حكمة القياده تتطلب شروط يجب توفرها في القائد الناجح

بقلم: علي ابوحبله

حكمة القياده تعني وضع الشئ في موضعه ، وهي فعل ما ينبغي في الوقت الذي ينبغي ، وهي مثالية السلوك والقرار والواقع ان الحكمه هي جماع تلك المعاني كلها ، والحكمة في القياده هي من الفطن ، لأنه على اساسها تتخذ القرارات وتنظم الصفوف وتوضع البرامج والخطط والأهداف بموجبها ، ولا شك ان حكمة القياده هي ارقى انواع العمليات الاداريه الناجحة على الاطلاق ، وبحقيقة القول ان حكمة القياده وهي تنتقص الكثير مما هم اليوم في موقع المسؤولية لانعدام الخبرة لديهم واعتمادهم القرارات العشوائية والابتعاد عن تحمل المسؤولية وهم بالتالي يفتقدون لمعنى وأهداف حكمة القياده ، على القادة ان يأخذوا الاقتداء بحكمة الني محمد صلى الله عليه وسلم فهو خير قائد عرفته البشرية وان افعاله كلها تنبض حكمة ورشدا وان قراراته تملؤها الحكمة والذكاء والعبقرية والعلم ، وقيادة نبينا محمد هي مدرسة بكل معانيها وهي قدوة حكمة القياده الرشيدة والواعية ، وعلى كل القيادات في هذا العالم ان تقتدي بحكمة القياده للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، اذ يقول الله سبحانه ( لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنه لمن كان يرجوا الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا ،) ، ولا بد لنا ان نقتدي بحكمة رسول الله فيما اتخذه من مجموعه من الاجراءات الهامه وكيفية اتخاذه للقرارات الهامه والاقتفاء بأثره صلى الله عليه وسلم في قيادته للمجتمع المسلم كله وشمولية قيادته وإتباع طريقته صلى الله عليه وسلم في معاملة المحيطين به خاصة المقربين منهم ، وبضرورة استخلاص المبادئ القياديه الهامه التي كان يعتمدها في ادارته وقيادته واعتمادها كخطوط اساسيه للعمل والوقوف على طريقته صلى الله عليه وسلم في علاج المشاكل والخلافات الناشئة في المجتمع المحيط به ، وطريقته صلى الله عليه وسلم في تشجيع العاملين والأفراد الجدد لانجاز الاعمال المطلوبة منهم ، والبحث في التطابق الموجود بين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمنهج القراني في القياده وتربية الافراد واتخاذ القرارات ، وبضرورة الاستفادة من الوسائل التي اعتمدها الرسول صلى الله عليه وسلم للوصول الى الحكمة في قراره اذ وضع كل ذلك مقام وجوب التطبيق ، ان حقيقة الكثير من القادة والإداريين اليوم يفتقدون لحكمة القياده وهم يكتفون بمجرد نظره عابره الى العاملين معهم والبعض قد يكتفي بالسؤال العابر او في بعض الاحيان قد يتصفح القريرات المكتوبة له من المسئولين الفرعيين دون التمعن فيها واتخاذ الاجراءات المناسبة لتصحيح ما جد من اخطاء وتحميل للمسؤوليات ، وان دل ذلك على شئ فإنما يدل على الاهمال وعدم التفاعل والانجاز وهذا يعد من اكبر البلاء الذي يصيب العمل ، ان حكمة القائد تقتضي ان يشعر العاملون كلهم باهتمامه بعملهم اهتماما واضحا وجليا حتى يبدءون حقيقة بتقليده ولنا اسوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما روته عائشة رضي الله عنها لما سئلت هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قاعدا قالت نعم بعدما حطمه الناس رواه مسلم ، وهذا يعني تفقده لأحوال الناس وحل مشكلاتهم ودعوتهم والجهاد معهم ، ان حكمة القائد هو ان يستشعر العاملين معه بأنهم بشر وليست آلات تعمل وان استشعاره بشعورهم يجعله يتودد منهم ويتقرب منهم وإلا غير ذلك يخسرهم جميعا ، ان ابداء الحب والمودة والسؤال عن العاملين مع القائد الحكيم تشعرهم بمحبته ومودتهم له ، وان القائد الذي يكون قدوه لموظفيه يجعلهم يستمعون لتعليماته وتوجيهاته ويعملون بها ويبدعون في عملهم ويجب على القائد الناجح ان يهتم بالشؤون النفسيه للعاملين معه والضغوط الداخليه التي يتعرضون لها تجاه العمل وتجاه مسؤولياتهم تجاه اسرهم ، ان القائد الناجح هو الذي يدرك كيفية التعامل مع من يتعامل معهم فهم مختلفون في قدراتهم وثقافتهم وعلمهم لا بل وعاداتهم وقيم والتي لا بد من مراعاتها ، وبضرورة البحث عن الارضيه المشتركه بين كافة العاملين وكيفية التعاطي مع الجميع وعلى قدم المساواة دون محاباة لأحد على الاخر ، ولا بد من ابداء الاستحسان والشكر لمن يحسن الاداء والعمل وهذا يزيد من العطاء والحماس في نفوس المجدين ، القائد الناجح حيث تقتضي حكمة القائد ان يعترف بخطئه ان اخطأ بطريقه مهذبه ولائقة ولا عيب في القائد الناجح ان يبحث عن الاستشارة ويستشير اصحاب الخبره وهذا يعزز من قيادة القائد وتعزز حكمة القائد في القياده وحكمة القائد تقتضي الابتعاد عن المكابرة والمغالاة وتتطلب حكمة القائد ان يكون متواضعا ، ان الفطنه والذكاء هي صفه اساسيه للقادة الناجحين ولا غنى عنها ، ولا شك ان الابتكار والتخطيط والإبداع هي من صفات الذكاء للقادة الناجحين ، والذكاء هي معينه للقائد على استكمال باقي الصفات للوصول الى الحكمة القياديه ، وهي تعينه على الاستفادة من كل امكانات الابداع العقليه والجسمية والفكرية والعاطفية اثناء العمل سواء له شخصيا او للعاملين معه ، ولابد في اطار تحقيق النجاح بتحديد اطار العلاقات بوضوح مع كل واحد من العاملين على اعتبار انك انت في موقع المسئوليه وهو فرد عامل ، ان الكلمات المنتقاة قد تصبح منهج مطروح او على الاقل خيار للمناقشة وهذا ما يتطلب انتقاء الكلمات الجيده والمعبرة والمنتجة في اداء العمل ، ولا بد للقائد الناجح ان يستفيد من مبدأ التشاور والإقناع ، ان مسمى اللوبي هو مسمى مكروه في لغة العمل الاداري ولا شك ان مقتضيات العمل قد تتطلب تكوين مجموعة تحالفات لتكوين جماعة ضغط لتنفيذ الخطط المراد تنفيذها وليكن ذلك في نطاق العمل المنتج وليكن عمل القائد الناجح منطلقه من قول الله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ) وليكن للقائد الناجح اذ ان حكمة القياده تقتضي التمسك بالإبقاء على التعاون بين الجميع وان لا تقطع شعرة معاوية لان الذي تختلف اليوم معه قد تحتاجه غدا يروى ان ابا سفيان سأله الناس بم سدت الناس قال ما خالفت احدا إلا ابقيت بيني وبينه شعره لعلي ارجع اليه ،وهذا يتطلب عدم الانتقاص من قدر من وقعت الخلافات معهم ولا الانتقاص منهم وليكن قول الله تعالى العبره في ذلك ولا يغتب بعضكم بعضا ، ان حكمة القياده تتطلب الشجاعة والقدرة والتحكم في المواقف وحسن الاداء وهذا هو الشعار الذي يتطلب وضع الرجل في مكانه المناسب حتى نثري مجتمعنا ومؤسسات بقادة يتصفون بالحكمة والقدرة في كيفية التعامل والخلق والإبداع.