التوقيع على تنفيذ اتفاق المصالحة أثلج قلوبنا وقلوب كل من يريد خيرا لشعبنا وهي خطوة في الاتجاه الصحيح لاستعادة الوحدة الفلسطينية وهي خطوة أولى هامة تتبعها خطوات أكثر أهمية لوعورة الطريق إلى استعادة الحالة الصحية للمجتمع الفلسطيني بعد هذه السنوات السبع العجاف.
لا أحد ينكر أن استدعاء المصالحة من طرفي الانقسام بإرادتهم أم بإرادات أخرى نتج عن وصول حالة الضعف الفلسطيني لنهايته حيث بات الجميع مكشوفا أمام قضيتنا وشعبنا واستحقاقات شعب تحت الاحتلال وأن زمنا طويلا قد مر وتراجعات خطيرة غير مسبوقة في التاريخ النضالي لشعبنا نحو قضيته وعلوا متصاعدا في حالة التشرذم الفصائلي والفئوية البغيضة التي سببها حالة غير مسبوقة من الذاتية المفرطة لقادة العمل الفلسطيني وحاملي لواء التحرير والجهاد والاستقلال عبر الالتحاقات المنظورة والتحالفات الاقليمية والعربية من خلال المال السياسي والتدخلات الخارجية السلبية في سياق تغييرات الاقليم والسياسة الدولية.
وليس إهمالا لحال الكثير الكثير من التعقيدات والاشكاليات التي ستظهر في طريق تطبيق بنود اتفاق المصالحة ولكن لأن ظهر الفلسطينيين للحائط فهم مجبرون على طريق ذو اتحاه واحد مهما حدث وهو استعادة الوحدة والمصالحة.
لن نتحدث في هذا المقال عن نواقص الإتفاق ولا عن التحدي في لجان الحريات والمصالحة المجتمعية ولا عن تحدي دمج أو حل الاجهزة الامنية والعسكرية ولا عن البعد السياسي الغائب والمؤجل للوحدة ولا عن الرقابة والضغط الشعبي المطلوب ولا عما قد يفجر الاتفاق من قضية الخلاف على الاعتراف باسرائيل والتنسيق الامني وغيرها من الألغام.
أردت هنا أن أتحدث عن اللغم الأكبر والأخطر في نهاية طريق ترتيب البيت الفلسطيني وهو الذي قد يكون الخازوق الأكبر الذي سيلبسه عباس للوطنية الفلسطينية اذا استمر في طريق معالجته لشؤون فتح الداخلية على ما رأيناه وما أدمى قلوب الفتحاويين وكل الوطنيين الفلسطينيين، وأمام الرئيس وفتح والشعب الفلسطيني والاهم الوطنية الفلسطينية سؤالا كبيرا بحجم المستقبل والهوية والثقافة المستقبلية للمجتمع الفلسطيني وهو : هل ستذهب فتح للانتخابات القادمة بعد ستة أشهر موحدة ؟؟ وما هي مضاعفات ذلك ؟؟
من الواضح أن سيف الوقت حاد ومن الواضح أن عباس قام بعملية انتحارية من الصعب لملمة أشلاء فتح بعدها أيا كان السبب الذي جعل عباس يقدم على هذه العملية الانتحارية وخاصة لما لحيثيات هذا العمل من الذاتية المفرطة التي تصل لحد الثأر الشخصي الذي يدمر حركة بحجم حركة التحرر الوطني الفلسطيني في محطة الانتخابات المستحقة قريبا وما لهذا الوضع الضعيف القادم الذي قد يطيح بالهوية والثقافة الوطنية لصالح الاسلاميين ويضعهم على خارطة الفوز والأغلبية من جديد بعد تراجع تأثيرهم في المجتمعات العربية الأخرى، وحسابات السياسة عندما تستلبسها الذاتية والأنانية وعقلية الثأر القبلي لدى السياسيين على حساب أحزابهم الأرقى تشكيلا اجتماعيا من الذات والأنا والقبيلة يحل الدمار والهزيمة بالحزب ومن حوله.
عباس رسم خارطة طريقه في اتجاه الذاتية المفرطة ومحاولة بائسة يائسة من النجاة الذاتية والعائلية وبدأ خطواته منذ ثلاثة أعوام بافتعال اشكاليات خطيرة داخل حركة فتح فألبها على ذاتها وجعلها شلل ومجموعات تدور في فلكه وما يريده والباقي برة كما قال بوضوح أمام المجلس الثوري في الخطاب الغصة الذي فجر الاحشاء إلى أشلاء.
عباس ممعن في ثأره القبلي باللجوء والاستعانة بحماس هذه المرة في ثأره القبلي داخل فتح والخطوة القادمة أو التفجير الانتحاري القادم لعباس أعد له وجهزه وسيدوس على صاعقه في شهر أغسطس آب القادم بالمؤتمر السابع الذي سيمزق فتح أكثر تمزيقا وسيذهب بعد أيام من المؤتمر السابع إلى الانتخابات العامة والرئاسية ممزقا وبفتح منقسمة ليهدي فوزا ساحقا لحماس على حساب الوطنية الفلسطينية التي ستتشرذم قوائمها الانتخابية وتحل بها هزيمة منكرة ستنهي عندها تفوق الهوية والثقافة الوطنية الفلسطينية بلا عودة.
هذا هو الخازوق الفتحاوي الأكبر من المصالحة في الوقت المناسب لقبلية وذاتية عباس ومطامع حماس ينفذها الفتحاويون وهم مغمضون أعينهم عما يفعله رئيسهم ولحسابات ضيقة استأثرها في فتح قبليا وعصبويا ومناطقيا الانتحاري عباس.
25/4/2014م