فتح بحاجة لكل أبنائها

بقلم: رمزي النجار

ليس جديداً على حركة فتح في غزة أن تعقد مؤتمراتها التنظيمية بأجواء ديمقراطية نحو تجديد الدماء بالحركة بعد كل هذه السنوات نتيجة ظروف استثنائية حالت دون انعقادها، ولكن الجديد في هذه المؤتمرات حالة الحراك الفتحاوي التي جعلت أبناء فتح يقفون أمام أنفسهم لتحقيق المصالحة مع ذاتهم ورؤية أعينهم النور الساطع للأشخاص المحترمين من كثرة احترامهم، وإدراك عقولهم الحق المبين، والإيمان بإتاحة الفرصة للجيل الشاب بلعب دور ايجابي في استنهاض الحركة وتعزيز دورها على الساحة التنظيمية، فموضوع النهوض بحركة فتح هي المهمة التي تؤرق أبناء فتح الغيورين والحريصين على إعادة دورها بدون تردد بعد ما وصلت إليه الحركة من ترهل نتيجة تراكمات ترحيل المشاكل والأزمات لأكثر من ثمانية سنوات إلى ظاهرة التكليف التي ساهمت في زعزعة ثقة أبناء الحركة فيما بعضهم وظهور التيارات والتكتلات والتدخلات والتصنيفات على حساب المصلحة التنظيمية العليا.
وفي قراءة تحليلية سريعة لنتائج انعقاد المؤتمرات التنظيمية نرى أن فتح بأمس الحاجة إلى كل أبناءها المحترمين وتوحيد طاقاتهم وجهودهم في بوتقة العمل التنظيمي السليم كفريق عمل واحد وفي إطار المصالح العامة للتنظيم، لقد أثبتوا أبناء الفتح أنهم بحاجة إلى إبراز مواطن الحب والعطاء في فتح، وفي حياة القادة، ومن هنا أعيد الذاكرة للمقولة الرائعة الموفقة التي نطق بها أحد القادة العظام وهو يشرح ببساطة دور المناضلين الفتحاويين في الأرض، ومهمتهم في الحياة التنظيمية، لقد قال في إيجاز حكيم فتح محبة أخوة عطاء، إنها المهمة التي يجب أن يضعها القائد نصب أعينه على الدوام، يعني أن نضرب نحن المثل قبل الآخرين في الإقدام والعطاء والتضحية، فروح الهجوم تذكيها دائما نار التضحية، وشعلة العطاء المتوهجة، والقيادة تجمع ولا تفرق وحاضرة في الوجدان، والصوت الأمين والحفاظ على الأجيال قبل الضياع.
أليس جديراً اليوم على قيادة حركة فتح أن تتوقف أمام هذه الحقائق وتعيد حساباتها؟! فلقد عودت حركة فتح أبنائها على الجرأة والشجاعة وأن يتحدثوا عن أنفسهم بأنفسهم، وأن يكتبوا عن أخلاقهم بأقلامهم، وأن يتحدثوا عن قادتهم بألسنتهم، لذلك إذا أراد الجميع لحركة فتح العودة إلى مكانها الطبيعي والريادي حامية للمشروع الوطنـي على قادة الحركة تعزيز الثقة في قدرات العضو ورفع معنوياته عالياً وإعطاءه أهمية وقيمة مادية ومعنوية بشكل مستمر وتعزيز مشاركته في المهام التنظيمية والعمل على إرساء مبادئ ثقافة المحبة والتآخي والتسامح بين أبناء التنظيم الفتحاوي الواحد ومبادلة هذا الشعور من قبل القيادة التنظيمية للحافظ على كل أبناء فتح في كل المواقع ليكونوا ايجابيين في الحركة، وتعزيز مسألة التأطير التنظيمي التي تعنـي الحياة والفكر الثوري الذي يحمل في مضمونة كل الخطوط العريضة التي تتعلق بجوانب التنظيم, والعمل على تنمية قدرات الأعضاء واستثمار مواهبهم وإبداعاتهم لخدمة الحركة وليس التخطيط في كيفية استبعادهم من مواقعهم القيادية لمجرد اختلاف أراءهم؟! لذلك يجب على قيادة الحركة أن تصل إلى كل فتحاوي ليكون صوتا وطنيا من أجل فلسطين!!
بقلم: رمزي النجار
[email protected]