اتفاق حمص والمصالحات في سوريه عجلت في استقالة الابراهيمي

بقلم: علي ابوحبله

يدرك المتآمرون على سوريا ان مخططهم التآمري على سوريا قد فشل في تحقيق اهدافهم ومراميهم وان سوريا في طريقها للانتصار لوحدتها ولشرعيتها الوطنيه واستحقاقها الدستوري ، اتفاق حمص كان مؤشر كبير لنجاح الحوار السوري وهو بلا شك بداية لفتح حوار سوري سوري بحيث لم يعد السوريين بحاجه لوساطة احد ، هذه الوساطة لم تعد تغني او تسمن من جوع ، ان حمى التصريحات الناريه والمواقف لبعض من احتضن المجموعات المسلحه واحتضن المعارضه السوريه يجر خيبات فشل مخططه التآمري على وحدة سوريا ، تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي حمل امريكا مسؤولية انعكاس ما يجري في سوريا وما يتحقق للدولة السوريه من نجاح يعود لعدم توجيه امريكا لضربه عسكريه الخريف الماضي لسوريه ، وهذا يدل على مأزق ما تعيشه الدول المتحالفة ضد سوريا ، تركيا باتت تدرك صعوبة الانتصار على سوريا بعد فشل معركة الساحل السوري وإخفاق المسلحين بالإبقاء على مواقعهم في اللاذقية ، اقدام المجموعات المسلحه في حلب بقطع المياه عن اهالي حلب يعد دليل عجز ومحاوله للمساومة للنجاة بأنفسهم بعد ان تيقنوا بقدرات وإمكانيات الجيش العربي السوري لتحقيق انتصار على المجموعات المسلحه وان استهداف المسلحين للاماكن الاثريه ومعامل الادويه والمصانع وغيرها من البنى التحتية هو بهدف تدمير سوريه بعد الاخفاق بتحقيق الاهداف المتمثلة في اسقاط الدوله السوريه ،لم يعد من مبرر من استمرار الاخضر الابراهيمي في مهمته وهو يدرك جيدا ان مهمته قد وصلت الى طريق مسدود وانه لم يعد بمقدوره من تعطيل اجراء الانتخابات الرئاسية السوريه في موعدها وان الشعب السوري بإصراره على اجراء الانتخابات الرئاسية وفق الدستور الجديد والتعددية السياسيه لهذه الانتخابات يعد انتصار على ألازمه السوريه ، تعدى السوريين المستحيل للحيلولة دون اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها ، وان هذه الانتخابات لم تترك مجالا لأي فراغ دستوري وبالتالي قد فوتت الفرصه على كل المتربصين في سوريا تحت مقولة الفراغ الدستوري ومحاولة ملئ الفراغ من خلال تمهيد الطريق للمعارضة الممثله بقوى الائتلاف السوري والمدعومة من امريكا والغرب لاستلام دفة الحكم في سوريا ، امريكا التي حاولت ان تضفي شرعيه على قوى الائتلاف ومنحها صفة دبلوماسيه انما تغطي على فشلها في تحقيق هدفها في سوريا.

فشلت السياسة الامريكيه والغربية في كيفية التعاطي مع ألازمه الاوكرانيه لجهة مساومة روسيا ومقايضة ألازمه في اوكرانيا في حسم الصراع على سوريا وان انعكاس الفشل الامريكي الغربي في التعاطي مع ألازمه الاوكرانيه ادى الى انقسام اوكرانيا وانضمام شبه جزيرة القرم الى روسيا وانفصال الجزء الشرقي من اوكرانيا وإعلان الاستقلال عن سلطة كييف وان حقيقة ما يجري في اوكرانيا هو نتيجة الصراع الاممي الذي تخوضه امريكا والغرب لأجل البقاء والحفاظ على المصالح الدوليه والاقليميه في مواجهة استعادة روسيا لموقعها وقوتها ، ان انعقاد مؤتمر اصدقاء سوريا في لندن سينعكس عنه خيبات امل هذه الدول التي ستشارك في هذا الاجتماع حيث ان هذه الدول عاجزة عن توفير الاموال اللازمة لدعم المهجرين السوريين الذين تم تهجيرهم قسرا من سوريا من قبل المجموعات المسلحه للمساومة والمقايضة عليهم وهم يدفعون ثمن هجرانهم لوطنهم سوريا وتخلي الدول الداعمة لهم بعجزها عن توفير الاموال والمساعدات لهم ، وان فرنسا تعلم فشل مخططها الهادف لنقل ملف ألازمه السوريه لمحكمة الجنايات الدوليه وان حقيقة ما تطالب به فرنسا يقتضي من المجتمع الدولي ان يحاكم فرنسا وأمريكا وبريطانيا وتركيا والغرب الذي تسبب في المأساة السوريه وألازمه السوريه وبضرورة مقاضاة مسئولي الدول التي دعمت وسلحت ودربت المجموعات المسلحه وسهلت لهم الدخول لسوريا للقيام بأعمال الارهاب والقتل والتدمير لسوريا.

نجاح سوريا في عقد المصالحات الداخليه وقيام المئات من المسلحين بتسوية اوضاعهم وانخراطهم في مؤسسات الدوله السوريه قد ترك اثاره وانعكاسه على القوى الدوليه والاقليميه المشاركة في التآمر على سوريا ، تيقن الجميع ان سوريا في طريقها لاستعادة وحدتها الداخليه وتلاحم شعبها لمواجهة ودرء خطر الارهاب الخارجي الذي يستهدف سوريا ، المجموعات المسلحه من ذوي الجنسيات الغير سوريا ويحاربون على الارض السوريه اصبحوا مستهدفين من قبل دولهم وان هذه الدول اصبحت تتخوف من عودتهم وهم على يقين ان انعكاس ألازمه السوريه سيترك بصماته على الدول التي دعمت ومولت هذه المجموعات وان عودتهم لبلدانهم سيعكس مخاطر جسيمه تحاول تلك الدول تجنبها وقد عقد في سبيل ذلك اجتماعات لدول غربيه في بروكسل لتدارس انعكاس عودتهم ومخاطر ما يتهدد هذه الدول بعد انتهاء الحرب على سوريا ، ان حقيقة التقارب السعودي الايراني ودعوة المملكة العربية السعوديه لوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لزيارة الرياض سيترك انعكاسه على حقيقة الصراع في سوريا وحقيقة ما يواجه لبنان وما تتعرض له اليمن.

لقد تيقنت المملكه العربية السعوديه من استحالة حسم الصراع في سوريا واستحالة تمكن المجموعات المسلحه من الانتصار على الدوله السوريه وان قوى الائتلاف السوري لا يمثل في حقيقته السوريين وان هذه المعارضه مفككه ومنقمسه على نفسها ولا يمكن الاستمرار للمراهنة عليها وان كف يد الامير بندر بن سلطان وإنهاء مهامه كرئيس للاستخبارات للمملكه العربية السعوديه واستعادة المملكه العربية السعوديه لمراجعة مواقفها وترتيب بيتها الداخلي وتعيين الامير مقرن بن عبد العزيز المعروف بسياسته وحكمته ورغبته بالتفاوض للوصول لحلول تجنب المنطقه حمى الصراع الملتهب الذي سيترك انعكاساته على المنطقه قد شجع وساهم في سرعة الدعوة لإيران للتباحث والتلاقي لأجل البحث في الملفات الساخنة وأولها الملف السوري واغلب الظن ان هذا الملف سيجد انفراج قريب ينهي عملية الصراع ويمهد لعقد المصالحات ويعزل المجموعات المسلحه غير السوريه حيث نجحت سوريا بالحوار والتحاور مع مسلحين حمص وتمكنت من اخراجهم وسيسري الامر على باقي المناطق وستتحقق نجاحات في ذلك وهو ما ساهم وعجل في استقالة الاخضر الابراهيمي المبعوث الاممي لحل ألازمه السوريه حيث ادرك الابراهيمي ان الحوار السوري الداخلي وحوار السوريين بعضهم ببعض هو اقصر الطرق لحل ألازمه السوريه وان اجتماع السوريين على طاولة الحوار هو مخرج سوريا من ازمتها وان لا مكان للوساطة الامميه وغيرها من الوساطة لان السوريين يؤمنون بلغة الحوار والتوافق والوفاق فيما بينهم دون تدخل خارجي يملي شروطه على سوريا حيث ان السوريين متمسكون باستقلالية القرار السوري وبالسيادة الوطنيه السوريه وهذه لا تكون إلا بوحدة السوريين ورفضهم للام لاءات والتدخلات الخارجية بالشأن السوري.