البازار الخيرى في مدارس تعليم شرق خانيونس لمة حب على الخير

بقلم: رمزي النجار

لم تفاجئنا مدارس منطقة شرق خانيونس التعليمية بأنشطتها اللا منهجية التي عودتنا عليها على مدار السنوات السابقة لرسم البسمة على شفاه أطفالنا، وها نحن اليوم أمام بادرة تنم عن سمو الأهداف الإنسانية النبيلة لمدارسنا وخاصة مدارس وكالة وتشغيل اللاجئين "الأونروا" نحو تعزيز الأخلاق والقيم الإسلامية الجليلة القائمة على الخير والمحبة والتفاني من أجل الآخرين، فكيف لا وأنتم على موعد في السابع والعشرين من هذا الشهر مع البازار الخيري للمأكولات والمشغولات والمصنوعات اليدوية بمختلف أشكالها وأنواعها تمثل في مشاركة الجميع من طلاب وطالبات والأولياء الأمور ومعلمين ومعلمات ومؤسسات المجتمع المحلي في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.
وتقوم فكرة البازار على بيع الأطباق التي تقدمها سيدات البيوت بأسعار رمزية وفي مقدور الجميع ويذهب ريع المبيعات إلى الطلبة الأيتام في المدارس وذلك حرصا من مدارس تعليم شرق خانيونس على التفاعل مع المجتمع فضلاً عن غرس حب الخير في نفوس الناشئة وتعويدهم على القيام بالأفعال الفاضلة، وقد كانت تجربة مدرسة بني سهيلا الابتدائية المشتركة "الفارابي" العام الماضي للبازار الخيري تمثل نجاحا ملحوظا ولقي البازار إقبالا كبيرا بحجم المشاركة الكبيرة وتفاعل الجميع من إدارة المدرسة والمجتمع المحلي بإخراج البازار بأفضل صورة وتحقيق الأهداف المرجوة والمنشودة من وراء إقامته بتقديم المساعدة وشراء الملابس لأكثر من ثلاثمائة طالب محتاج داخل المدرسة.
باعتقادي أن فكرة البازارات الخيرية داخل المدارس التعليمية تشكل رافدا من روافد العمل الخيري ولمة حب على الخير تستحق الاحترام والتعميم لما تشكله من أهداف عديدة تقوم على مساعدة الطلبة الفقراء داخل المدرسة وزيادة التواصل بين المدرسة والمجتمع المحلي ونشر ثقافة التطوع والعمل الخيري في المجتمع، بالإضافة إلى تهيئة الطلاب عامة للدخول الى سوق العمل وادارة مشروع بكافة حساباته وتجهيزاته وتشجع أصحاب وصاحبات المهن من الأسر المنتجة والمستثمرين والمستثمرات أصحاب المشاريع الصغيرة في إيجاد فرصة تسويقية لعرض ما لديهن من تصميمات وإبداعات متقنة.
لذا فأنه من الواجب الديني والوطني والأخلاقي أن نعبر عن اعتزازنا بالدور الإنساني الذي تقوم به منطقة تعليم شرق خانيونس في مساعدة الفقراء والمحتاجين، ويجب علينا دعم مدارسنا ومساندتها للأعمال الخيرية التي تنفذها وخاصة البازارات الخيرية التي تشتمل على أجنحة للملابس والمطرزات والتحف الشرقية والمأكولات والحلويات الشعبية والتي يتم توزيع ريعها على فئات مستهدفة داخل المجتمع، انطلاقا من القيم الجوهرية للإسلام السمح الذي يحث على التكافل والتعاضد والتعاون بين أفراد المجتمعات الإنسانية.

بقلم/ رمزي النجار
[email protected]