أكد النقيب محمد الاسطل مدير فرع هندسة المتفجرات بشرطة محافظة خان يونس أن إدارة هندسة المتفجرات تتكون من عدة أقسام أهمها المكتب الفني ومكتب التحقيق بعد الانفجار ومكتب التوعية والإرشاد ومكتب التوثيق والدراسات.
وقال: "يتم إبلاغنا بوجود أجسام مشبوهة إما عن طريق المواطنين أو عن طريق العمليات في الشرطة وأفرع الأجهزة الأمنية المنتشرة حيث نقوم بالتوجه إلى المكان مباشرة بعد تلقي البلاغ وعند الوصول إلى المكان نقوم بإخلائه وتأمينه حتى يتم التعامل مع الجسم المشبوه".
وأضاف: "لدينا معدات متواضعة مثل الدروع الواقية العادية وبعض المعدات البسيطة وذلك يعود لقلة الإمكانيات والحصار المفروض علينا لكن بفضل الله يتم التعامل مع الحالات بمهنية عالية من قبل أفرادنا.
وأشار الاسطل إلى أن الاحتلال الاسرائيلي اسقط ما يزيد عن 3000 طن من القنابل والصواريخ المدمرة على قطاع غزة والتي يعتبر كثير منها يحتوي على مواد محرم استخدامها دولياً لافتاً إلى أن إدارته تعاملت مع 20 طناً من مخلفات حرب الفرقان على قطاع غزة في عام 2008م.
وأوضح أن الاحتلال استخدام مواد معالجة بعناصر ثقيلة ومشعة في الحشوات المتفجرة الداخلة بالأسلحة التي قصف بها قطاع غزة كاليورانيوم والتنغستون والكوبلات والألمنيوم والمغنسيون والنايكل.
ونوه إلى أن الاحتلال استخدم خلال إعتدائاته على قطاع غزة 3 ذخائر جديدة وخطيرة كقذيفة سبايس 2000 اسرائلية الصنع وقذيفة ديللة وقذائف حربية 90 ملم إضافة لاستخدام قذيفة mk أمريكية الصنع التي تزن طن من المتفجرات.
ولفت إلى أن تأثير هذه الأسلحة لا يتوقف علي القتل فقط فهي تحوي مواد محرم استخدامها دولياً كالفسفور والتنجستن واليورانيوم تؤدي لأمراض خطيرة كالسرطان وتقضي علي الأشجار والنباتات وتسبب حروقاً شديدة وبتر في الأعضاء إلى جانب تأثيرات مستقبلية من تشوهات للأجنة وأمراض مختلفة.
وشدد على أن هندسة المتفجرات عملت في ظل ظروف صعبة خلال الحرب وخاطر أفرادها بأنفسهم وأرواحهم من اجل حماية الوطن والمواطن.
وقال: "واجهتنا صعوبة التحرك خلال الحرب نظرا لاستهداف الاحتلال لكافة سيارات الشرطة".
وأشار الاسطل إلى أن هذه من أهم الأسباب التي زادت صعوبة العمل في الحرب بدلاً من أن نتعامل مع المخلفات والمتفجرات في أماكنها نضطر لننقلها لمكان آخر الأمر الذي فيه خطورة على حياتنا.
ونوه إلى أن عملية الإتلاف لا تضر كثيراً إنما بقاؤها قد يشكل ضرراً أكبر على السكان لافتاً إلى أن فريق الهندسة تمكن من إتلاف الكثير من القذائف.
وذكر أن إدارة هندسة المتفجرات بخان يونس نظمت عدة محاضرات توعوية لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية والجامعات ومؤسسات المجتمع في إطار حملة التوعية التي أطلقتها هندسة المتفجرات على مستوى قطاع غزة.
وفي هذا السياق قال: "إن هذه الحملة تهدف لتوعية وتثقيف طلاب المدارس من مخاطر العبث في المخلفات الحربية للوصول لعملية متكاملة لسلامة الشعب الفلسطيني وخاصة الطلاب الذين هم أكثر عرضة للحوادث".
أما بخصوص برنامج هذه المحاضرات أشار إلى أنه عبارة عن محاضرات لتعريف الطلاب بالأجسام المشبوهة.
وبين أنه يتم عرض صور لمثل هذه الأجسام لكي ترسخ الصورة الواضحة فى أذهان الطلبة عن هذه الأجسام ومدي خطورتها وكيفية العمل بإجراءات السلامة فى حين العثور عليها بفريق متخصص عملياً وفنياً.
وأوضح أنه يتم توعية الطلاب بالآثار السلبية لهذه الأجسام المشبوهة ويتم تعريفهم أيضاً بإجراءات الأمن والسلامة في حال العثور على هذه الأجسام وهو الاتصال بالشرطة.
ونوه الأسطل إلى أن إدارته شاركت في دورة تدريبية دولية في مجال إدارة المخاطر من أجل حماية المدنيين وذلك في مقر إدارة هندسة المتفجرات في مدينة عرفات للشرطة بالتعاون مع مؤسسة "UN MAS " وقسم نزع الألغام التابع لوكالة الأمم المتحدة.
وبين أن هذه الدورة تأتي في إطار التنسيق والتعاون مع كافة المؤسسات الدولية والمحلية لزيادة الكفاءة والقدرة لدى العاملين في إدارة هندسة المتفجرات وللتوعية بمخاطر المتفجرات من اجل حماية المواطنين.
وأكد الأسطل على ضرورة توصيل رسالة لرجال الأمن بالوعي الجاد وعدم الاستهتار في أي مسرح والتسلسل السليم والصحيح للطواقم المشاركة في مسرح الانفجار وكيفية العمل به.
وأشار الاسطل أن طواقم إدارة المتفجرات على جاهزية كاملة في التواجد بأي مكان يتعرض للقصف الاسرائيلي.
وقال الاسطل "قمنا بعمل مناورات عسكرية والتي تم خلالها محاكاة إطلاق صاروخ F16 وصاروخ لطائرة استطلاع وكيفية التعامل معها".
وعزا أن الهدف من هذه المناورات الرقي بعمل الهندسة إلى توضيح كيفية التعامل مع الأجسام المشبوه في حال اندلاع حرب على قطاع غزة في مناطق عدة بالمحافظة وفحص مدى الجاهزية مؤكدا سعي إدارته إلى تطوير نفسها برغم قلة الإمكانيات المتاحة.
وناشد الاسطل المواطنين بعدم التواجد في أماكن القصف والاستهداف وذلك لخطورة العديد من الصواريخ والقذائف التي قد يكون منها وقتية وتنفجر مما تسبب القتل والإصابة لمن يتواجد في المكان.
وأشار إلى أن عدم التجمهر يفسح المجال لمهندسي المتفجرات بالسرعة في التعامل مع الصواريخ الغير منفجرة والأجسام المشبوهة وذلك لإعطاء التقارير والنتائج اللحظية حول المكان المستهدف.
وطالب أولياء الأمور بتوعية أبنائهم وحثهم على عدم العبث في الأجسام مشبوهة، والابتعاد عن المناطق التي تعرضت للقصف، وتجنب الوقوف إلى جانب خبراء المتفجرات خلال عملهم.
وثمنَ الاسطل الدور الذي يبذله ضباط وأفراد الإدارة العامة لهندسة المتفجرات في حفظ الأمن وحماية أرواح المواطنين من خلال متابعة الأجسام المشبوهة.
