لن يلتفت شعبنا لخزعبلات الرئيس بعد اليوم

بقلم: طلال الشريف

مل شعبنا تصرفات الرئيس وفهم السر في خزعبلاته فكلما دخل الرئيس في أزمة يخرج لنا من صندوق الحاوي ما يشغل به الجمهور الفلسطيني وهو قد درج على استخدام نفس الحركة لقناعته أن شعبنا يهتم بسيرة خليفته اللدود دحلان حيث يعرف هذا الشعب أن دحلان له موقع خاص في الخارطة السياسية الفلسطينية والاقليمية والدولية .

دحلان لا يشن هجوما على الرئيس ولا مرة وكان دائما الرئيس هو البادئ بالإستفزاز لحاجته في كل مرحلة يريد إلهاء الجمهور لتمرير فشل أو قطع رواتب أو تقديم جوائز لحماس أو فشل في زيارة أو مفاوضات أو فضيحة فساد في بطانته أو تشكيل حكومة مثل الآن.

الرئيس بإيعازه لمحكمة صلح رام الله باصدار حكم حبس سياسي للنائب محمد دحلان رغم حصانته التي تصور الرئيس أنه يرفع حصانة من انتخبهم الشعب في رحلة الأكاذيب التي فضحت شعبنا وكشفت ذاتية وأنانية قادته وصغر اهتماماتهم أمام قضية مثل قضية فلسطين وكان العرض على الهواء مباشرة قبل أشهر أمام المجلس الثوري وأول المفضوحين هو انت سيادة الرئيس لأنك المسئول النائم على ما إدعيته بحق النائب دحلان.

يا سيدي الرئيس إنسى ولو دقيقة واحدة عقدة دحلان وابحث لنا عن حلول لنشرب ماء نظيفا ونرى تيارا كهربائيا ونجد وظيفة لأبنائنا الذين يتضورون جوعا وجنسا لعدم قدرتهم على تكوين أسر لعدم انصافهم بأخذ حقهم وفرصتهم في العمل فقد إنقضت سبع سنوات استحوذت فيها حماس على الوظيفة العمومية والاجهزة الأمنية وأنتم في رام الله لم توظفوا أحدا من غزة إلا أولاد التابعين لكم وتتركون أولاد الفقراء والمهمشين بل تحاربون كل ما يتعلق بغزة في كل المجالات.

يا سيدي الرئيس الديكتاتور في عصر الحرية وأنت تتحكم في رقاب شعب مناضل دفع الغالي والرخيص من أجل التحرر ولم تفعل له شيء حتى الآن ولا انجازا منذ استشهد حبيب الشعب ياسر عرفات وقد ذللت هذا الشعب بمفردك بعد ان رفع رأسه ياسر عرفات وجعله كريما بين الأمم.

اذهب لترى معاناة أهل القدس والاغوار وامنع الاستيطان ومصادرة الأراضي بدل أن تشغلنا في عقدتك من دحلان وتمثل نفس المشهد في كل محطة تنزنق بها امام الواقع المرير الذي قدتنا إليه لصلف الأمن والقمع من زبانيتك وزبانية أصدقاءك الجدد.

يا سيدي الرئيس وصلت بك قصة دحلان لتتناقش بها مع دول خوفا على سلطتك ومستقبلك للترشح من جديد لرئاسة الشعب الفلسطيني بدل أن تبحث مع هذه الدول كيف يقفون إلى جانبنا ويساعدوننا حتى لو وصل جزء من المشاريع والاستثمارات لأبنائك وأبناء البطانة الفاسدة من حولك ومن أثريا الدم الفلسطيني.

هات يا سيادة الرئيس ما عندك وأطربنا فقد صممت آذاننا عن الطرب الجميل لأنك أوصلتنا إلى الطرش إلا ما تريد اسماعنا بالقوة عن خليفتك اللدود دحلان، أعطنا أملا في الحياة بدل إشغالنا في قضاياك الخاصة وعلاقاتك المتوترة مع من حولك فالكارثة أن كل الشعب يشعر بوضعك الحرج بين بطانتك لخوفهم من تصرفاتك التي أصبحت مثلا للديكتاتورية التي لم نر في عصرنا من يقوم بها إلا إرهابيوا القتل والدمار ولا ينقصك إلا ان تحمل سيفا وتمر من أمام العباد لتقول لهم بأنك مرعب.

حالتك تصعب على الكافر وقد عقدتنا من تكرار فيلم دحلان الذي مله الجمهور واكتشف سر عرضه من آن لآخر فإما ان تتصالح مع دحلان وإما أن تغلق هذا اللحن النشاز الذي تسمعنا إياه في كل مرة فلا أحد يجري وراءك يا سيادة الرئيس ونحن نعرفك شجاعا فما هذا الارتباك من دحلان.

ستتحفنا بمحاكمات صورية أخرى للدحلان وستتحفنا إذا ما انعقد المؤتمر السابع بدمار فتح وطرد اللجنة المركزية التي تعرف طمعهم في منصب الرئاسة بعد أن تقصيهم لانتخابك دورة قادمة .. ولكنك لا تعرف أن أكبر مجنون من يسعى لرئاسة شعب مثل الشعب الفلسطيني الذي دمره الاحتلال وسرق أرضه وحوله لما ستراه في دورتك الجديدة وهو ثائر على نفسه وحكامه .. كفى اصمت عن اسماعنا اسطوانة دحلان فالشعب يحب دحلان وأنت الوحيد الذ تكرهه و"العين لا تكره إلا ملاتها" كما يقول مثلنا الفلسطيني.