أم محمد البيطار: ُبترت قدمي فواجهت اعاقتي بارادة وبمساعدة جمعية الشبان المسيحية

هي امرأة في مقتبل العمر ، وأم لسبعة أطفال ، وزوجة أسير في سجون الاحتلال ، أصيبت بمرض ادى الى بتر قدمها لكنها لم تستسلم للاعاقة وواجهت كل المعيقات بعزيمة

" القدس " تلتقي بالمرأة الجبارة "أم محمد البيطار" لتحدثنا عن قصتها قائلة : " بعدما اصبت بمرض ادي الى بتر قدمي اصبحت بحاجة الى من يقوم على رعايتي ورعاية اطفالي السبعة والاهتمام بشؤون بيتي الجديد ، فأخذت أبحث عن مؤسسة تساعدني في تكاليف اجراء عملية زرع طرف اصطناعي لي لكن كل المؤسسات والجمعيات أغلقت في وجهي ابوابها ، فشعرت بالضعف والحزن الشديدين حتى جاءني الفرج .. "

الفرحة والفرج

وتضيف : هاتفتني صديقة لي وتدعى "صفاء ابو سنينة" واخبرتني أن جمعية الشبان المسيحية على استعداد تام لمساعدتي ، فرحت جدا ، وبعد أيام اتصلت بي احدى العاملات في جمعية الشبان المسيحية واخبرتني انها ستقوم بزيارتي لمعرفة أحوالي ، وبالفعل جاءت واخبرتها بما احتاجه والحمدلله لم تتوان الجمعية لحظة عن مساعدتي .. "

وعن خدمات الجمعية التي قدمتها لأم محمد البيطار ، قالت : قامت الجمعية بدفع تكاليف زراعة طرف اصطناعي لي ، فخرجت من حالة الانطواء والعزلة واندمجت في المجتمع من جديد وتوسعت علاقتي ، حيث لدي خبرة طبية في معالجة الحروق فعدت الى عملي من جديد واختلطت مع الناس .. "

وتضيف : "قامت الجمعية ايضا باجراء تعديل على سكني في بيتي حيث كان الدرج مثلا بحاجة الى دربزين لاتكىء عليه في الصعود ، بالاضافة الى وضع المواسير في الحمام مما سهل عليَّ القيام بعملية الاستحمام وحدي دون مساعدة من أحد .. "

نقلة نوعية

عملت جمعية الشبان المسيحية في إحداث نقلة نوعية في حياة أم البيطار وتقول : على الصعيد النفسي والاجتماعي والاقتصادي حيث تقوم الاخت وفاء من الجمعية بزيارتي اسبوعيا للاطمئنان على احوالي فيما ان كنت بحاجة الى مساعدة او حاجة ما ...

وتضيف : ان كل انسان يعاني من اعاقة ما يحتاج الى دعم وتأهيل من غيره ، والجمعية ساهمت بالاهتمام بي كشخص ورسموا البسمة على شفاهي وجعلوا مني انسانا ذا قيمة في المجتمع ، ولا يعرف معنى الاعاقة الا من عاشها ويتعايش معها ، فالانطواء والعزلة يولدان الضغط النفسي والكثير من الامراض فالذي يعاني الاعاقة بحاجة الى من يأخذ بيده ويساعده لكن لا يكون ذلك الا بالعزيمة والارادة الداخلية وعدم الاستسلام للمرض .. "

وتتابع أم محمد قائلة : تتميز جمعية الشبان عن غيرها من الجمعيات والمؤسسات بأنها تقدم خدمات حقيقية للناس دون ان تُشعر الانسان بالذل وامتهان كرامته او انه طرق بابهم ليشحد، بل تساهم في تقديم العون والمساعدة دون مقابل او اهداف خاصة بها كأهداف تبشيرية وغيرها ، بل تقدم خدماتها لشعورها بأهمية ذوي الاعاقة ودورهم في المجتمع ، لذلك اشكرهم من كل قلبي لما قدموه لي من عون دون استجداء او حتى شفقة ..

العمل والحياة

عادت أم البيطار لممارسة حياتها بشكل طبيعي واخذت تفكر في مصدر دخل لها ، حيث قالت : " أعمل حاليا على مشروع يختص بالخياطة فمن خلاله سأحقق ذاتي واحسن وضعي الاقتصادي في ظل الظروف المعيشية الصعبة وبالتالي هذا الامر سيساهم في اندماجي في المجتمع بشكل أكبر ، واتمنى أن اقوم بخدمة الناس لاني اعرف معنى الحاجة الى المساعدة دون استجداء واستعطاف "...

مواقف

تبتسم ام محمد وتضيف : "قد يظن البعض بأني غريبة حيث اني لم احزن حين بترت قدمي وقلت بما ان الله وهبني قدمين فلماذا احزن اذا اخذ واحدة وترك لي الاخرى ، فكنت اعتني بأولادي جميعهم وبشتى الطرق وقمت بالزحف والمشي على قدم واحدة حتى اني كنت ارتب بعض الحاجيات وانا في مكاني ، لاني أومن ان الشكوى لا تجدي نفعا وانما قوة الايمان تصنع المستحيل ".

ومن المواقف الاخرى التي امتزجت فيها مشاعر ام محمد ما بين الحزن والفرح ، تذكر : بعدما زرعت الطرف الاصطناعي كان اول مشوار اقوم به كان الى مدرسة ابنتي الصغيرة فذهبت وانا امشي على قدمي الاثنتين ، فركضت نحوي مسرعة وطلبت مني ان احملها على ذراعي ، فحملتها فأخذت تنادي معلمتها وزميلاتها وقالت لهم : " ماما زي كل الامهات عم تمشي وبتحملني " ، فقمت باحتضانها واختلطت دموعنا فرحا وحزنا في آن واحد .. "

تقرير : ديما دعنا

المصدر: القدس المحتل _ وكالة قدس نت للأنباء -