التسلط من قبل المسئول يعد من معيقات الابداع الوظيفي والإداري

بقلم: علي ابوحبله

حين يساء استعمال الحق من قبل هذا المسئول او ذاك لا شك ان هناك اخطاء جسيمه تنتج عن التسلط والجهل بفعل تجاوز القانون وانعدام الحكمه والدراية لكيفية الاداره الحكيمة من قبل هذا المسئول او ذاك ، ان القوانين والتعليمات الاداريه هي التي تحكم المسئول وتشكل مرجعيه لأدائه لعمله وهي صادره بتعليمات من الاداره ذات العلاقة ، وللمسئول في موقع مسئوليته ان يستعمل حقه في الحدود التي حددها القانون او اللائحة التنفيذيه او التعليمات الاداريه ، فإذا جاوز المسئول في استعماله لحدود مسئولياته فانه يكون مخطئا وهو بحسب القانون يعرف بالتعسف باستعمال الحق او التعسف في السلطة وتعني السلطة المسؤولية بحدود المسئوليه الموكله للمسئول بموجب الصلاحيات التي حددها القانون ، ان سوء الاداره او التسلط الوظيفي او الدكتاتوريه الوظيفية هي من معوقات الابداع الوظيفي ومن معوقات التطوير الاداري ، وحين نستعرض عملية التسلط من قبل المسئول في ادائه لعمله ووظيفته نجد ان عملية الابداع والتطور تتعرض للكثير من العوائق التي تعرقل عملية الابداع في اداء العمل وتحد من استثمار الطاقات للكوادر البشرية في الاستثمار الصحيح والأمثل بصوره نافعة وايجابيه ومجديه في الاداء الوظيفي.

وقد تنعكس عملية التسلط والجهل في الاداره على عملية التطوير للرفض في التعامل مع التعليمات من قبل الاداره والمسئولين او من قبل الموظفين انفسهم للتعامل مع هذه التعليمات لأسباب نفسيه ، وبتحليل لعملية التسلط نجد ان هناك من المعوقات الاداركيه والسيكولوجية التي تتعلق بتبني هذا المسئول او ذاك لأسلوب وطريقه واحده للنظر للأشياء والأمور من منظار الشخص المتحكم والمتسلط دون النظر لأبعاده التي قد تكون محفوفة بالمخاطر والنظرة الضيقه وهذا ما يفسر تمسك البعض بالحل او بالحلول لأية مشكله من وجهة نظر وحيده يرى انها صحيحة وتنعكس بالتالي على حسن الاداء والتصرف وقد تقابل بالرفض او التقاعس من قبل الموظفين والعاملين وهذه من الضرر الذي يلحق بالمؤسسة ويحول دون تطورها وإبداع القائمين فيها ، ان ضعف الشخصيه والخوف من الوقوع في الخطأ وعدم الجرأة في مواجهة التحديات والمعوقات من قبل المسئول يقلل من العزيمة والقدرة في البحث عن حلول ابتكاريه ، ان محاولة التركيز للتوافق مع الاخرين او لإرضاء المسئولين يحد من الابداع ويزرع الخوف من تقديم افكار جريئة من الاخرين.

ان التقييم المتسرع للأفكار أي الحكم بان هذه الفكره او تلك غير صالحه مثل القول ان هذه الفكره سابقه لأوانها او القول من يضمن نجاح الفكره او القول ان الاداره لن توافق عليها او جربنا ذلك من قبل ولم ننجح هذه هي جميعها عوامل ضعف وتزيد من التحكم والتسلط والسيطرة غير المبرره وتؤدي للإحباط والفشل بحكم التخبط والجهل ،وان المعوقات التنظيمية مثل: القصور الهيكلي.انخفاض المهارات لدي الموظفين وتمكين من ليس لهم الخبرة في القياده والتحكم وافتقاد التأهيل الأكاديمي من المناصب القيادية ، وجعلهم رؤساء لمن هم اقل دراية وخبره وكفائه. وهذا ينعكس على نمط الإدارة. وبالتالي عدم وضوح الأهداف ونشوء المركزية والتسلط الوظيفي والإداري وعدم إفساح المجال للتفويض وبالتالي التسويف في اتخاذ القرارات. نتيجة الافتقار للقيادة الفعالة ذات التفكير الاستراتيجي.أو المحاولة للسيطرة عليها في حالة وجودها.- ونتيجة كل ذلك نجد انه ونتيجة التسلط من قبل المسئول ان الاستعجال وعدم التخطيط هو سمة القياده الفاشلة والمتخبطة في العمل والأداء وان العمل مع هؤلاء يتسم في العمل الممل وغير المتجدد. وهو يؤدي الى الافتقار لمعايير واضحة للأداء وعدم التقييم الصحيح.

وينتج عن هذا التسلط في الاداره التمسك بالإجراءات الرسمية والروتين والبيروقراطية والأنظمة الإدارية القديمه وبالتالي انتهاج سياسات غير ملائمة ، وبنتيجة التسلط الاداري والوظيفي يحد من عدم التحفيز على الابتكار وإحباط الأفكار الجديدة ويؤدي الى ضعف المشاركة في صنع القرار وعدم وجود اتصال فعال في مناخ العمل ويؤدي الى انخفاض الروح المعنوية للعاملين. و الخوف من الفشل والعمل في اتجاه اعتماد سياسة أرضاء جميع الأطراف وهذا يؤدي الى مقاومه التغير لخدمة المصالح ألشخصية نتيجة عدم الثقة في قدرات الآخرين على ايجاد الحلول للتغلب على مثل هذه العوائق ، كيف نساهم في التطوير الإداري بشكل فعال بما يضمن تطور القطاع الحكومي الوظيفي والخاص ويساهم ذلك في نقل الدولة حضاريا نقله تطويريه شامله وهذا يتطلب شخصيات قياديه لا تخاف من تحمل المسؤولية ولا تخاف من طرح الأفكار وتملك قوه كبيره و حب العمل والولاء والإخلاص له ( الولاء الوظيفي ).وعليه نحتاج إلى أن نبني عقليات وظيفية مختلفة عن العقليات التي تتسم بالتسلط ، ونحتاج الى صقل المهارات وتنميه القدرات. ويجب على الدولة أن تتبنى سياسة صناعه القادة في الموظفين لكي تضمن تطور وإبداع وظيفي متطور. وهذا يتطلب محاربة الروتين التقليدي الذي أثره الكبير في قتل الإبداع يجب ان نتغلب على هذا الروتين ونحد من أثاره. وان التطلعات والآمال. في ان يساهم المسئولين مساهمه جادة وفعاله في تطوير القطاع الوظيفي وذلك من الحد من التسلط الوظيفي ووضع حد للديكتاتورية غير المبرره للمسئول لان كل ذلك يعد من عوائق الابداع الاداري والوظيفي ويؤدي الى تدمير ممنهج لمؤسساتنا العامه والخاصه.