أعلن رئيس وزراء حكومة غزة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مساء الأربعاء، بحضور وفد منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة عزام الأحمد عن إنهاء الانقسام الفلسطيني.
وقال هنية خلال مؤتمر صحفي من منزله في مخيم الشاطىء غرب مدينة غزة: "نزف لشعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات الاتفاق الذي جرى بين حركة حماس ووفد منظمة التحرير، وهو إنهاء الانقسام بالكامل".
وأكد هنية أن "الوفدين تحلوا بروح الفريق الواحد، والجميع كان يستحضر اللحظة التاريخية والمسئولية القيادية وما يجب أن يكون عليه نتائج هذه الجولة من الحوار".
ووجه هنية لهذه الروح وللقيادة الفلسطينية المسئولة، التي استطاعت بوقت قياسي (24 ساعة) أن تتجاوز سنوات الانقسام وأن تضع آلية تنفيذ الاتفاق ومن يقف خلفهم من القيادات الفلسطينية داخل وخارج فلسطين، وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، اللذان باركا الاتفاق، وكانوا بنوياهم وارشاداتهم أساس التوصل لاتفاق".
وشدد هنية "من هذه المنطلقات الوطنية والدينية والقومية السامية، تداعى وفد المنظمة وحماس في لقاء على أرض غزة للاتفاق على وضع الجداول الزمنية لإنهاء الانقسام وتطبيق الاتفاقيات، وعقد اجتماع على مدار يومين سادهما التفاهم والحرص والتوافق وتغليب مصلحة الوطن".
ولفت "وعليه نعلن الاتفاق الذي جرى بين حركة حماس ووفد المنظمة والذي ينصع على ما يلي:_
- التأكيد على الالتزام بكل ما تم الاتفاق عليه في القاهرة والتفاهمات الملحقة وإعلان الدوحة واعتبارها الراعية عند التنفيذ.
- "الحكومة" يبدأ الرئيس عباس مشاورات تشكيل الحكومة بالتوافق من تاريخه وإعلانها خلال الفترة القانونية وهي خمس أسابيع، استنادًا لاتفاق القاهرة وإعلان الدوحة وقيامها بالتزاماتها كافة.
- "الانتخابات" التأكيد على تزامن الانتخابات الرئاسية والوطني والتشريعي ويخول الرئيس عباس بتحديد موعد الانتخابات بالتشاور مع الجميع على أن يتم اجراء انتخابات على الأقل بعد 6 شهور من تشكيل الحكومة، ويناقش ذلك في لجنة تفعيل منظمة التحرير في اجتماعها القادم مع إجراء مقتضيات الانتخابات
- "المنظمة" منظمة التحرير تم الاتفاق على عقد لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير للممارسة مهامها المنصوص عليها في الاتفاقات في غضون 5 اسابيع من تاريخه والتأكيد على دورية وتواصل اجتماعها.
- "المصالحة المجتمعية" الاستئناف الفوري لعملها فورًا ولجانها الفرعية استنادًا لما تم الاتفاق عليه بالقاهرة.
- "لجنة الحرية" التأكيد على تطبيق ما تم الاتفاق عليه ودعوة لجنة الحريات العامة في الضفة وغزة لاستئناف عملها وتنفيذ قرارتها.
وأكد هنية على ضرورة تطبيق الاتفاق وتفعيل المجلس التشريعي للقيام بمهامه، مثمنًا بالنيابة عن الوفدان دور مصر في راعية المصالحة، مؤكدًا على أهمية استمرار الدور العربي الداعم والشامل للقضية الفلسطينية.
بدوره ثمن عزام الأحمد دور هنية المميز الذي قام به بالاجتماعات اليوم وأمس، والتي اتسمت كما وصفها بـ "الروح التي عمل بها مع الفريق الواحد الفلسطيني" ، شاكراً جميع الذين شاركوا بلورة هذا البيان.
ودعا وسائل الاعلام الفلسطينية للعب الدور الإيجابي لحماية الاتفاق الأمين، بدلاً أن نبحث عن كلمة هنا وهناك، قائلاً : "ما تم انجازه يدل على الرغبة الجامحة بنفوس الفلسطينيين من أجل تحقيق ذلك، ويدل على الوعي الفلسطيني الذي أصبح في مستوى التحديات التي تواجه مستقبل قضيته، والذي يؤسس لشراكة حقيقة بين الجميع.
بدوره قال موسى ابو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس ، ردا على التهديدات الاسرائيلية على توقيع المصالحة الفلسطينية ، " التهديدات الاسرائيلية ليست جديدة في كل الاحوال ، قول بنيامين نتنياهوا ان على ابو مازن ان يختار السلام مع اسرائيل او المصالحة مع حماس ، وموقف الولايات المتحدة الامريكية ايضا لا يختلف عن الموقف الاسرائيلي ، نحن نرى ان كنا اسرى الى اعدائنا لن نحقق اى مصلحة لشعبنا ، مصلحة شعبنا لا تتفق مع مصلحة عدونا".
وتابع ابو مرزوق الذي قدم من مصر للمشاركة بجلسات المصالحة" في هذا اليوم لقد طوينا صفحة الانقسام وفتحنا باب ودخلنا منعطف جديد الوحدة الفلسطينية ، لقد كانت ارادة الشعب الذي كان في كل ربوع الوطن يطالب بإنهاء الانقسام ، بلا شك هناك عقبات خصوصا في التطبيق لان كل يوم كان يمضي في الانقسام كان يعمق هذا الانقسام ، لكن في هذا اليوم وبالإرادة الفلسطينية سنزيل كل العقبات من اجل الوحدة الوطنية الفلسطينية ".
وردا على سؤال حول اصدار الصحف الفلسطينية التي تم منعها في ظل الانقسام بغزة والضفة ، قال " نرجوا ان يتم اصدراها بعد اليوم الاول من تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ، ونحن مستعدين من يوم غدا ".
وقال " اما البرنامج السياسي لم نكن نتطرق اليه في حواراتنا ، وتركناه الى الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير ، نحن كنا نركز على ما يجمعنا "
فيما قال عزام الاحمد رئيس وفد المنظمة، ردا على سؤال حول مسار المصالحة والمفاوضات ؟ وتولى الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئاسة حكومة الوحدة الوطنية من عدمه ، ان " الامور كانت تسير اليوم بين جميع الاطراف بشكل ايجابي ، ومعظم القضايا والنقاط تم الاتفاق عليها بعد ان طرحت للنقاش ".
واضاف " مسألة تولي رئاسة الحكومة للرئيس ابو مازن لم تكن عقبة مع حركة حماس ، والرئيس كان قد استجاب ليتحمل هذا المنصب حسب دعوة اتفاق الدوحة ، ولكن نحن في حواراتنا مع حماس تركنا هذه النقطة الى الرئيس ابو مازن وهو صاحب القرار في هذه المسألة ".
وعن المفاوضات اوضح الاحمد ، " المفاوضات متوقفة بسبب التعنت الاسرائيلي والانحياز الامريكي ، منذ 15 نوفمبر من العام الماضي ، 9 اشهر مرت على المفاوضات بعد ثلاث اشهر توقفت المفاوضات لم يحصل شئ ، وحتى اللحظة لا يوجد شئ ، كان اخرها ان عقد وفد المفاوضات ثلاث جلسات ولكن ايضا لم يحصل شئ ، لان اسرائيل تتنكر بعدم التزامها في الشرعية الدولية ، ولا يمكن ان يقبل الطرف الفلسطيني استئناف المفاوضات دون مرجعية كاملة في مقدمتها الحدود والخريطة ووقف الاستيطان ".
ولفت الاحمد ، " 6 جلسات تفاوضية تمت وتركز البحث في هذه النقاط ، ولكن واضح ان نتنياهو لا يريد السلام ، نحن الفلسطينيين مجمعين على دولة على حدود 67 ، ولا ليهودية الدولة وبانه يجب ان تكون لنا السيادة الكاملة على الدولة الفلسطينية والقدس الشرقية عاصمة هذه الدولة ".
واوضح الاحمد " المجلس الوطني هو الذي يضع البرنامج السياسي والمجلس الجديد من حقه ان يعدل في البرنامج او ان يضع برنامج سياسي جديد ، ومتروك له ان يناقش هذا الامر ، ان يضع برنامج الحد الادنى لكل القوى الفلسطينية ، مع التمسك بالثوابت ".
ونفي اسماعيل هنية ، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، في رده على اسئلة الصحفيين ، وجود اى اختلاف بين حركته وحركة فتح حول من يتولى رئاسة حكومة الوحدة ، وقال " نحن اكدنا التزامنا في اتفاق الدوحة ، ولكن كنا نعمل بروح الفريق الواحد ، وبالتالي كنا نقول من الانسب والافضل وكيف تكون كل المهام في خط واحد ، ولا يوجد عنا اعتراض ان يتولى ابو مازن رئاسة الحكومة ولكن لا نريد ان نحمل الرئيس ابو مازن اعباء جديدة فهو رئيس السلطة وفتح والمنظمة ."
وتابع هنية ، " اما الشق السياسي ، ميسرة المفاوضات وصلت الى طريق مسدود والى نهايات غير مناسبة لشعبنا الفلسطيني ، ولذلك يجب ان نتحدث عن برنامج سياسي جديد واحتمالات المنعطف الجديد وهذا ما تحدثنا به ".
بدوره رفض مصطفي البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية عضو وفد المنظمة ، الاملاءات الإسرائيلية ، وقال " على نتنياهو ان يختار بين السلام والاستيطان ، نتنياهو موقفه عجيب ان كان الفلسطينيون فرقاء يقول لا يوجد فلسطيني نجرى معه اتفاق وان كنا موحدين يقول علينا ان نختار نحن بين السلام مع اسرائيل او حماس نحن نرفض الاملاءات وعليه هو ان يختار بين السلام والاستيطان ".
على يسار البرغوثي كان يجلس منيب المصري رئيس المنتدي الفلسطيني ، والذي بدوره قال في نهاية المؤتمر " اقول كما قال ياسر عرفات ابو عمار يا جبل ما يهزك ريح ، شعبنا شعب الجبارين اليوم عرس كبير للشعب الفلسطيني لا نريد ان نحوله الى اسئلة للصحفيين ، ونطالب الاعلام ان يكون شريك في هذا العرس " .
هذا وشكل الانقسام الفلسطيني الذي وقع بين حركتي فتح وحماس في صيف 2007م ، منعطف كبير في تاريخ الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ، حيث ادى الى نشوء سلطتين سياسيتين واحدة الضفة الغربية تحت سيطرة حركة فتح واخرى في وقطاع غزة تحت سيطرة حركة حماس .
نص البيان:
