في ظل حالة استنهاض حركة فتح وبناء التنظيم من خلال إجراء الانتخابات الحركية في المحافظات الجنوبية للوطن نحو تجديد الدماء بالحركة رغم العديد من المعيقات التي تقف حائلا نحو إعادة وحدة الحركة والفكر تمهيداً للاستحقاقات المقبلة وخاصه بعد المصالحة من إجراء الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعي وخوضها أكثر قوة وتماسكاً أمام خصماً ليس بالسهل تنظيمياً وسياسياً، وفي هذا الوقت بالذات والجميع بانتظار مباركات المصالحة الفلسطينية تأتي قضية خصومات العلاوة الإشرافية وعلاوة القيادة من رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين في قطاع غزة بحجة أنهم ليسوا على رأس عملهم، والغالبية من هؤلاء الموظفين هم من أبناء حركة فتح الذين تمسكوا بالشرعية وناضلوا وحافظوا عليها خلال تلك السنوات السابقة وذاقوا مرارة الملاحقة والمضايقات وصنوف العذاب من أجل شرعية القيادة التي منحتها غزة لهم في مهرجان الانطلاقة في العام 2013، فلسان حال الموظف هذه الأيام يقول أين نحن ذاهبون؟ والكل يقف مندهشاً ومستغرباً من هذه التصرفات والقرارات الخاطئة التى لا تخدم سوى الخصم المنافس للحركة، والكل يتساءل ما الذي يجرى؟ وماذا تريدون من الموظف بعد هذا الخصم أن يعمل لكم، وهناك الكثير من التعليقات سمعناها هنا وهناك والأخطر منها ما سمعته من العديد من الأصدقاء قائلين بأن السلطة تدق المسمار الأخير في نعش حركة فتح، وهناك من الأشخاص من يقول والله سوف تطبلوا ورائي بالحديد إن فازت حركة فتح في الانتخابات القادمة، وغيرها الكثير من التعليقات التي يجب أن تقف أمامها قيادة حركة فتح وأن لا تمر مرور الكرام لأنها لا تعبر عن حالة غضب مؤقته، صحيح أن الحكومة الحالية ليست حكومة حركة فتح ولكن الناس تنظر إليها بأنها محسوبة على حركة فتح لأنها حكومة الرئيس الذي هو بصفته أيضا القائد العام لحركة فتح، وبالتالي حركة فتح تتحمل أخطاء تلك الحكومة إن لم تعارض وتنتقد قراراتها بما يخدم المصلحة العامة، وبنظرة واقعية لما حصل مؤخرا باستهداف رواتب الموظفين وتسلسل الأحداث للعديد من القضايا العالقة في غزة وبعيداً عن العواطف الجياشة والمكابرة ماذا تتوقعون من الموظفين وعائلاتهم أمام هذه القرارات الخاطئة، هل تتوقعون أن يقف الموظف ويصفق لكم تقديراً واحتراماً على هذه المكافأة التي ينتظرها بعد سبع سنوات، فالأمور تسير في منحدر خطير ولا يبشر بالخير إن بقي هذا الحال، وقد يصبح التنبؤ بمستقبل الحركة حقيقة واقعية والأمور مرشحة لأن تسوء أكثر إذا ظلت ردود قيادة الحركة على ما يجري للموظفين أبناء حركة فتح في دائرة التفرج والشجب والاستنكار، عليكم الاستجابة لهذا الغضب ومطالبات الموظفين، لأنهم ملاذاً مهماً في حركة فتح ولهم تأثير بالغ الأهمية في المرحلة القادمة، والتطمينات الوحيدة للحفاظ على وجه مائكم بأن يستلم الموظف راتبة عن شهر مايو في بداية الشهر القادم كما هو بدون خصومات ومنح كافة استحقاقاته من علاوات ودرجات ورتب وغيرها، وحذارى من غضب الموظف وأن سكوته اليوم بانتظار تدخل الحريصين على مستقبل الحركة بانفراج في الراتب لقمة عيشة ورزق أولاده ولكن القادم أصعب إذا فقد الموظف صبره !!
بقلم: رمزي النجار
[email protected]