إن قضية السلام و التسامح والعيش المشترك مهمة للغاية وهي حاضرة في قلوب ونفوس أبناء الشعب الفلسطيني منذ زمن طويل .. وعلى هذه الأسس ينمو ويتطور الشعب الفلسطيني بمسيحييه ومسلميه من خلال ثقافة الحوار والتعايش المشترك الذي فرض نفسه بالتعارف والمدلولات بالديانتين (المسيحية و الإسلام ) والتعميق في فهم جوهر ومبادئ وأهداف كل من الديانتين ونقد وتصحيح أخطاء الماضي ان وجدت .
وان الجوامع المشتركة بين المسيحيين و المسلمين في فلسطين تستدعي التعاون و التضامن والعمل معا من اجل ترسيخ القيم الإنسانية والثقافية والوطنية والأخلاقية والروحية في بلد الديانات السماوية الثلاث فلسطين .
ان جميع المؤمنين في الديانتين المسيحية والإسلام في عالمنا المعاصر يعون بشكل جيد بان فلسطين هي نقطة ارتكاز في إحلال السلام والعدالة أولا وفي تعزيز التفاهم بين الشعوب في العالم ثانيا وهي ملتقى التعايش والإخاء لأبناء الشعب الفلسطيني الواحد وهي في ذلك تقدم نموذجا رائعا في ترسيخ صور الاحترام المتبادل والمساواة في الحقوق دون المساس بدائرة الخصوصية الدينية باعتباره مطلب إنساني نبيل دعت إليه الأديان واقتضته الفطرة الإنسانية ثالثا.
وعلى ضؤ ما ذكر اعلاه , فان فلسطين صرح التسامح الديني ومنها ينبع الحوار من خبرة التعايش المشترك كشريكين في النضال وأصحاب قضية عادلة في تحقيق الخير والوئام والوفاق و التوافق الذي يظهر في أرقى صوره في فلسطين.
وان الشعب الفلسطيني بمسيحييه ومسلميه يؤمنون بان الحوار بين الأديان و الحضارات ينطلق من اجل ترسيخ القيم المشتركة للتسامح والسلام. وتغليب منطق الحوار وتبادل الأفكار بديلا عن منطق التعصب للرأي والانفلات على التراث.. وعلى العالم أن ينصفنا بتحريرنا من الاحتلال . لان ثوابتنا في سياساتنا وعلاقاتنا تبقى على ذات الرغبة والتطلع في أن يسود العالم التواق إلى التعايش والرغبة بأفضل العلاقات متيقنين أن التعاون والتفاهم هو الطريق الأمثل إلى الأمن والاستقرار والرفاهية .