وداعاً للسبع سنوات عجاف

بقلم: رمزي النجار


لم يبقى لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية القادمة أو ما يحلو أن يسميها البعض حكومة التوافق الوطني غير خمسة أسابيع تقريباً وفقا للبيان التوافقي لوفد منظمة التحرير وحركة حماس على تنفيذ بنود اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة، وهذا يعني أن فلسطين سيكون لها حكومة واحدة تمثل الفلسطينيين في الضفة وغزة، وبالتالي تقع على عاتق هذه الحكومة مسؤوليات كبيرة لترتيب الأوضاع التنظيمية والإدارية والاقتصادية للسلطة الوطنية الفلسطينية وهي مهام صعبة للغاية، وباعتقادي أن أهم خطوة للحكومة التحضير للانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية في فلسطين مطلع عام 2015 نحو تجسيد الديمقراطية بعد غياب ثمانية سنوات وتحقيق التداول السلمي للسلطة، والعمل على إزالة كافة أثار الانقسام وتداعياته خلال السبع سنوات العجاف على شعبنا الفلسطيني في الضفة وغزة، ولو نظرنا إلى حصيلة هذه السنوات السبع من عمر الانقسام، نرى إنها سبع سنوات عجاف جداً ومريرة حقاً وحصادها خائب ومخيب لكل الآمال في بناء مؤسسات دولتنا العتيدة التي نطمح لها في مجتمع يسوده الأمن والسلام والاستقرار والتفاهم بين مكونات الشعب الفلسطيني، دولة فلسطين تسودها التنمية واستثمار مواردها المادية والبشرية لصالح المجتمع الذي عاني الأمرين من فشل الحكومات المتعاقبة (حكومة في غزة وحكومة في الضفة) في أداء الحد الأدنى من واجباتها، فالمعطيات الواقعية بالنسبة للأعوام السبعة المنصرمة التي حصدتها فلسطين في ظل الانقسام تفاقمت خلالها الخلافات والصراعات بين أبناء الشعب الواحد بسبب غياب التعامل الفكري والسياسي العقلاني لمعالجة المشكلات القائمة، فغابت التنمية عن البلاد وازدادت البطالة المكشوفة والمقنعة وازداد الفقر وفاق كل التصورات، ولم تعد الحكومة ترى نفسها ملزمة بالالتزام بمبادئ حقوق الإنسان، وتجلى هذا في الاعتقالات الكيدية وإبقاء المعتقلين فترات طويلة دون محاكمة، وانفراد الكتل البرلمانية بسن قوانين دون تصديقها، إضافة إلى تدهور مستوى التعليم وطبيعة المناهج التي يجري تدريسها والبعيدة عن الديمقراطية، وعراقيل في التوظيف وقطع الرواتب وخصم العلاوات وعدم تنفيذ درجات الموظفين ، ويمكن الحديث عن حالات سيئة في المجال الصحي والمستشفيات وما تعاني منه من نواقص وقصور، ووضع شتى العراقيل أمام أصحاب الكفاءات في طريق عودتهم وعملهم أو إنجاز معاملات إعادة توظيفهم وتقاعدهم ... الخ، هذا جزء من حصاد الانقسام بعد سبع سنوات من عمره غير المجيد, فماذا كنا ننتظر إن بقى الانقسام لسنوات أخرى؟ فاليوم بعد إعلان القيادات الفلسطينية إنهاء الانقسام من مخيم الشاطئ في غزة نرى الوجوه مبتسمة والجميع يبدى تفائل بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، ولعل حكومة التوافق تستطيع تجاوز كل العقبات التي سوف تعترضها سواء أكانت سياسية أم تنظيمية، لأن الشعب يريد إنهاء الانقسام، فالشعب يريد وداع السبع سنوات العجاف التي كانت صفحة كاتمة على صدور الجميع بدون استثناء، الجميع في حالة انتظار الوداع الأخير من خلال التنفيذ على أرض الواقع للنظر إلى الأمام من أجل مستقبل أبنائنا وتحقيق أحلامهم وطموحاتهم في دولة فلسطينية قائمة على التعددية والشراكة القائمة على المحبة والأخوة المقدسة.

بقلم / رمزي النجار
[email protected]