لا يزال المواطن الفلسطيني فريسة سهلة أمام جنون المال والغناء الفاحش والثراء دون رقيب لتصل المعاناة والألم حد حجيج ومعتمرين بيت الله الحرام، نعم أحبتي وقرائي الكرام حد التلاعب بالحجاج والسمسرة الواضحة على أموالهم وصحتهم ،، قبل أيام حدثت فاجعة بحق معتمرين بيت الله الحرام من قطاع غزة حدثت مصيبة من وجهة نظر الحق ومن وجهة نظري ظلم وقع بأبناء فلسطين من شيوخ ونساء ورجال وأطفال كل مطلبهم الوصول لرضي الله برحلة لبلاد المسجد الحرام الذي نتمنى جميعا أن تطأه أقدامنا ذات يوم كي نرى أجمل ما خلق الله من إبداعات في الأرض للروح والنفس والجسد .
بدأت رحلة المعاناة الأخيرة لمعتمرين بيت الله الحرام من غزة قبل أيام عبر شركات الحج والعمرة والتي اسميها اليوم باسمها الحقيقي شركات النصب والاحتيال شركات التلاعب بالمواطن والتحايل على الدين ، توجه المعتمرون إلى ركوب الباصات الخاصة بالشركات التي تم التسجيل لديها وفقا لوعود بتقديم كافة المطالب وجعل المعتمرين في راحة تتناسب و طريق السفر و التوجه إلى بيت الله الحرام أملين أنهم سيجدون ما وعدتهم تلك الشركات فدعوني أحبتي اسرد إليكم ما وصلني على لسان احد الدعاة الذي لم يحالفه الحظ برحلته المؤلمة سوى بذكر الله والتقرب إلى الله بألم ومعاناة حقيقية حدثت برحلتهم .
تبدأ المعاناة حينما وجد المعتمرين أنفسهم دون مرشد إداري من إحدى شركات الحج والعمرة المتكلفة بسفرهم في مطار القاهرة وقد تم إبلاغهم بأنهم جاؤوا قبل موعد تذاكرهم بيوم واحد ذلك ما جعلهم يبيتون ليلة من العذاب والمعاناة بصالة الانتظار وشركة الحج التي وعدتهم برحلة عمرة مريحة وسهلة لم يكن منها أي مرشد ديني أو إداري ليجد لهم سبل راحة لليلة التي قضوها في صالة الانتظار وباليوم التالي وجدوا أنفسهم قد استقلوا أتوبيسات بمطار جده لا ترتقي لمستوى البشر مما جعل الألم تزيد عليهم يومين كاملين، كما طريقهم من جدة إلى المدينة المنورة بمعاناة الأتوبيسات التي ذكرنا عدم ارتقائها ومستوى البشرية كذلك لا خدمات طوال تلك الطريق الطويلة التي وعدوا بها في أثناء التسجيل للحج والعمرة ، وحينما وصلوا تفاجأ المعتمرين بصدمة أخرى ألا وهي مخالفة الشركة لشروط السكن التي وعدت به ليجدوا أنهم قد تركوا في غرف تشبه المخازن لا ترتقي ومعيشة البشر لتمر عليهم الساعات ليكتشفوا أن الوجبات التي وعدتهم بها شركة الحج والعمرة في رفح لا تقدم إليهم إضافة إلى أن إدارة الشركة لم تترك إليهم أي استشاري من الشركة فقام الأستاذ الداعية خالد حجازي بتقديم يد العون للإخوة المعتمرين حول كيفية أداء العمرة و ارتداء ملابس الإحرام ، وتوجيه المعتمرين نحو المزارات الواجب عليهم رؤيتها والصلاة لله ونحوه ، كما لم يجدوا في أبار علي كرم الله وجهه الإدارة التابعة للشركة لتساندهم في معرفة الأمور الدينية والتوضيحية ،.
في مكة أحبتي كما علمت أن احد الإداريين الخاص بالشركة أوصلهم لفنادق تبتعد خمسة كيلوا مترا عن الحرم وذالك مخالفة لشروط التسجيل في رفح تقطع ثلثي تلك المسافة بالمواصلات والثلث بمعاناة المعتمرين مشيا على الأقدام وكان المعتمرين بينهم من النساء والشيوخ و ذوي الاحتياجات الخاصة وبعدما تركهم ووعدهم بالعودة بعد قليل فوجئ بنقص الخدمات وهرب إداري الشركة الخاص بمكة ليهرب عنهم طوال رحلتهم وعمرتهم كذلك الوجبات المتفق عليها غير لائقة بالبشر فلا تسمن ولا تسد جوع كذلك الفنادق بمنطقة نائية لا تتميز بمركز طبي أو حتى مركز تجاري فما كان من الداعية خالد حجازي سوى البقاء وتحمل عائق المسؤولية التي تركتها شركة هاواي للحج والعمرة على عاتقه ليقوم بمساندة المعتمرين ليقضوا بقية الأيام في طاعة الله والصبر على ما وجدوه من كذب و نصب و تغيير في وعود شركة الحج التي وعدتهم بالرحلة الإيمانية السهلة .
لا تقف المعاناة هنا حيث وصول المعتمرين إلى مطار القاهرة ليجدوا أنفسهم وحدهم وشركات الحج والعمرة الفلسطينية إداريوها مشغولون بمشادات كلامية بينهم وبين بعضهم مما جعل المعتمرين ينتظرون ثلاث ساعات دون أي مكان للراحة أثرت فيما بعد على المعتمرين ليبيتوا ليلة كاملة في شوارع العريش وحدهم وهروب الإداريين ومن بقي بالأتوبيسات بقي ليبيت ليلة كاملة بكراسي الباصات وحدهم وحينما أشرق اليوم الأخير لتلك الرحلة الإيمانية المتحولة بسبب نصب تلك الشركات كانت المعاناة بمعبر رفح حيث لم تأخذ الشركة مسؤولية المعتمرين ليتم ختم أوراقهم وإجلاسهم بمقاعد تليق بهم دون مساعدة أو رقابة . لقد تحدث اللي المعتمرين و قد بدت على أجسادهم أثار المعاناة الكبيرة التي وقعت عليهم نفسيا وجسديا وكيف وقعوا في شباك نصب واحتيال شركات الحج والعمرة وكيف أصبح الفلسطيني دمية تتراشقه مطامع الجبناء ..
وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة احملها المسؤولية كاملة كما احمل شركات النصب والاحتيال تلك عن حياة المواطن الفلسطيني الذي وقع ضحية لتلك المؤامرات الساقطة أخلاقيا ، لان وزارة الأوقاف في غزة لم ترسل أي مراقب لبلاد الحرمين ليرى أداء تلك الشركات التي تدعي إخلاصها بعملها أو حتى ترسل داعية يرتقي والمطالب الإيمانية ليعلم الناس كيفية أدائهم للعمرة .
لقد وصل النصب والاحتيال حد التلاعب بحجاج ومعتمرين بيت الله الحرام وأموالهم فالمواطن الفلسطيني أصبح سلعة رخيصة أمام جشع أولائك النصابين المتقدمين بوعود للمواطن الفلسطيني ليجد الفلسطيني نفسه فريسة لقوى الباطل تتلاعب بعواطفه وإيمانه لقد تحدث اللي المعتمرين وهم بحالة من الذهول و الألم فبدل أن يعودوا لبلادهم بالابتسامات ورضاء الله وصفاء القلب عادوا محملين بالألم والجرح الكبير من شركات فلسطينية همها أن يقوموا بجمع الأموال والتقصير في الوعود فهل ذلك التقصير والألم الواقع بهم تعلم به وزارة الأوقاف أم أنها تدعي عدم المعرفة بالأمر ويهم استلام المستحقات المالية عن كل معتمر !؟
[email protected]