تسارع الأحداث في المنطقة... فلسطين إلى أين ..! الحلقة الأولى

بقلم: منذر ارشيد



تسارع الأحداث في المنطقة... فلسطين إلى أين ..!
الحلقة الأولى

مقدمة هامة جداً

في جلسة حوار على التلفزيون الإسرائيلي بعد الاعلان عن إتفاق أوسلو بأيام جلس جمع من السياسيين الإسرائيليين المخضرمين وبدأوا نقاشاً حاداً حول هذا الإتفاق ..وكان القاسم المشترك بين الجميع هو أن رابين وبيرز أجرما بحق الكيان في التوقيع على هذا الإتفاق الذي سيجلب الدمار لإسرائيل وكيف سيتم إدخال مخربي منظمة فتح الإرهابية إلى حضن الكيان ,وتسليمهم دولة

كان بينهم رجل كبير في السن وهو من أخطر جنرالاتهم المتقاعدين ممن شاركوا في تأسيس الكيان وكان كلما طلبوا منه التعليق قال : خلوني للأخر

بقي ساكتاً حتى قبل نهاية الحلقة فختم بالقول ...
كل هذا الخوف الذي تشعرون به لا مبرر له .. على العكس أنتم لو فكرتم بالعقل بعيداً عن العاطفة لصفقتم لبيرس ورابين ولأثنيتم عليهم

على ماذا ومن ماذا تخافون ..!

على أن يحضر هؤلاء المخربين ويحملون الكلاشنكوف , ويؤدوا التحية العسكرية لعلم فلسطين كل صباح .. خائفين لأنهم سينشدوا بلادي بلادي ... لأن طلاب المدارس سيضعوا صورة ياسر عرفات ويهتفون له ...وووالخ

إسمعوا .. أنا سأفصل مليون علم فلسطيني وعلى حسابي الخاص وأوزعه على الشعب الفسطيني وسأبحث عن مغنيين وشعراء ليؤلفوا الأغاني الوطنية على فلسطين على فلسطينن راجعين وينك يا حيفا ويا يافا ....!

يا ناس أنتم ما بتعرفوا شيء بعدكم
لأن هؤلاء الذين تخافون منهم سيكونوا سببا في توسع دولة إسرائيل وتثبيت أركانها
فقط إنتظروا عام أو عامين , حتى يخربوا أنفسهم بأنفسهم وسينشغلوا بجمع الثروات وبناء القصور والتنعم بخيرات بلادهم والمساعدات ونحن نبني ونتوسع
فهؤلاء لن ينجحوا ببناء المؤسسات وسيواجهوا شعبهم هنا ,’لأن ثقافة القادمين من تونس تختلف عن ثقافة المقيمين في الضفة وغزة
وسيكون الفساد والسرقات والرشوات واستغلال النفوذ , وبعدها سيختلفون فتح وحماس وسيتناحرون , وربما سيطلبون منا التدخل لفك إشتباكاتهم " وعام وراء عام وبينما هم يتنازعون نكون قد هيئنا أنفسنا للمرحلة القادمة التي هي ما قبل إعلان مملكة دولة إسرائيل الكبرى ... كلام كثير قاله هذا الجنرال أزعجني وأرهبني بعد أن كنت فرحاً بتوقيع الإتفاق

نقلت هذا الحوار للمرحوم أبو عمار وقلت له أطلب مشاهدة هذه الحلقة

قال وهو يضحك مستهزءاً : ( يقولوا اللي بدهم إياه واحنا حنعمل اللي بدنا إياه )
ما تخافش إحنا مش نايمين على آذاننا وراح نكون صاحيين لهم ..

ولهذا كنت حريصاً على أدائي عندما استلمت أول عمل لي في أريحا لعلي أخيب ظن هذا الجنرال العجوز ونؤسس لعمل ناجح بعيداً عن المفاسد

ولكن شو تعمل الماشطة بالوجه الشنع ..! كنا نبني من جهة وعشرة يهدوا من جهة أخرى ... ومنهم أعضاء مركزية الان ....ما علينا نرجع لموضوعنا
......................................................................

بدون أدنى شك أن تسارع الأحداث مؤخراً كان ملفتاً لأي مراقب ناهيك عن شعبنا الذي لم يكن يتوقع إنجاز المصالحة بهذه السرعة القياسية رغم المحاولات التي جرت على مدار سنوات وبائت بالفشل ..ولكن المهم أنها حصلت مؤخراً بفضل الله
وهو أمر أفرح الشعب الفسطيني وكل من يؤيد قضيتنا في العالم
آملين أن يتوج هذا الإنجاز بخطوات عملية على الأرض من خلال عمل جاد ومدروس يؤتي أكله على جميع المستويات

ولكن علينا أن لا نكون بلهاء وأغبياء أمام ما يجري معنا وحولنا في المنطقة , فالأمر ليس عفوياً ولا كل ٌ يغني على ليلاه , فليس مسموحاً لأحد أن يُغني إلا حسب نوته الملحن وكلمات الشاعر

فلندقق ونفكر ونحلل ونستقريْ علنا نصل إلى فهم ما يجري

من خلال مراقبتنا لكل ما يجري في المنطقة حيث توصلنا إلى حقيقة مفادها أن أمريكا رأس الحية الذي يتحكم في منطقتنا , وقد أعدت مخططاً لسايكس بيكو جديد بعد أن إستنفذ سايكس بيكو القديم كل أهدافه وأهمها تقسيم العرب إلى دويلات وجزر وحدود مصطنعة من أجل تثبيت الكيان الصهيوني على أرض فلسطين
وقد تحقق كل ذلك...
وبعد أن ترسخ لدى المواطن العربي من خلال الظلم والفساد الذي تجلى من حكامه المصطنعين المكلفين بإدارة شؤون دويلاتهم بوكالات خاصة تنتهي مدتها حسب الرغبة أو عندما تنتهي المهمة الموكلة لكلٍ منهم

فهناك من إنتهت مهمتهم وأينعت رؤوسهم فحان قطافها , فقطفت
وهناك من ما زالوا مطلوبين وأدوارهم لم تنتهي بعد
أما من أينعوا ...وبعد أن إنتهت مهمتهم أو بمعنى آخر إنتهت مدة صلاحيتهم وما عاد لهم جدوى وقد تعروا أمام شعوبهم ..سمح أولي الأمر في البيت الأبيض للشعوب أن تتحرك وتتخلص من هؤلاء الحكام
وقد كان لهذا الأمر فوائد كثيرة لإسرائيل أولا ً , ولكل الدول الحليفة لأمريكا وقد كانت النتائج بعد القضاء على بعض الحكام الفاقدي الصلاحية , ما حصل من فوضى عارمة في معظم الدول ناهيك عن فتح أبواب جهنم لمعظم شباب العرب والمسلمين المتحمسين للجهاد
وقد هيئوا لهم أماكن الجهاد في كل المنطقة العربية ما عدا فلسطين
وبدأت المحرقة في ليبيا ولم تنتهي في سوريا ومصر والحبل على الجرار
وهنا قمة الفائدة التي جنتها إسرائيل من خلال القضاء على الالاف المؤلفة من الشباب العربي والمسلم ممن يحملون روح الجهاد , والذين كان من الممكن تسخيرهم للجهاد في فلسطين لو كان هناك نية لتحرير فلسطين لدى الحكام عربان آخر الزمان ..!!
كل ما جرى ويجري في المنطقة , والعين الشيطانية على قضية فلسطين التي بدأ الحشد لها من أجل إنهائها لصالح إسرائيل
ولو نظرنا إلى الموضوع الفلسطيني لوجدنا أن الأمور أخذت منحى غريباً و عجيباً من خلال ما جرى منذ أوسلو إلى أيامنا هذه وكأن إتفاق أوسلو ما كان إلا من أجل تهيئة الوضع لما يوصل للهدف المرسوم أمريكيا وإسرائيلياً للوصول للنتيجة الحتمية التي تم صياغتها بخبث ودهاء
والجانب الفلسطيني الذي استدرج إلى فخ أوسلو تحت وهم دولة فلسطينية مستقلة على حدود حزيران , يصارع صراع البقاء فقط وهو في خضم دوامة من التداعيات والعواصف التي حالت دون التركيز في مجمل الوضع أللهم ساقية المفاوضات التي تدور به منذ سنوات وهو يلف حول مركز واحد لا يخرج منه ,وإسرائيل تنتشر وتتمدد وتزرع مستوطناتها وتدمر القدس والأقصى

وأكثر ما نرى ونسمع من كبير مفاوضينا على الشاشات , رجل يلهث وكأن هناك من يلحقه بعصى فيقول كلمته الغاضبة ويكمل هرولته والعصى خلفه حتى أصبح مسلسلاً هزلياً ما عاد يحتمل

إذا ً هي حقاً مفاوضات عبثية كالصواريخ العبثية... بالضبط وهذا التوصيف سمعناه من كلا طرفي المعادلة الفسطينية في غزة والضفة .
فالإنقسام الذي حصل رغم أنه نتاج تفاعلات أحدثها طرفي المعادلة الفلسطينية فتح وحماس
إلا أننا لو دققنا لوجدنا أنه تحصيل حاصل وكأنها ضمن سياق خطة مرسومة , من رسمها ومن خططها ..! لا ندري ولكن نعرف من نفذوها وكيف تم ذلك

سبع سنوات من الفراق بين غزة والضفة أطاحت بكثير من الإنجازات الوطنية التي كان من الممكن تحقيقها لو لم يحدث هذا الانشقاق المريب ناهيك عن تحطيم معنويات شعبنا الصامد الصابر البطل
أما على الجانب المقابل فقد إستطاع الجانب الإسرائيلي أن يحقق الكثير من أهدافه
فكانت فتح تفاوض وحماس تضرب الصواريخ مما أتاح الفرصة أمام إسرائيل أن تكسب على التناقضين , فمن جهة كانت تستغل الوقت من خلال المفاوضات وتضرب غزة بكل قوة
فلا المفاوضات حققت شيء ولا الصواريخ انتجت شيء يذكر" أللهم سوى إفهام العالم بأن الجانب الفلسطيني غير جاد في عملية السلام , وأنه يستحق الضرب تحت الحزام
وعندما نقرأ ما جرى خلال السنوات الماضية من محاولات لرأب الصدع بين حماس وفتح
نجد أن محاولات جرت وتم التوقيع خلالها على وثائق من أجل المصالحة وفي النهاية فشلت
لماذا فشلت ..! لأن الأطراف المعنية والتي كانت تمثل دور الوساطة مثل السعودية ومصر وقطر لم يكونوا جادين في إنهاء الأزمة وذلك لأن السيد الكبير لا يريد ذلك .

أما فلسطينياً فقد كان لموقف إسرائيل المتعنت والذي كان من الإستحالة أن يتم التوافق عليه فلسطينيا ً كان هذا الموقف دافعاً للرئيس أبو مازن أن يتوجه للمصالحة
والتي تمت وبشكل سريع وكأنه في سباق مع الزمن, وكان لا بد له أن يعزز موقفه من خلال لم الشمل الذي يعزز وضعه داخلياً وخارجيا ً
أما حماس فلم يكن لها إلا أن تدخل من أي باب يفتح لها خاصة انها أصبحت في وضع أكثر حصاراً من ذي قبل , وذلك بعد أن تم شيطنتها في مصر وبدأت ملامح التهديدات المصرية أكثر جدية , وما عاد أمام مصر مشكلة أهم من مشكلة الإرهاب الذي يهدد أمنها القومي , وقد تم وعلى مدار عام كامل تعبئة الشارع المصري ضد حماس وقطاع غزة وقد اعتبرت حماس أنها تشارك الإخوان في ضرب إستقرار مصر مما وضع غزة بين فكي كماشة ....

يتبع الجزء (2)