قانون نتنياهو تكريس لمعنى ومفهوم عنصرية الكيان الاسرائيلي

بقلم: علي ابوحبله

رئيس وزراء حكومة الاحتلال الاسرائيلي نتنياهو المعروف بعنصريته والذي تتسم توجهاته الفكرية بالانتماء الى اليمين الصهيوني المتطرف ، اعلن عن انه ينوي سن قانون عنصري يؤكد عنصرية الكيان الاسرائيلي ويؤكد ان اسرائيل دولة الشعب اليهودي ، بحسب توجهات نتنياهو الذي يسعى لإضفاء شرعيه على توجهاته العنصريه ادعى ان هذا القانون المنوي تشريعه يعد مدماك في اساس حياة الاسرائيليين الوطنيه بحسب تعبيره ، وأضاف في معرض اعلانه عن عرضه لهذا القانون الذي يجسد هوية اسرائيل العنصريه بان ما يدعيه ميثاق الاستقلال الذي هو تاريخ اغتصاب فلسطين وطرد اهلها الشرعيين الفلسطينيين وتهجيرهم قصرا عن ارض وطنهم ،في ان الهوية الوطنيه اليهودية هي حجر الاساس لدولة اسرائيل ، مدعيا ان هناك من يعارض الحق الطبيعي لما يسميه يهودية الدوله وهو باعتقاده ان هذه المعارضه تتحدى الاسباب التاريخيه والاخلاقيه والقانونية لوجود دولة اسرائيل بصفتها الدوله القوميه للشعب اليهودي ، نتنياهو في معرض زيارته لبيت الاستقلال في تل ابيب اطلق تصريحات جميعها تؤكد عدم رغبة حكومته بتحقيق السلام وتؤكد على التمسك بالأراضي الفلسطينيه المحتله والاستيطان وهو بتصريحاته يربط قيام دوله فلسطينيه باعتراف الفلسطينيين المسبق بيهودية الدوله ، ان نتنياهو بطرحه لما يسميه قانون دولة القوميه اليهودية ،

هذا القانون ان تم تشريعه فانه يكرس العنصريه بكل معانيها ويكرس حقيقة سياسة ا لفصل العنصري لان القانون يعطي الافضليه لليهود في كل مجالات الحياة وهو استكمال لمسلسل القوانين ا لعنصريه التي دأبت حكومة اليمين الاسرائيلي على سنها وقانون برافر هو خير شاهد على عنصرية هذا الكيان الاسرائيلي ، قانون نتنياهو كان محل ترحيب من قوى اليمين المتطرف الاسرائيلي ومن قوى يهودية دينيه متزمتة وقد اعرب رئيس الائتلاف النائب الصهيوني ياريف ليفين القانون المنوي عرضه على الكنيست والذي يعرف بقانون نتنياهو بالتاريخي ومن شان القانون على حد وصفه بإعادة اسرائيل الى مسارها الصهيوني ، ان القانون الذي ينوي نتنياهو سنه هو عنصري بامتياز وقد سبق للمحكمة العليا الاسرائيليه ان رفضته لأنه يحرض على العنصريه وهو يمنح اليهود امتيازات لكونهم يهودا في كل مجالات الحياة من تعليم وعمل وينتقص من العرب ومكانتهم وهو ايضا يستهدف اللغة العربية ويعتبر اللغة اليهودية اللغة الرسميه للدولة اليهودية ، ان العالم الذي يحتفل باليوم الدولي على التمييز العنصري يوم 21 مارس من كل سنه ، ففي ذلك اليوم من 1960 اطلقت الشرطه الرصاص فقتلت 69 شخصا كانوا مشتركين في مظاهره سلميه في شاريفيل جنوب افريقيا ضد قوانين المرور المفروضة من قبل نظام الفصل العنصري في اعلانها ذلك اليوم في سنة 1966 دعت الجمعيه العامه المجتمع الدولي الى مضاعفة الجهود من اجل القضاء على جميع اشكال التمييز العنصري ( القرار 2142 (د-21 ) منذ ذلك الحين ابطل العمل بنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا وألغيت القوانين والممارسات العنصريه في بلدان عديدة

ومنذ ذلك التاريخ تمكن المجتمع الدولي من بناء اطار لمكافحة العنصريه وهو يسترشد بذلك بالاتفاقية الدوليه للقضاء على جميع اشكال التمييز العنصري ، في الوقت الذي يحارب فيه المجتمع الدولي كل اشكال التمييز العنصري ويكافح كل القوانين العنصريه ، يعلن نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي عن تبنيه لقانون تفوح منه لغة الحقد والكراهية والتمييز العنصري وان هذا القانون الذي اعلن نتنياهو عن نيته لتشريعه وسنه في الكنيست هو العار الذي تسببه تلك العنصريه التي يجسدها قانون يهودية الدوله القوميه وهو مخالف للمادة الاولى من الاعلان العالمي لحقوق الانسان فان الناس جميعا يولدون احرارا ومتساوون في الكرامه والحقوق وان اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري تذكرة بمسؤولية المجتمع الدولي لتعزيز مبدأ حماية المجتمعات من العنصريه البغيضة ومن سياسة الفصل العنصري المقيتة ، وان على منظمات الامم المتحدة والمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان للتصدي لقانون نتنياهو الذي تفوح منه رائحة الكراهية والعنصرية البغيضة وهو يجسد الفصل العنصري ضد العرب اصحاب الارض الاصليين ولا بد من الوقوف في وجه هذه السياسة التي تجسد كيانا عنصريا بغيضا يشكل تهديد للأمن والسلم الاقليمي والدولي