أسرانا البواسل وصراعهم من أجل الحرية

بقلم: رائد محمد حلس

في البداية يجب أن ننحني إجلالاً وإكباراً أما شجاعة وبسالة وإيمان أسرانا البواسل القابعين خلف القضبان, فهم أصحاب قضيتنا العادلة, وصانعين تاريخنا الرائع والمشرق, انخرطوا في صفوف النضال وقدموا الغالي والنفيس من أجلنا, وتركوا عائلاتهم وأطفالهم وأحبائهم وقادوا معارك المقاومة والشرف فكان لهم في سجل التاريخ والمقاومة سطوراً مضيئة.
وحتى خلف القضبان لم ترهبهم السلاسل ولا قساوة السجان, فخاضوا معارك عدة من أجل الكرامة والعزة والشرف, حيث لا يزال أسرانا الإداريين في المعتقلات الإسرائيلية يخوضون معركة جديدة, ولكن هذه المرة بأمعائهم الخاوية وإرادة الصمود الأسطوري.
إن إضراب الأسرى الأبطال عن الطعام صراع من أجل الحرية نابع من إيمانهم العميق بشرعية النضال واحقاق الحق, فهو وسيلة نضالية صعبة يلجأ لها أسرانا البواسل سعياً منهم لانتزاع حقوقهم المشروعة واحتجاجاً على تردي أوضاعهم المعيشية في المعتقلات.
تحمل رسالة الإضراب مطالب مشروعة تتمثل في إنهاء سياسة الاعتقال الإداري وإنهاء كافة إجراءات وقرارات العزل الانفرادي ووقف الاعتداءات والاقتحامات والتفتيش الليلي خاصة، وتحسين العلاج الطبي للأسرى المرضى، ووقف سياسة الإذلال لذوي الأسرى في أثناء الزيارات وذلك على الحواجز المختلفة والمهينة، بالإضافة إلى وقف كافة العقوبات الفردية والجماعية بحقهم.
ونحن أمام شجاعة وبسالة هؤلاء الأسرى الأبطال, نشعر بالخجل منهم, فهم يستحقون منا أن نساندهم ونتضامن معهم , فالتضامن مع الأسرى سلاح, لذلك يجب علينا استخدام هذا السلاح من خلال تكثيف فعاليات الدعم والتضامن والاسناد, وأن يكون هناك دور أكبر للجماهير في الخروج إلى الشوارع والساحات عبر مسيرات وتظاهرات متواصلة لإيصال رسائل قوية إلى المجتمع الدولي والعربي والإسلامي والضغط على كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية من أجل الوقوف عند مسئولياتها تجاه ما يجري بحق الأسرى داخل سجون الاحتلال والعمل الجدي للجم هذا الاحتلال وسياساته القمعية بحق الأسرى داخل السجون.
وفي النهاية الأسرى لهم العزة والكرامة والشرف .. الله معهم .. والشرفاء معهم .. والحرية لأسرانا البواسل .. والخزي والعار لكل متخاذل في قضيتهم.


بقلم / رائد محمد حلس
كاتب وباحث اقتصادي
غزة – فلسطين