ابوعلي شاهين يستنشق عبق رياحين الوطن من التراب

بقلم: عطية ابوسعده

الايام تتلوا علينا عبق التاريخ ليضاف الى التاريخ مراحل انتماء ومشاريع شهادة وتواريخ جديدة ويضاف الى البطولات بطولات جديدة متعددة المناكب سياسية كان وثقافية ومعالم انتمائية راسخة في القلوب تنساق خلفه رياحين ونسائم رجولة تاهت معالمها خلق قضبان الزنازين وتحت معاول الاحتلال وملامح اقل ما يقال عنها وسامة الملائكة وطهارة الاتقياء وشجاعة وإقدام الفرسان ومهارة المتمرس في رماية السهم في اعين الجبناء وصانع علامة ابداع نضالية ومدرسة ثقافية ورؤيا تحليلية متعمقة وقراءة مستقبل واضحة المعالم .. تلك كانت بشائر شهيدنا الراقد هانئاً تحت تراب الوطن متنعما بشهادة وطن واستمرارية العطاء من خلال اصدقاء ورفقاء درب ومتابعين لنضالاته وسياساته لتستمر مسيرة النضال ببنادق موسومة بعناوين وزخارف الراحل الإبداعية وأقلام معطرة بدماء زكية وطاهرة تنساب على ورقة الريحان لتتناسق الالوان مع الروائح العطرة لتكون لوحة مكتملة الالوان والمعاني في بوتقة عملاق تخط أحبارها التي لا تنضب استمراريتها وعمق انتمائها لذاك النهج الوطني والفلسطيني والفتحاوي الأصيل

تلك كانت بعض ملامح نضالية ارتأيت ان اكتبها اعترافا مني لبعض خصال رجل وهب حياته لفلسطين ومسكنه الأخير يبقى ايضا لفلسطين وتراثه لفلسطين وميراثه ايضا لفلسطين فهو الاصيل المتأصل في ذاك الجذع وتلك الجذور وفي تلك الزيتونة و هياكل مدفع وبندقية .. اليوم نشتم فيك ومن خلالك روائح الشهادة واليوم نتعطر بمسيرة رجل مناضلا وثائرا وكاتبا واسيرا ووزيرا .. اليوم نستذكر فيك مسيرة نضالية اختتمت مراحلها تحت تراب نقي لتلتقي الارواح الطاهرة فيما بينها .. سبقه أبو علي أياد وأبو اياد وأبو جهاد والياسر الكاسر وبينهما كانت هناك الكثير من المسافات الزمنية والمراحل النضالية والكثير من مدارس الأسر والشهادة .. مسيرة شهداء على درب استعادة الوطن والمسيرة حتما ستبقى مستمرة تستنير بنضالات رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه لنستعيد ونستذكر شهيدنا البطل ابو علي اياد صاحب مقولة نموت واقفين ولم نركع.

مساحة زمنية مفعمة بالمتغيرات والبطولات بين استشهاد البطلين أبوعلي اياد وابو علي شاهين تغيرت خلالها الكثير من الملامح النضالية وتسطرت على الدرب معالم بطولية متميزة لتبقى فينا وفي اعماق الفكر الفلسطيني عناوين الكرامة مفتاح بوابة النضال من الكرامة كرامة المواجهة مع العدو الى الكرامة الوطن والمواطن البطل والمناضل والشبل والثائر ولا ننسى هنا دور المرأة الفلسطينية من كان لها دورالزعامة المتميزة تناضل جنباً الى جني مع اخيها الرجل كلاهما علامة من علامات العشق لهذه الارض تتسابق الارواح رخيصة فداءً وسنبقى وكما هي عادة المناضل والمناضلة في رحلة سباق مع الشهادة صمودا واقفون او الحياة بعزّة دائما وسنبقى نحن راحلون ومرتحلون على درب الشهداء الى أن ياتي فيه اليوم وترتفع الراية فوق اسوار ومآذن القدس لننتقل بعدها من الجهاد الاصغر الى الجهاد الاكبر جهاد البناء

فقط يتحضرني قصيدة لشاعرنا الكبير عبد الرحيم محمود تنطبق معانيها في هذا المقام والمقال ارتأيت ان تكون خاتمة مقالي واعلم جيدا ان ختامها خير ما كتب للشهيد الفلسطيني

سأحمل روحي على راحتي ............وألقي بها في مهاوي الردى

فإما حياة تسر الصديق ........................و اما ممات يغيظ العدى

وما العيشُ - لا عِشْتُ - إن لم أكن ........مخوف الجناب حرام الحِمَى

إذا قُلْتُ أصغى لي العالَمُون ...................ودَوَّى مقاليَ بين الورى

لَعَمْرُكَ إني أرى مصرعي ........................ولكن أغذ إليه الخطى

أرى مقتلي دون حقي السليب .................ودون بلادي هو المبتغى

يلذ لأذني سماع الصليل ........................يُهَيّ ِج نفسي مسيل الدما

وجسم تَجَدَّل فوق الهضاب .......................تناوشه جارحات الفَلا

فمنه نصيب لأسد السماء .....................ومنه نصيب لأسد الثرى

كسا دمه الأرض بالأرجوان ..................وأثقل بالعطر ريح الصبا

وعفَّر منه بَهِيَّ الجبين .........................ولكن عُفارًا يزيد البَها

وبان على شفتيه ابتسام ......................معانيه هُزْءٌ بهذي الدُّنا

ونام ليحلم حلم الخلود ........................ويهنأ فيه بأحلى الرؤى

لعمرك هذا ممات الرجال ...................ومن رام موتًا شريفًا فذا

فكيف اصْطِبارِي لِكَيْد الحقود .............وكيف احتمالِي لِسَوْمِ الأَذَى

أخوفًا وعندي تهون الحياة ......................وذُلاًّ وإنِّي لرب الإبا

بقلبي سأرمي وجوه العداء .................وقلبي حديد وناري لظى

وأحمي حياضي بِحَدِّ الحُسَام .................فَيَعْلَمُ قومي بأنِّي الفَتَى

رحم الله شهداءنا الابطال والحرية لاسرانا وخير ما اختم به كلمات لجيفارا....

إنّ مَنْ يعتقد أنّ نجم الثورة قد أفَل , فهو إما متساقط أو خائن أو جبان , فالثورة قوية كالفولاذ , مشتعلة كالجمر , حامية كالسندان ...والطريق مظلم وحالك , إن لم تحترق أنت وأنا فمن سيضيء الطريق؟

إنّ الثُوَّار ينتابهم الصقيع حين يجلسون على الكراسي و يبدؤون هدم ما ناضلَتْ من أجله الثورة , وهذا هو التناقض المأساوي: أنْ تناضل من أجل هدف معين , وحين تبلغه تتوقف الثورة وتتجمّد في القوالب , وأنا لا أستطيع أنْ أبقى متجمداً في المنصب ودماء الثورة تغلي في عروقي.