الموقف الامريكي من المصالحه الفلسطينيه اذعان للموقف الاسرائيلي

بقلم: علي ابوحبله

الرئيس الامريكي باراك اوباما ووزير الخارجية الامريكي جون كيري بتصريحاتهما ومواقفهما من عملية اتمام المصالحه وإنهاء الانقسام يعبران عن ان الاداره الامريكيه تذعن في مواقفها لإسرائيل ، وان تهرب امريكا من فشلها بالضغط على اسرائيل بسبب تعنتها ورفضها للتعاطي مع العمليه السلميه هو دليل الافلاس للسياسه الامريكيه وضعف الاداره الامريكيه من ممارسة دورها القيادي الذي افتقدته ، وان امريكا تحاول ان تحمل فشل سياستها في المنطقه وتتهرب من مسؤولياتها بتصريحات لا تعبر حقيقة عن موقف امريكي ملتزم وجاد تجاه دورها في عملية المفاوضات وبتصريح الرئيس الامريكي اوباما بحسب ما ذكرته صحيفة يديعوت احرنوت ان الطرفين الفلسطيني والصهيوني غير جاهزين لاتخاذ قرارات صعبه ، حيث اضاف اوباما الذي كان يتحدث في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع رئيسة كوريا الجنوبيه الى خطوة المصالحه الفلسطينيه بالقول ان خطوة المصالحه هي خطوة اضافيه في مسلسل الخطوات غير المجديه التي اتخذها الطرفان ، وسبق ان قال وزير الخارجيه الامريكي حون كيري للرئيس محمود عباس ان اتفاق المصالحه خيب امال الولايات المتحده مضيفا ان اية حكومه فلسطينيه يجب ان تلتزم بمبادئ الرباعيه الدوليه وهي التخلي عن العنف والاعتراف باسرائيل والاتفاقيات السابقه.

هذه التصريحات والمواقف الامريكيه تفقدها صفة الوسيط في عملية المفاوضات وتضفي موقف المذعن والشريك للشروط الاسرائيليه حيث فقدت الاداره الامريكيه قدرتها بالضغط على اسرائيل حين نقضت حكومة نتنياهو بتعهدها باطلاق صفقة الاسرى الفلسطينيين قبل اوسلوا وتعهدت بذلك للاداره الامريكيه ونقضت تعهدها بوقف اطلاق سراح الدفعه الرابعه من الاسرى دون ان تتمكن الاداره الامريكيه من الزام اسرائيل للايفاء بتعهداتها كما ان الاداره الامريكيه عجزت في التاثير على حكومة نتنياهو لتجميد الاستيطان ، وان المسعى الامريكي لتمديد المفاوضات وفق الشروط والمصالح الاسرائيليه يتنافى والرغبه الفلسطينيه الحقيقيه للتوصل لاتفاقية سلام تفضي لانسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطينيه بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس ، وان حكومة نتنياهو تريد المفاوضات لاجل المفاوضات وتريد غطاء دوليا للاستمرار في مخططها الاستيطاني والتهويدي وان الاداره الامريكيه تدعم المخطط الاسرائيلي وتتدعم التوجهات المتطرفه لاسرائيل.

الاداره الامريكيه تغالط نفسها حين تتطلب من الفلسطينيين للاعتراف بمبادئ الرباعيه الدوليه ونبذ العنف ، لان الذي يرفض التعاطي مع مبادئ الرباعيه الدوليه ويمارس العنف هو حكومة نتنياهو وان استمرار الاحتلال ورفض الانسحاب من الاراضي الفلسطينيه المحتله هو تناقض مع ما نصت عليه مبادئ الرباعيه الدوليه وان الاستمرار في الاستيطان والاستيلاء على الاراضي وتهويد القدس يتناقض والاتفاقات المعقوده مع اسرائيل ، وان الذي يمارس الارهاب حقيقة هو التعسف في اتخاذ المواقف والقرارات المتعنته التي ترفض من خلالها اسرائيل عملية السلام وترفض الاقرار والاعتراف بالدوله الفلسطينيه المستقله وعاصمتها القدس وان قرارات الحكومه الاسرائيليه في وقف مفاوضات التسويه مع السلطه الفلسطينيه بشكل كامل ومعاقبتها اقتصاديا ردا على اتفاق تنفيذ المصالحه هو دليل على ارهاب حكومة نتنياهو ورفضها للتعاطي مع استحقاقات العمليه السلميه حيث اعلن الفلسطينيون عن رغبتهم بالتوصل لاتفاق سلام عبر المفاوضات ، ان الموقف الامريكي من المصالحه الفلسطينيه هو دليل اذعان للموقف الاسرائيلي ودليل ان الموقف الامريكي والاسرائيلي هما من يضعان الفيتو امام عملية المصالحه ، وعلى الفلسطينيون الانتصار لارادتهم وشرعيتهم وذلك باستكمال الخطوات التي تقود فعلا لانهاء الانقسام وذلك بسرعة تشكيل حكومة الوحده الوطنيه واصدار المرسوم المتعلق باجراء الانتخابات وتوحيد الاجهزه الامنيه وذلك لتعميق وترسيخ ما تم الاتفاق عليه وهذا هو الرد على كل المواقف والتصريحات الامريكيه والاسرائيليه