"من1 إلى 66 ماذا تبقى من فلسطين"

بقلم: كمال الرواغ

.. عندما تمر علينا "ذكرى نكبة فلسطين" كل عام بكل ما تحمله هذه الكلمة من ألام ومعاناة، وطموحات بالعودة للوطن والقرية والمنزل والبياره والبيدر، وما خلفهما من قتل على الهوية الوطنية والقومية والإسلامية وتهجير في المنافي والغربة ولوعة وعذاب البعد عن الأهل والأحبة والأصدقاء والجيران، تمر هذه الذكرى الأليمة التي حلت بأبناء شعبنا، لتزيدنا إحباطا على احباط في استرجاع الصورة النمطية التراجيدية للهزيمة العربية وسندان مطرقة الاحتلال واستمرار للمعاناة والمأساة في ظل ضبابية للمشهد الوطني والقومي والإسلامي وتفرد للرأسمالية وعملائها وحلفائها ومرتزقتها في المنطقة والعالم . وعوده على ذي بدء، تمر علينا هذه الذكرى الأليمة، ومازالت أجيالنا الفلسطينية المتعاقبة منذ سبعة عقود تدفع ثمن هذا الهوان والعجز العربي من مستقبلها وحياتها وكرامتها . تمر علينا هذه الذكرى الأليمة وذاكرتنا وقد تم تحديثها ببيانات جديدة عن خارطة الوطن وتوزيعها السكاني والسياسي، حيت حلت بأرضنا قبائل وجنسيات جديدة من حدود بلاد القوقاز حتى بلاد العم حام وما بينهما . تمر علينا ذكرى النكبة ومراحل جديدة من الألم والهزائم المتلاحقة التي حلت بأبناء شعبنا وبأمتنا العربية والإسلامية, فمن قرار التقسيم الأول عام 48الذي صدر من الأمم المتحدة بإقامة دولتين عربية وصهيونية على أرض فلسطين التاريخية, والذي حرم نصف أبناء شعبنا من حقه في أرضه وبيته ومدنه، يافا وعكا وحيفا والناصرة، في ظل سيطرة للدول الاستعمارية الكبرى وعلى رأسها بريطانيا وأمريكا وحلفائهم الذين سمحوا ورعوا إقامة وطن ودولة لليهود على إنقاذ شعب أخر .. كيف لا وهم شرعوا القتل والتهجير في أماكن متعددة من العالم من الهنود الحمر في أمريكا إلي هنود أسيا حتى هنود أستراليا, في ضل منطق القوي يأكل الضعيف ويستبيح أرضه وعرضه وماله وثقافته ولغته وفكره . حاولت الأمة مرة أخرى أن تنتصر لنفسها وكرامتها تحت ظلال سيوف القومية العربية التي جمعت واستجمعت شملنا وصوتنا وإرادتنا مرة أخرى ضد الاستعمار وأدواته في المنطقة، ألا استطاعوا أن يضربوا الأمة بخاصرتها وقلبها وجناحيها، وتمت هزيمة العرب في حرب مدعومة ومخططه وخاطفه في عام 67 ليسيطروا على إرادتنا وأحلامنا في تركيبة فسيفسائيه لأنظمة حكم لا تستطيع أن تحيد عن الخط الاستعماري الذي رسم لها، ليتم بعد ذلك مصادرة ثرواتنا وتاريخنا ومستقبلنا, وحلت الهزيمة واستكملت حلقات الاحتلال لأرض فلسطين وما جرى خلالها وبعدها من قتل وتهجير ومجازر ارتكبت بحق أبناء شعبنا من نساء وأطفال وشيوخ وشباب، وإجراءات عسكرية فاشية عنصرية ارتكبت ضد الذين صمدوا على أرضهم ومنازلهم ومقدساتهم . وصولا إلى النكبة الكبرى التي حلت بنا منذ ذلك التاريخ حتى اليوم حيث حملت الأيام والسنين الكثير من الهم والغم والفرقة ضد أبناء الوطن الواحد برسم الاحتلال وأدواته, في ظل غياب قسري للعرب والمسلمين، في معارك جانبية هنا وهناك سواء طائفية أو حزبية أو قبلية أو سلطوية, من أجل تشتيت فكر وقوة ووحدة الأمة عن القدس وفلسطين وقضية الأمة المركزية . لذلك أدعو كل الأقلام الحرة والمناضلة والصادقة بصدق الانتماء للوطن والدين والأمة وتاريخها العربي الأصيل، أن تنتفض ضد كل المشاريع التصفوية التي تحاك ضد الأمة وأرضها وارثها الحضاري ورسالتها الإسلامية التي أطرت لشعوب العالم قيما أخلاقية وإنسانية خالدة . ورسالتي لكم من أرض النكبة والصمود والتحدي .. أرض فلسطين حيث يسجل القادة العظام تاريخهم، على ارض الرسالات والأنبياء, فمهما كتبتم عن فلسطين لن تخلص منكم الكلمات بل ستحتاجون إلى مياه البحر مدادآ لحبركم لكي تنصفوها وتعيدوا إليها حقها وشرفها الذي يغتصب وانتم تشاهدونها في مسلسل بلغت حلقاته25000 حلقه هي العمر اليومي لتاريخ نكبة فلسطين، وما زالت النكبة مستمرة ومزيدا من النكبات في الأيام القادمة .