يجمع معظم الكتاب بان الطباعة قد ساهمت في حركة النهضة وإنها قد ساهمت أيضا في إشعال الثورتين الفرنسية و الأمريكية بنشر الآراء و الأفكار، والصحافة تعتبر من أهم المطبوعات بل ومن أهم وسائل الإعلام الجماهيرية تأثيرا في الرأي العام.
فالكلمة المكتوبة تؤثر بدرجة اكبر على القارئ عما لو كانت الكلمة المسموعة، فالكلمة المكتوبة تتيح للقارئ فرصة كافية لاستيعاب معناها ومدلولها، كما أنها تترك له حرية الاختيار الوقت الملائم للرجوع إليها و الاستمتاع بها، والقارئ يستطيع قراءة ما يريد وترك ما يريد كما انه يستطيع العودة للموضوعات التي يريد الاستفادة منها.
وهكذا نجد أن الصحافة سلاح خطير من أسلحة الإعلام المتنوعة لعبت وتلعب وستعلب دورا هاما في عملية التأثير على الآراء وتكوينها وتعديلها وتوجيهها للوجهة المنشودة. ونظرا إلى أهمية الدور الذي تلعبه الصحافة ذهب البعض إلى حد الادعاء بان الصحافة هي أقدم وسيط للاتصال الجماهيري.
وترتكز حرية الصحافة على ميدانين أساسيين:
الأول: ضرورة توفير الحرية للصحفي ليعبر عن آراءه.
والثاني:ضرورة إيجاد الوسائل التي تحول دون استعمال الصحفي لحريته, كوسيلة للنيل من حقوق الإفراد وتعتدي على حرياتهم.
المسالة المراد معالجتها في هذا السياق أي في دراسة حرية الصحافة هي مسالة التوفيق بين الحريات الضرورية للصحافيين وحماية حقوق الإفراد و المتجمع ككل.فهذه الحرية لا توجد إلا في البلدان الآخذة بالنظام الديمقراطي, وتعترف بحرية الرأي و الفكر و التعبير و النشر.ونجد أن دساتير كافة الدول الديمقراطية تحرص على حرية الصحافة وحرية القول و الكتابة.
فدستور الولايات المتحدة الأمريكية ينص على حرية الصحافة .كما نجد أن المحكمة العليا للولايات المتحدة أصدرت قراراً يمنع حكومات الولايات وكذلك الحكومة الفيدرالية من اختصار حرية القول آو حرية الصحافة .
أما القانون الأساسي الفلسطيني المعدل لسنة 2003 وتعديلاته لسنة 2005 فقد نص في المادة 19 على انه "لا مساس بحرية الرأي, ولكل إنسان الحق في التعبير عن رايه ونشره بالقول أو الكتابة أو غير ذلك من وسائل التعبير أو الفن مع مراعاة أحكام القانون ".
ونستخلص مما ذكر أعلاه مقوله الكاتب الروسي "تشيخوف اليكسي " عندما كتب قائلا :
"لقد أحببت الحياة ,فأحبتني الحياة .. أحببت الناس فأحبوني, أعطوني عقولا تفكر وعيونا تقرا..أما إنا فأعطيتهم روحي وقلبي في كل كلمة وسطر كتبته يدي في قصصي ومؤلفاتي ".