لليوم الخامس عشر على التوالي يتواصل إضراب الأسرى الإداريون في المعتقلات الاحتلالية الإسرائيلية، وهم اليوم يخوضون معركة الأمعاء الخاوية وإرادة الصمود الأسطوري المتواصل، فيما أفادت الأخبار الواردة من كافة المعتقلات أن أسرانا البواسل "الغير إداريين" قد بدؤوا اليوم إضرابا ليوم واحد تضامنا مع زملائهم الأسرى الإداريين.
والجدير ذكره أن عدد الأسرى الإداريين في كافة معتقلات الاحتلال ارتفع في الآونة الأخيرة ، حيث وصلت إلى ما يزيد عن 200 أسيرًا إداريًا، ولقد ذكرت الأخبار الواردة من المعتقلات أن المشاركين في الإضراب المفتوح عن الطعام بلغ 43 أسيرا في عزل 'أيلون'، و51 أسيرا في 'النقب'، ومن المقرر أن ينضم اليوم الخميس 20 أسيرا في سجن 'عوفر'، و16 أسير في سجن 'النقب' للإضراب المفتوح عن الطعام.
إن هذا الإضراب المشروع هو وسيلة نضالية وصعبة يلجأ لها معتقلينا البواسل سعياً منهم لانتزاع حقوقهم المشروعة المنتهكة، واحتجاجا على تردي أوضاعهم المعيشية في المعتقلات، وحيث أن خطورة الاعتقال الإداري تكمن في احتجاز الأسير بدون تهمة أو محاكمة ولفترات مفتوحة قد تصل إلى سنوات بعد تجديد فترة الاعتقال تحت ذريعة وجود ملف سري للأسير، وفي هذا مخالفة صارخة وانتهاك مفضوح للقانون الدولي الإنساني الذي يعطى الحق لكل إنسان في معرفة التهمة الموجهة له، وعلينا أن نفهم أن المقدرة على احتمال مزيد من الظلم والاعتقال والانتهاك، لا يمكن أن تستمر دون تدخل دولي ومنظمات حقوق الإنسان للوقوف على بشاعة الإجراءات الاحتلالية، وضربها بعرض الحائط بكافة المواثيق الدولية بهذا الخصوص، في الوقت الذي يتوجب قانونا على المنظمات الدولية أن تتعامل مع دولة فلسطين تحت الاحتلال، وبالتالي يتحول أسرانا إلى أسرى دولة تحت الاحتلال، وبهذا يمكن أن يتم تدويل قضية أسرانا واعتبار الانتهاكات اليومية والبشعة ضدهم جرائم حرب يحاسب مرتكبيها أمام القانون الدولي.
إن رسالة الأسرى الإداريين واضحة وحقوقهم مشروعة، وعلى الجميع البدء في حملة الانتصار لهم ومؤازرتهم وتفعيل كل آليات الاعتصامات من أجل أن تصل الرسالة.
لقد نجحت هذا الخطوات والإضراب وعلى صعوبتها وخطورتها على المعتقل جسديا ونفسيا، في أن يتم إجبار المحتل على الانصياع والاستجابة لبعض مطالب الأسرى.
إن رسالة الإضراب تحمل مطالب مشروعة وتتمثل في إنهاء سياسة الاعتقال الإداري وإنهاء كافة إجراءات وقرارات العزل الانفرادي ووقف الاعتداءات والاقتحامات والتفتيش الليلي خاصة، وتحسين العلاج الطبي للأسرى المرضى، ووقف سياسة الإذلال لذوي الأسرى في أثناء الزيارات وذلك على الحواجز المختلفة والمهينة، وكما يجب وقف كافة العقوبات الفردية والجماعية بحقهم.
إن تجاهل الاحتلال وتعنته في الاستجابة لمطالب وإضراب الأسرى الإداريين سوف يوسع دائرة الإضراب وبالتالي علينا أن نستعد لذلك، وننتصر لقضيتنا العادلة والتي قال عنها الرئيس محمود عباس أن قضية الأسرى قضية مركزية وإنسانية وقانونية ويجب على الاحتلال الافراج عن سراح أسرانا، وتم ربط هذه القضية بالمحادثات مع الإدارة الأمريكية وسلطات الاحتلال .