لعل الموقف المنتظر من الكاتب أن يكون في غاية السعادة من كتابة مقالة كاملة عن شخص معطاء في حقل العلم والعلماء في رحاب جامعة الأزهر بغزة، شخصية علمية تستحق أكثر من الشكر لما خدم به وطنه ومجتمعه، رجل وطني بامتياز صاحب العطاء والقلب الطيب واليد النظيفة الأستاذ الدكتور فتحي الوحيدي الحاصل على رتبة أستاذ مشارك "بروفيسور" منذ العام 2001، الأصل الأصيل والمحتد المتأصل الذي يضفى عليه وشاحا من الهيبة والوقار ويغدق عليه هالة من الاعتزاز على ما قدمه من جهد استغرق أكثر من ثلاثين عاماً من عمره خدمةً لوطنه وطلاب العلم ولجامعات الوطن وخاصة جامعة الأزهر، جسد ملامح الشخصية الفلسطينية الأصيلة في تجاربه وخبراته خلال سنوات طويلة من العطاء الدؤوب في مسيرة العمل الوطني والأكاديمي بدءاً من العام 1978، وحقق دوراً ملحوظاً في الجانب الأكاديمي والبحث العلمي وخدمة المجتمع، ولا يختلف اثنان في أن الاستاذ الدكتور فتحي الوحيدي من أبرز فقهاء الدستور في فلسطين والوطن العربي، له دور بارز وفاعل في إعداد مسودة القانون الأساسي الفلسطيني المؤقت والإعلان الدستوري ومشروع الدستور الفلسطيني المؤقت ونظام المحكمة الدستورية العليا وإسهاماته في العديد من مشاريع القوانين للسلطة الوطنية الفلسطينية والمؤسسات المختلفة على صعيد الوطن وخارجه، مسألة تميزه حقيقة لا يمكن إنكارها، هو من العلماء المتفردين بحق، إذا آمن بفكرة قانونية كيفما كانت، فإنه يدافع عنها حتى النهاية.
وكلمة حق تقال بأن هذا الرجل العظيم تعب من أجل الوطن ومن أجل طلاب العلم، فلابد أن نعطيه حقه وإنصافه في ظل تناقضات الحياة، فنراه اليوم يعمل بصمت بعيداً عن المناصب والمراتب التي يتصارع عليها البعض في جامعة الأزهر، الأكثر حضوراً ونشاطاً في الحقل الأكاديمي رغم كل الظروف المحيطة بالجامعة يطمح ويسعي الى التطور والرقي بالجامعة ونظامها الأكاديمي بعيداً عن التجاذبات السياسية، وله مواقفة التي لا يحابي فيها أحدا، يفعل لطلابه أكثر ما يفعل لأبنائه في زمن المحسوبيات والواسطة، فهو الأب الحنون لكل طلاب العلم في الليسانس والماجستير، عرفناه عن قرب يساعد الطلاب بكل الوسائل المتاحه حتى يكونوا مرتاحين وناصحا لهم، ويضع مصلحة الطالب والباحث نصب عينيه، ويدعم الجيل الشاب ويزرع لهم الأمل في المستقبل، يعشق فلسطين وأهلها ويعيش هموم الوطن والمواطن، رجل يتمتع بانتماء حقيقي لهذا الشعب الطيب ويتميز عن غيره بقربه من نبض الطلاب وزملائه أصحاب العلم والعلماء وفهم مشاكلهم وهمومهم، ولديه الرغبة الاكيدة للعمل المتواصل والجاد في الجامعة من اجل دفع المسيرة التعليمية .
حقا مهما كتبنا عن شخصية ذلك الرجل الكبير لن نعطيه حقه، ولكن يظل الاستاذ الدكتور فتحي الوحيدي أحد علماء شعبنا الفلسطيني بامتياز، كلمة ارتأيت أن أقولها في حقه وهو حي بيننا، سائلين المولى عز وجل أن يحفظه ويسدد علمة لطلبته ومجتمعه .
بقلم: رمزي النجار
[email protected]