(1-5) بين الكتاب الأبيض والسور الواقي 2002م
ما قبل 1948 وما بعد 2002، تشابه أم تطابق ؟ فهمي سالم الزعارير نائب أمين سر المجلس الثوري – فتح، عنوان لمقال يشرح فيه الكثير من الأمور التي تأخذنا الى واقعية القراءة الموضوعية لتاريخ ممتد منذ بداية عمل عصابات الصهاينة المركز والمبرمج وصولا الى إجراءات حكومة الاحتلال اليوم والتي تشمل كل مناطق الضفة الغربية، ووجدت انه من الفائدة أن أقف على بعض ما ورد في المقال الذي أراه مقدمة لدراسة موسعة ومستفيضة وأيضا توثيق للبيانات والمعلومات وكيفية كان التعامل مع كل حدث وأين نجحنا وأين أخفقنا وهل تعلمنا من الماضي بكل تفاصيله .. أسئلة كثيرة، ننتقل منها إلى المقال .
حدد الأخ فهمي الزعارير قراءته بين حال فلسطين والفلسطينيين قبل النكبة 1948، وحالنا بعد عملية السور الواقي 2002، والتي كانت عبارة عن عملية اجتياح إسرائيلي واسعة لمدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، وكان أهم هدف لها تدمير وتفكيك البنية التحتية للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية،وصولا إلى حصار الرئيس الشهيد ياسر عرفات، حيث اتهمه الرئيس الأمريكي علناً بأنه من يقود انتفاضة الأقصى والتي أرهقت الاسرائيلين وكبدتهم الخسائر الفادحة، وأعلنت الإدارة الأمريكية على لسان "بوش" أن الرئيس أبو عمار يجب تغييره واستبداله وكان هذا الموقف احد النتائج بعيدة المدى للعملية العسكرية.
ويعبر بنا الأخ فهمي في مقاله على فترة هامة جدا واسميها " النفاق والانحياز البريطاني الحيوي لإسرائيل"، حيث منذ أن دخلت بريطانيا فلسطين في أعقاب الحرب العالمية الأولى وهي تصدر أثر كل ثورة عربية قراراً بتأليف لجنة تحقيق ثم بيانا وكتابا أبيض يؤكد حرصها على حقوق العرب وسعيها لمنح فلسطين الاستقلال ، وما أن تمر الأزمة حتى تتراجع بريطانيا عن موقفها .
ومنذ قيام السلطة الوطنية الفلسطينية والتفاوض حول البنود النهائية من الاتفاقيات التي تُنهي الاحتلال والوجود الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية لم يصل إلى أي محطة تؤسس لواقع جديد .. بل أن (إسرائيل) قامت بالكثير من الخطوات الأحادية الجانب والاحتلالية في الأراضي التي تم الانتهاء من ملفها فور إعلان السلطة، وهنا يمكننا أن نقرأ تصريح الرئيس الأمريكي الحالي أوباما حيث قال في منتصف 2009 "إن علاقتنا بإسرائيل متينة، ولن تنكسر، وإن الحديث عن محوِها من الوجود هو عبثٌ وخطأٌ فادحٌ، وسيؤثِّر بقوة في المنطقة"، وتحدث عن طلب خافت للاحتلال أن يمنحوا مساحة من الحرية للشعب الفلسطيني، وكأنه يكرر فكرة " الكتاب الأبيض البريطاني" ، وها نحن وبعد سبعة سنوات من تصريحه لازلنا في نفس التصريحات، وبالعودة لمقال الأخ فهمي نقول: "لازلنا في نفس الوعود والتقسيم والقرارات التي لم تقدم أي شيء فعلي للشعب الفلسطيني".
وهنا أيضا علينا أن نقرأ الموقف الفلسطيني والمتمثل في النقاط التي أكدت عليها الرئيس محمود عباس أبو مازن، وذلك في العام 2009، وبدأ بالقول أنه في قضايا الحل الدائم التي هي جوهر القضية لا يوجد شيء اسمه تنازل ولا يوجد أي مجال لذلك، و القدس الشرقية هي العاصمة لدولة فلسطين، ولن نقبل بغيرها، ونرفض مقولة ضمها، و أن أي حل سياسي لن يكون ناجزا إلا باستفتاء شعبي .
* د.مازن صافي/ فتح - اقليم وسط خانيونس مفوض الدائرة الاعلامية "سابقاً"
.. يتبع ،،