استقبلت عائلة الأسير القائد مروان البرغوثي، يوم الجمعة 5 ديسمبر/كانون الأول 2025، اتصالًا هاتفيًا من رقم إسرائيلي، ادّعى المتصل أنه أسير محرَّر أُفرج عنه فجر اليوم من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأن حالة أبو القسام صعبة وخطيرة جدًا.
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في بيان لها بأنه، وبعد المتابعة والتواصل، تبيّن أن المعلومات التي نُقلت للعائلة تتحدث عن اعتداء وحشي تعرّض له “أبو القسام” على يد السجّانين، حيث ادّعى المتصل أن “جزءًا من أذنه قد قُطع، وتعرّضت أضلاعه وأصابع يده وأسنانُه للكسر، وذلك خلال جولات متكررة من التعذيب والتنكيل”.
وأشارت الهيئة إلى أن هذا الاتصال شكّل حالة من الذعر لدى أسرة أبو القسام ولدى الشعب الفلسطيني بأكمله، وقد جرت محاولة الاتصال بالرقم ذاته دون جدوى.
وتؤكد الهيئة أن هناك حالات سابقة تم تسجيلها تتضمن تهديدًا وتخويفًا ومضايقات لعائلات الأسرى، مشددة على استمرار عملها المشترك والمكثف مع القيادة الفلسطينية والأصدقاء والمتضامنين الدوليين للوقوف على حقيقة حالة أبو القسام، مع تحميل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عمّا يتعرض له الأسرى داخل السجون.
في وقت سابق الجمعة، قال قسام البرغوثي، نجل الأسير مروان البرغوثي، على صفحته بمنصة "فيسبوك" التابعة لشركة ميتا الأمريكية، إن أسيرًا محررًا أبلغه صباحًا أن قوات إسرائيلية حطّمت جسد والده وكسرت أسنانه وضلوعه وأصابعه، وقطعت جزءًا من أذنه داخل السجن.
وأضاف في تدوينة لاحقة: "ما زلنا نحاول التواصل مع الأسير المحرر (لم يذكر اسمه) مرة أخرى، لكننا لم ننجح حتى الآن".
وتابع قسام: "تواصلنا مع جميع الجهات الرسمية والقانونية الممكنة لمساعدتنا في الوصول إلى أي معلومة، وحتى اللحظة لم نتمكن من ذلك أيضا".

وحذرت الرئاسة الفلسطينية من خطورة ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات خطيرة ووحشية، تمسّ كرامتهم الإنسانية وتهدد حياتهم بشكل مخالف وسافر للقوانين والمواثيق الدولية كافة، وفي مقدمتها اتفاقيات جنيف الأربعة.
وأدانت الرئاسة في بيان لها بشكل خاص ما يتعرض له القائد الأسير مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" من اعتداءات متواصلة وإجراءات انتقامية خطيرة، محملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن سلامته وسلامة جميع الأسرى في سجون الاحتلال.
وأكدت الرئاسة أن استمرار هذه الانتهاكات بحق الأسرى يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان، تعكس سياسة إسرائيلية ممنهجة في التنكيل بالأسرى الفلسطينيين، في محاولة لكسر إرادتهم ومعاقبتهم جماعيا.
وطالبت الرئاسة المجتمع الدولي، ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتحرك الفوري والعاجل لتحمّل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، والضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذه الانتهاكات فورا، وضمان الحماية الدولية للأسرى، وتمكينهم من حقوقهم التي كفلتها الشرائع الدولية، مؤكدة العمل الدؤوب على إطلاق سراحهم جميعا وعلى رأسهم القائد مروان البرغوثي.
وحذّر مكتب إعلام الأسرى من خطر حقيقي يتهدد حياة القائد الأسير مروان البرغوثي (66 عامًا)، في ظل تصعيد ممنهج تمارسه سلطات الاحتلال بحقه، امتدّ ليشمل استهداف عائلته في جريمة ترهيب جديدة.
وأوضح المكتب أنّ عائلة البرغوثي تعرّضت صباح اليوم لاتصال هاتفي بثّ خلاله المتصل معلومات مفبركة ومرعبة حول وضعه داخل السجون، في محاولة لإرهاب العائلة والضغط عليها نفسيًا، وهو أسلوب اعتبره المكتب امتدادًا لسياسة الاحتلال ضد عائلات الأسرى.
وأكد مكتب إعلام الأسرى أن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة البرغوثي وحياة الأسرى كافة، داعيًا الأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمؤسسات الحقوقية إلى تدخّل عاجل وفتح تحقيق فوري في الانتهاكات المتصاعدة داخل السجون.
وأشار المكتب إلى أن استمرار صمت المجتمع الدولي يمنح الاحتلال غطاءً لمواصلة جرائمه بحق الأسرى، ويحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية عن أي تدهور يطرأ على حياتهم.
وفي 18 فبراير/ شباط الماضي، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير زنزانة البرغوثي، ووجّه له تهديدات بالقتل، بحسب فيديو نشره إعلام عبري آنذاك.
وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيقرر ما إذا كان سيدفع باتجاه الإفراج عن البرغوثي، لكنه لم يعلن عن قرار بهذا الشأن حتى اليوم.
ويرى كثيرون أن البرغوثي يمثل شخصية قادرة على توحيد الفلسطينيين حول “حل الدولتين” (فلسطينية وإسرائيلية)، خصوصا في ظل التغيرات التي أعقبت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وتصر حكومة بنيامين نتنياهو ، على رفض قيام دولة فلسطينية مستقلة رغم الدعم الدولي المتزايد لذلك سبيلا للسلام في المنطقة.
وعلى الرغم من الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقات تبادل، أحدثها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، إلا أن إسرائيل ترفض إطلاق سراح البرغوثي وأسرى بارزين آخرين.
وتصاعدت الجرائم بحق الأسرى بموازاة حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل على قطاع غزة لمدة عامين منذ أكتوبر 2023، وخلّفت أكثر من 70 ألف شهيد وأكثر من 171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.
وفي سجون الاحتلال الإسرائيلي يقبع أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، ويعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العشرات منهم، حسب تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
