعاهدت خالد في ختام كلمتها الأمين العام أحمد سعدات بأنه هو وكل الأسرى في سجون الاحتلال سيحررون عاجلاً أم آجلاً.

من جهته، شارك الصحفي ربيع عيد بكلمة تحدث فيها عن "خصوصية قضية الأسرى لأبناء شعبنا في الوطن المحتل عام 1948"، مشيراً أن الاحتلال يرفض التفاوض على الافراج عن" أبناء شعبنا من الداخل المحتل في كل صفقات التبادل، محاولاً بذلك تعزيز سياسة الفصل والتمييز بين أبناء الشعب بوضعهم في تصنيفات مختلفة."

وأشاد عيد في كلمته بتصاعد نضالات الشباب الدروز في وجه التفرقة بين أبناء الشعب الواحد التي يحاول الاحتلال ترسيخها منذ النكبة عبر فرض التجنيد على الشباب الدروز ليضعهم في مواجهة شعبهم وليجعلهم جزء من آلة القتل والاحتلال.

وأكد أن هذه السياسة القذرة التي بدأت تسقط بفضل نضالات الشباب الفلسطيني الدرزي لن تنجح في النيل من شعبنا عبر المحاولات الجديدة لتكرار التجربة مع المسيحيين الفلسطينيين الذين كانوا وما زالوا في طليعة مناضلي شعبنا.

وركزت كلمات المتحدثين على أهمية تصعيد النضال في وجه داعمي الاحتلال وجرائمه عبر العالم من خلال نشاطات المقاطعة التي يجب أن تستهدف كل الشركات التي تدعم الاحتلال.

من جهته، قال الكاتب والمناضل الفلسطيني خالد بركات إن "سياسة الاحتلال تجاه شعبنا قامت على عزل ابناء شعبنا وتقسيمهم إلى شرائح مختلفة بين الداخل والخارج، والضفة وغزة والداخل والقدس"، مشيراً أن سياسة الاحتلال الاعتقالية قائمة على عزل المناضلين من أجل حرية شعبنا عن بقية الشعب في سياسة يعتقد أنه خلالها يستطيع السيطرة على ارادة شعبنا في التحرر ومواصلة المقاومة. "

وأكد بركات أن هذا السلوك هو جزء أصيل من طبيعة الكيان الاستعماري في فلسطين، وأن الاحتلال يعرف تماماً أن إرادة شعبنا وتصميمه على المقاومة لن تتوقف ولن تنتهي إلا بانتهاء الاحتلال وزواله تماماً.

وقال موجهاً حديثه للباحثين عن "حل للصراع" بأن هذا الصراع بطبيعته قائم بين مستوطنة كبيرة تم زرعها في قلب المنطقة، وشعب يرفض التنازل عن كرامته وحريته. ولن تستطيع الدولة الاستيطانية البقاء إلا من خلال ممارسة القمع والاضطهاد والتمييز العنصري. لهذا فإن الحل الوحيد يكمن في هزيمة هذه المستوطنة وسقوط مشروعها. وأن الحل الحقيقي يكمن في انتصار نضال الشعب الفلسطيني وقيام دولة فلسطين على كامل التراب لتكون دولة للعدالة والمساواة والحرية لكل مواطنيها أيا كان دينهم أو انتماءهم.

وفي الختام شكر المتحدثون الشباب الوطنيين الفلسطينيين والمناضلين البلجيكيين الذين قاموا بكل الجهد اللازم لتنظيم هذه الفعالية التي اختتمت بحفل موسيقي ووجبة فلسطينية.

في سياق متصل، استهجن منظمي المؤتمر قيام وكالات اخبارية وبعض الاشخاص بنسب هذا النشاط إلى فصيل فلسطيني بعينه ومحاولة وضع هذا النشاط الذي يعني قضية وطنية جامعة في سياق مناكفات حزبية داخلية لدى فصيل فلسطيني. وقال احد المنظمين أن استغلال صورة واسم المناضل الوطني الكبير مروان البرغوثي وقضية الأسرى من قبل هؤلاء هو إساءة مريعة لاسم هذا المناضل، وأنه كان الأولى بهم القيام بتنظيم نشاطات تضامنية تهدف لزيادة الضغط على الصهاينة بدل البحث عن نجومية في حلقتهم الضيقة وبهذا المنطق الفصائلي المقيت.

المصدر: بروكسل - وكالة قدس نت للأنباء -