تركيا اردغان تستعيد موضعها بالتحالف مع اسرائيل

بقلم: علي ابوحبله

تكشف حقيقة الخداع لرئيس الحكومة التركية رجب طيب اردغان ولحقيقة التوجهات السياسيه لحزب العدالة والتنمية التركي ، هذا الخداع الذي مارسه اردغان بتقربه الى سوريا ولعب دور الوسيط بين اسرائيل وسوريا في مفاوضات الجولان وحقيقة موقفه من القضية الفلسطينيه ودعمه للموقف الفلسطيني ، حمى التصريحات التي اطلقها اردغان ضد اسرائيل عقب حادثة السفينة مرمره حيث ابدى اردغان عن نية حكومته لتطبيق مزيد العقوبات على اسرائيل وان تركيا ستعلق علاقاتها مع اسرائيل فيما يتصل بالصناعات الدفاعيه بعد ان خفضت العلاقات الديبلوماسيه مع حكومة نتنياهو ، هدد وتوعد بان السفن التركية ستشاهد بصوره اكثر في مياه البحر الابيض المتوسط ، خدعت حكومة اردغان العرب بمواقفها ودعمها لثورات الربيع العربي وتحولت تركيا الى حاضن للمجموعات الارهابيه التي تعمل ضد سوريا وفتحت تركيا اراضيها للإرهاب لتدريب كل من يرغب بالذهاب لسوريه ومحاربة الدوله السوريه.

شجعت تركيا اردغان عصابات التهريب والمافيا من المجموعات المسلحه وسهلت عليهم عملية نهب مقدرات الشعب السوري بتفكيك المعامل والمصانع وبيعها في تركيا ضمن عملية منظمه بمشاركة الحكومة التركية لتدمير الاقتصاد السوري ، حقيقة الدور التركي بثورة الربيع العربي حيث رغبت حكومة العدالة والتنمية ان تلعب دور الحاضن للتنظيم الدولي لحركة الاخوان المسلمين حيث مهدت لقيادات التنظيم بعقد مؤتمراتهم واجتماعاتهم في تركيا ، احتضنت قوى الائتلاف السوري وكل التنظيمات والقوى المناهضه لسوريه ، لقد تكشفت حقيقة الدور الذي تلعبه تركيا في تنفيذ المشروع الامريكي الصهيوني وذلك ضمن المسعى التركي لتكون لاعب اقليمي محوري في المنطقه حيث ترتبط تركيا بعلاقات استراتجيه مع امريكا والغرب وترتبط بتحالف عسكري مع اسرائيل وعملت جاهده للتقرب مع دول الخليج العربي لتظهر نفسها انها القوة الاسلاميه التي بمقدورها ترؤس تحالف سني في المنطقه لمواجهة ايران.

وان تركيا بصفتها عضو في حلف الاطلسي قد قبلت لنشر منظومة صواريخ الباتريوت على الاراضي التركية مقابل الدور الذي تلعبه في المنطقه ، حاول اردغان وعبر العديد من المواقف المناهضه والمناكفة للإسرائيليين ان يدخل لقلوب العرب والمسلمين ليعلقوا الامل بان اردغان هو المنقذ للعرب وفلسطين وكانت مسرحية دافوس مع شمعون بيرس حيث استقبل اردغان في تركيا استقبال الابطال الفاتحين وعملية سفينة مرمره وما تبعها من مواقف اعطت المزيد من الدعم والتأييد لحزب العدالة والتنمية ، التنسيق التركي الاسرائيلي لم يكن لينقطع في يوم من الايام وان التحالف الاستراتيجي بين تركيا وإسرائيل هو بتنسيق المواقف فيما بينهما لاستهداف سوريا ومصر والعالم العربي ، اردغان وعبر شبكة بي بي اس اعلن عن اعادة العلاقات التركية مع الكيان الاسرائيلي وفي حديث لرئيس الوزراء التركي لشبكة التلفزه الامريكيه كما نقلت وكالة الصحافه الفرنسيه قال اردغان اتفقنا مع اسرائيل على التعويض وإرسال المساعدات الانسانيه الى الفلسطينيين عبر تركيا وأضاف نمضي قدما في التطبيع وأضاف اننا سنعيد السفراء ، تكشفت حقيقة السياسة التركية في مناوئتها لمصر وعدائها لسوريه وتحالفها مع اسرائيل حيث اخذت حكومة اردغان بالعوده الى التموضع من خلال اعلانها عن استمرارية التحالف مع اسرائيل ضمن المخطط الامريكي الصهيوني المرسوم للمنطقة حيث الدور التركي يعد نقطة الارتكاز بالموقف المعادي لسوريه.

ان الاحزاب التركية المناهضه لحزب العدالة والتنمية الذي يترأسه اردغان تدرك حقيقة الدور المنوط بالحزب للقيام به واستهدافه للامه العربية والاسلاميه ، تركيا لم تعلق علاقاتها التجاريه مع اسرائيل والدليل ان محرم اشيك النائب عن حزب الشعب الجمهوري التركي في مذكرة مسائله برلمانيه لاردغان حول علاقة نجله بلال اردغان بإسرائيل ونقله البضائع من تركيا لإسرائيل كان رد اردغان على مذكرات المسائله البرلمانيه بأنه لم يعلق التجاره مع اسرائيل ، الغرب يدرك ثقل مسؤوليته تجاه تامين الحماية لتركيا ويدرك حقيقة التحالف التركي الاسرائيلي وان اردغان قد تورط في المستنقع الشرق اوسطي وان رؤيا اردغان في اعادة احياء الامبراطوريه العثمانيه وان اردغان يدفع الغرب للتدخل في سوريا ومجابهة ايران حيث يدعي ان ايران تريد احياء العهد الاسلامي بزعامة شيعيه ، وان ترويج اردغان هو ان سوريا هي الان ميدان المعركة بالوكالة بين تركيا وإيران وان تركيا تخوض الحرب خدمة لاهداف حلف الناتو وذلك خوفا من التمدد الايراني عبر المتوسط مما يشكل تهديد لأمن حلف الناتو وإسرائيل ، تركيا باستعادة موضعها مع اسرائيل تدرك بان لها مصلحه في القيام بخطوات ايجابيه حيال اسرائيل من اجل تمكين حلف الناتو بالدفاع عنها وهي تدرك ان تطبيع العلاقات مع اسرائيل يمكن اردغان من السير بمخططه التوسعي تجاه سوريا والمنطقة ومحاصرة ايران ، اسرائيل تلعب لعبتها في استعادة التموضع التركي وذلك من خلال الدور الذي لعبته في ازمة فضائح الفساد التي طالت العديد من الوزراء في حكومة حزب العدالة والتنمية وكذلك ازمة التسجيلات المسربه لمسرحية التدخل في سوريا عسكريا وتزويد بعض المجموعات بالا سلحه الكيماويه من قبل الحكومة التركية وتحريك مجازر الارمن من قبل اللوبي الارمني المدعوم من اللوبي الصهيوني في امريكا ضد تركيا وكل ذلك لإحراج اردغان للاستمرار في سياسته الممالئه لأمريكا والغرب والإبقاء على تحالفه مع اسرائيل.

 هناك علامات استفهام كثيرة تجاه السياسة التركية واستمرار عدائها لسوريه ومصر وان توقيت الاعلان عن التطبيع الكامل مع اسرائيل يثير الكثير من التساؤلات حول الدور التركي الذي تعلبه تركيا في المنطقه ويخدم مصالح اسرائيل بعد ان تكشفت حقائق المسرحيات الاردغانيه بهذا الارتماء في الاحضان الاسرائيليه وإعادة تموضع تركيا وتحالفها الاستراتيجي مع اسرائيل فهل ثمن ذلك ارضاء امريكا والغرب للقبول في رجب طيب اردغان ليصبح رئيس تركيا ضمن المسعى لإعادة الامبراطوريه العثمانيه بأهداف تخدم امريكا والغرب وتحقق لإسرائيل وجودها وتحكمها في المنطقه.