ليبيا وخطر التدخل الخارجي حيث ما زالت( ليبيا) تخضع لمظلة الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة

بقلم: علي ابوحبله

هناك تخوف امريكي غربي ومن دول الجوار الليبي ان تتحول ليبيا الى صومال جديد ، وان تشكل التنظيمات الاسلاميه وغيرها من القوى المختلفة خطرا يتهدد المصالح الامريكيه والغربية في القارة الافريقيه ، وان اعلان مجلس شورى شباب الاسلام عن مدينة درنا عاصمة لهم ، اثار مخاوف محليه ودوليه ، سيما بعد استعراضهم لقوتهم العسكريه وهذا ما زرع الرعب في قلوب اهالي المدينه ، قائد القياده الامريكيه في افريقيا افريكوم ، الجنرال كارتر هام حذر من الخطر المحدق بالوضع الامني في ليبيا ،الذي بات يثير تحديات كبيره جدا للولايات المتحدة الامريكيه وحلفائها في القارة الافريقيه ، وان هناك تخوفات لدى القياده الامريكيه بعد تواتر الانباء عن وجود ايمن الظواهري القيادي في تنظيم القاعدة في مدينة درنا قادما من افغانستان ، يدرك المخططون لحالة الانفلات الامني في ليبيا ان كميات كبيره من ترسانة الاسلحه الليبيه بما في ذلك اسلحه كيماويه وكميات من غاز الخرذل قد وقعت في ايدي المجموعات المسلحه وان هذه اصبحت تشكل خطر على المصالح الامريكيه والغربية وتشكل تهديد للأمن القومي المصري وان الخطر قد يتهدد اسرائيل في حال انتقل نفوذ هذه الجماعات الى سيناء ، قائد القياده الامريكيه ل افريكوم اعتبر الوضع في الجزائر افضل من ليبيا لكن بوجهة نظره تبقى التهديدات الامنيه تطوقه وان تنظيم القاعدة والجماعات المواليه لها بما فيها جماعة انصار الشريعة توسعت وانتشرت في ليبيا وان الامر يكاد يخرج عن السيطرة ، وبحسب تقديرات القياده الامريكيه وقيادة حلف الاطلسي ان ذلك يهدد ليبيا والدول المجاورة لها بمزيد من المخاطر ويجعلها عرضة للإضرابات في المرحلة المقبله ، وبحسب تقارير اعلاميه كشفت في وقت سابق عن وجود 9 معسكرات لتدريب الجهاديين في ليبيا وتصديرهم للدول المجاوره كتونس والجزائر وبالأخص الى سوريا والعراق ولبنان ،

وان من اهم وابرز هذه المعسكرات معسكر درنه الذي يعد بحسب المصادر الاعلاميه القياده العسكريه للجماعات الليبيه المقاتله بمنطقة الجبل الاخضر ، وان هذه المدينه تعد من اكبر البؤر للمتشددين ويعد المعسكر الموجود فيها من اكثر المعسكرات تطورا في ليبيا حيث يتم فيه تدريب المنضمين على تقنيات صنع وتفكيك العبوات الناسفه ومختلف انواع المتفجرات وكذلك صنع المواد السامة اضافة للتدريب على مختلف انواع الاسلحه ، الوضع الامني في ليبيا يزداد تفاقما مع انتشار واسع للسلاح نتيجة غياب السلطة المركزيه حيث تعجز السلطه عن فرض سيطرتها على كامل التراب الليبي وان هذا انعكس على الوضع السياسي في البلاد واحدث تداعيات سلبيه بنتيجتها ستؤثر على دول الجوار ، بعد مرور اكثر من سنتين على الاطاحة في معمر القذافي لا زالت مظاهر العنف تعم ارجاء ليبيا وان هناك مطالب شعبيه بإنهاء سيطرة التشكيلات المسلحه غير الشرعيه والحد من مظاهر التسلح في المدن الليبيه ،محللين سياسيون يرجعون سبب التأزم في الوضع السياسي وتصاعد وتيرة العنف يعود لغياب السلطة المركزيه وفشل الحكومة الانتقالية في فرض الامن على كامل التراب الليبي وان انتشار المجموعات المسلحه ومحاولاتها خلق توازنات قائمه على اساس القوه اخل بالتركيبة السياسيه الليبيه ،

ان انعدام وجود سلطه مركزيه يعود للمخطط الذي يستهدف ليبيا منذ الاطاحه بنظام حكم القذافي وتدخل قوات حلف الاطلسي لتحقيق ذلك حيث ان هناك محاولات انفصاليه بين المحافظات الليبيه وأخرى تدعو لفدراليه وذلك على غرار تلك القوى المتواجدة في برقه وفزان تطالب بتصور اخر للدولة الليبيه ولا تقوم على الدوله الوحدويه بقدر ما تقوم على شكل من اشكال التركيبه الفدراليه ،تداعيات الوضع الامني الراهن في ليبيا يترك انعكاسه على الوضع الداخلي الليبي والوضع الخارجي وهو يطرح العديد من المخاوف خاصة وان ليبيا ما زالت تحت طائلة البند السابع من ميثاق الامم المتحده الذي يسمح بالتدخل الاجنبي تحت ذريعة حماية المدنيين وهي الذريعة التي بموجبها تدخل حلف الاطلسي لإسقاط نظام القذافي باسم القرار الاممي 73-19 وان الخوف هو ان تتعرض البلاد لمخاطر التقسيم على خلفية المطالب الفدراليه التي تنادي به بعض المجموعات وان عملية تقسيم البلاد ما زالت قائمه في كل من برقه (شرق ) وفزان جنوب وهي لا تصب في مصلحة الشعب الليبي ، ان التهويل الامريكي والغربي عن التخوف من ان تصبح ليبيا حاضنه للإرهاب وأنها ستؤثر بذلك على دول المنطقه وتشكل تهديد مباشر لأمريكا والغرب هو ضمن ما يتم التخطيط له للتدخل العسكري المباشر في ليبيا وإدخال قوات امريكيه وغربيه تحت مظلة البند السابع من ميثاق الامم المتحدة والتي يشرعن التدخل في الشؤون الداخليه الليبيه ، الوضع الامني المضطرب دفع الامم المتحده الى اصدار تقرير تعرب فيه عن قلقها البالغ ازاء تنامي احداث العنف في البلاد ، حيث تشير الوثيقه الى استمرار الاغتيالات ومواصلة انشطة المجموعات المسلحه فضلا عن الهجمات والتهديدات لاعضاء السلك الديبلوماسي في جميع انحاء ليبيا بما في ذلك العاصمه طرابلس ومن ضمن الملفات التي تعرض لها التقرير امن الحدود والمعتقلين المحتجزين من قبل المجموعات المسلحه التي تسعى الى تجاوز القانون ،

وبحسب مراقبين فان التدخل الخارجي في ليبيا المتمثل في حلف شمال الاطلسي خلف ورائه قبائل وعشائر ما زالت مواليه لنظام حكم القذافي والتي بحسب التقرير لا يتجاوز نفوذها المناطق المحليه ، وتبقى الاشاره الى ان عدم تشكيل جيش ليبي جديد شكل عاملا بارزا في بقاء الوضع الامني في ليبيا مفتوح على كل الاحتمالات ومعرض لشتى الانتهاكات ، عملية الكرامه التي يقودها اللواء السابق خليفه حفتر والتي بحسب تصريحات حتر هدفها القضاء على كل الارهابيين بحسب قوله ، حيث اكد في مقابله مع وكالة اسيو شيتدبرس انه لا يسعى الى السلطه بل الى ان يكون لليبيا قياده مختاره في انتخابات ديموقراطيه ، واعتبر حفتر ان مهمته الاساسيه هي العمل على ايجاد جيش قوي يكون صمام امان ضد الزعماء الفاسدين بحسب وصفه وقال حفتر ان حركته في مهمة خوض حرب على الارهاب والارهابيين وجماعات القاعده داعيا العالم الى ضرورة المشاركة في الحرب مؤكدا انه يلقى مساعده من الاسلاميين المعتدلين بحسب وصفه الذين قال انهم انشقوا عن ميليشياتهم وانضموا لقواته ، احداث ليبيا ادت الى اغلاق تركيا قنصليتها في بنغازي بعد تهديد امني وذلك بعد ساعات من اعلان السعوديه اغلاق سفارتها في طرابلس واجلاء الرعايا السعوديين من ليبيا ، امريكا التي ترقب تحركات حفتر وتنتظر نتائج ما سيؤول اليه الصراع في ليبيا ضاعفت من عدد الطائرات التي تقف بحالة تاهب في ايطاليا استعدادا لاجلاء الرعايا الامريكيين من سفارة العاصمه الليبيه طرابلس وان هناك عناصر من مشاة البحريه الامريكيه ويشار ان عناصر مشاة البحريه مارينز والطائرات جزء من فريق الاستجابه للازمات وتتمركز في مدينة مورون الاسبانيه وانشئت عقب الهجوم على المجمع الديبلوماسي الامريكي في بنغازي عام 2012 لتوفير قدرات عسكريه للتحرك السريع خلال الازمات ، الوضع في ليبيا مفتوح على كل الاحتمالات وان التدخل العسكري لحلف الاطلسي يبقى قائما خاصة وان هناك ترقب لما سيسفر عنه تحرك اللواء خليفه حفتر واذا كان بمقدوره ان يوحد القوى العسكريه الليبيه ويكون بمستطاعه من مواجهة المتطرفين في ليبيااو ان يكون هناك حاجه لانزال قوات حلف الاطلس على الاراضي الليبيه واحتلال ليبيا تحت مظلة البند السابع بحجة حماية المدنيين الليبيين ، ويبقة الانتظار سيد الموقف في ظل التاويلات والتوقعات والتي جميعا تضر في ليبيا ووحدتها الجغرافيه وتؤدي الى تقسيم ليبيا والشعب الليبي مما يتطلب من الليبين جميعهم توحيد صفوفهم لمواجهة خطر التدخل الخارجي وتقسيم ليبيا