سيطرت حالة من الفرح والبهجة على الشارع الفلسطيني في أعقاب توقيع حركتي «فتح» و «حماس» على اتفاق المصالحة، الذي يتوقع أن يتم بموجبه إنهاء سبع سنوات عجاف من الانقسام وتحقيق الوحدة والمصالحة الوطنية والمجتمعية .
وبات الشعب الفلسطيني ليلته على وقع هذا الحدث التاريخي الذي طال انتظاره، لاسيما بعد جولات طويلة من الحوار واللقاءات المكوكية في عواصم شتى إلي أن شاءت أقدار المولى عز وجل أن يتم توقيع الاتفاق في مخيم الشاطئ للاجئين في قطاع غزة .
لا شك في أنها سعادة مطلقة تغمر الشعب الفلسطيني بمختلف اتجاهاته وانتماءاته السياسية، حيث أنها المرة الأولى منذ سنوات، يدخل الفرح بيوت الفلسطينيّين من دون استئذان، بعد أن سادت حالة من الحزن والأسى على وجوه الفلسطينيين لانعدام المحبة والشقاق بين الأخوة الأشقاء بعد أن نزغ الشيطان بينهم .
على عكس العادة كان يوم أمس الأربعاء 23 ابريل يوم فلسطين بامتياز، فقد تابع أبناء الشعب الفلسطيني وسائل الاعلام المحلية والدولية لحظة بلحظة لمشاهدة العرس الفلسطيني، وما رافقه من أجواء طيبة تؤكد المثل الشعبي " الدم لا يمكن أن يصبح مي".
مع بداية ساعات صباح أمس كانت فلسطين على موعد مع بزوغ فجر جديد، تجسد بإتمام مراسم عرس فلسطيني تاريخي، وقع كالصاعقة على قادة الاحتلال، وجعل "نتنياهو" يدعو لاجتماع عاجل للكابينيت لبحث المصالحة الفلسطينية، وجعل "ليبرمان" يصف المصالحة بنهاية للمفاوضات وأن السلطة تحولت لمنظمة إرهابية.
صحيح أنّ التوقيع على ورقة المصالحة بين طرفي الصراع "فتح وحماس" شيء رائع وإيجابي، إلا أنّ الشروع بتطبيق بنود الاتفاق هو الأهم في الموضوع، حيث أن بداية التطبيق تكمن في تهيئة الأجواء على أرض الواقع وتلطيف الخطاب الإعلامي والسماح الفوري للصحف والمجلات الممنوعة من النشر في الضفة وغزة من الدخول.