ما بين حسم علاوة القيادة لضباط المنطقة الجنوبية ،والثور الأحمر

بقلم: حامد أبوعمرة

يسألني أحد الأصدقاء ..وما أكثر الذين يتساءلون في أيامنا ..كم تمنيت أن أجد من يجيبني لكن بلا جدوى ..المهم أن ذاك الصديق قال لي ما رأيك ..؟! قلت له في ماذا ..قال ..في الخبر الذي تناقلته الغربان وأسماك القرش والعقارب السامة والجرذان هذي الأيام قلت أي غربان وأي حيتان فهم كثر ..ابتسم ابتسامة ساخرة ذكرتني بذات الابتسامة المعروفة للموناليزا ..قال يا أستاذنا الفاضل أقصد نبأ الحسم ..قلت له أي حسم فهناك حسمان الأول كما ادعاه البعض في قطاع غزة منذ أكثر من سبع سنوات وكان يعرفه الآخرين بالانقلاب ،وأما الآخر إن صدقت الحكايا والأقاويل سيظهر قريبا من مصادره من أرضنا كذلك بالضفة الغربية والذي يعرف بحسم علاوة القيادة لضباط المنطقة الجنوبية فقط ..قال أما الحسم الأول فقد تمت معالجته واقتربت الجراح على الشفاء تماما ..وأما الآخر وهو ما أقصده هو الذي لمع نجمه بالأجواء على صفحات الجرائد والصحف وبعض الوكالات الإخبارية المحلية وذلك منذ أيام قلائل ويتعلق هذا الحسم أو الخصم الجديد بفتح الخاء أو بكسرها بلقمة العيش للعسكر وأقواتهم ..قلت له.. يا عزيزي قد يكون كل ما يشاع هو وشاية واهية عارية عن الصحة رغم أني كنت كتبت في هذا المضمار من قبل إلا أني أشعر ككاتب ولأول مرة عندما كتبت بأني قد أكون تسرعت في الإعراب فخالفت قواعد النحو عندما قمت بتقديم الخبر وأخرت المبتدأ لكن هذا ما حدث معي بالضبط .. !!

وأنا هذه المرة لا أريد أن استبق الأمور فأقوم بدور القاضي والمحلل والجلاد في آن ٍ واحد ٍ لكن إن صدقت الرواية وتحقق الحدث فالذي يمكن أن أتوقعه هو حال قضي الأمر الذي فيه نستفتي من خصم الشهر القادم لعلاوة القيادة بالنسبة لضباط الأجهزة الأمنية بالمنطقة الجنوبية ،وكذلك خصم علاوة المخاطرة للعسكر يجعلني أقوم بتحليل معلوماتي لمجريات الأمور القادمة وما يمكن التنفيذ لما تم التخطيط له وراء الكواليس ، وهو أن هناك عدة احتمالات تجعلني أجيب على هذه النكبة المضاعفة التي فاقت ذكرى النكبة الأم في تاريخ الذين التزموا بالشرعية، ومن تلك الاحتمالات هي تصحيح وتدارك لما تم الوقوع به من خلل أو خطأ في إجراءات الترقيات التي تمت، والتي تحتاج لموازنة بالغة لذلك كان لابد من موازنة الدفة والعدول عما سبق إقراره ولكن بطريقة ذكية مبدعة يتجرع مرارة كأسها الذين صعدوا أعالي الجبال والذين اكتشفوا على عجالة أنهم ما يزالون بالقاع لا القمة ..وإلا ما معنى أن تتم ترقية من جانب و يقابلها على الساحل الآخر خصم في ذات الشهر وفي هذه الأوقات العصيبة ..؟!! في حال التوصل إلى أي حل غير مرضي للعسكر في المنطقة الجنوبية هو فرض سياسة الأمر الواقع وسياسة العصا والجزرة من خلال المسارعة لتنفيذ الأوامر القيادية العليا عبر القبول عنوة بالانخراط أو الدمج داخل إطار الأجهزة الأمنية بقطاع غزة وعندها ..يمكن أن يعود ماتم استقطاعه من الحسومات المحددة للراتب أو بتحويل الأوراق أقصد ملفات العسكر المتذمرين إلى فضيلة مفتي التقاعد المبكر القسري على أن يفرض التقاعد المبكر التعسفي على هؤلاء ولا حجة لهم في الاعتراض لأنه سيحصل بصورة مؤقتة على راتب كامل بنسبة مئة في المئة .. لأنه لو ترك الأمر للتخيير ولو بإغراءات مبالغ بها في العرض لن تلبي تلك الإجراءات ما تم التخطيط له لفرض التقاعد المبكر على الأعداد المرجوة أو المطلوبة ،وعند هذا النبأ قد يتساءل أحد الأشخاص فيقول وما المشكلة طالما الراتب كامل وغير منقوص..؟!! وهنا أجيبه على الفور ،وردا على سرعة بديهته بأن الراتب الكامل الذي سيتحصل عليه بعد سلسلة إجراءات الخصومات القادمة والمتوالية بدءا من علاوة القيادة وعلاوة الزوجة وعلاوة الأولاد وبدل غلاء معيشي وبدل عدم الدوام على رأس عملة طيلة فترة قاربت الثمان سنوات وغيره حينها يكون الراتب الفعلي هو 75% من الراتب قبل الخصومات النهائية ، والشكلية التجميلية القبيحة هي نسبة 100% بعد إجراءات الجراحة التشويهية يعني حقا كأنك يابوزيد ..ماغزيت ..!!
وعندئذ صرخ ذاك الصديق قائلا : ألم أقل لك من قبل أنه في البدء كانت الإجراءات التعسفية التي لن تطول الموظفين الحكوميين المدنيين فحسب في قطاع غزة عندما تم حسم قيمة العلاوة الإشرافية والمواصلات من رواتب الموظفين الحكوميين المدنيين ،والمعذبين في الأرض ..؟!!قلت له وقد أصابني دوار غريب ..إن تحقق ما يمكن أن نتوقعه فلن يكون حالنا بأفضل من الثور الأحمر عندما قال للأسد ..ألا أني أكُلت يوم أكُل الثور الأبيض..!!