رسالتي إلى معالي رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله

بقلم: مازن صافي

اسمح لي بداية أن أهنئك على هذه الثقة الغالية ، فأنت الآن قائد المصالحة الفلسطينية ، قائد هذه المرحلة ومرحلة الأعباء الثقيلة و الآمال والتطلعات الجماهيرية الكبيرة.. فأنتم تحملون أهم مهمة بعد غياب سيف الانقسام وطي صفحات ظلماته التي كانت مسلطة على رقاب الشعب ومؤسساته وانجازاته لسنوات طوال .

لقد أثلجت صدورنا، حين رأينا غزة في قلب اهتماماتك، وفي صدق كلماتك وأنت تخاطب الكل الفلسطيني في اجتماع حكومتكم الأول بحضور الأخ القائد العام الرئيس محمود عباس أبو مازن، نعم لقد رسخت معالم التفاؤل بقولك للرئيس أبو مازن: " سنولي اهتماما كبيرا بقطاع غزة، الذي يعاني بسبب الحصار الذي فرض عليه منذ سبع سنوات، وسنعد لانتخابات نزيهة وحرة وديمقراطية، وسنعمل مع لجنة الانتخابات المركزية لإنجاز الانتخابات متى يصدر مرسوم سيادتكم" .

إن حكومتكم الـ17 في ترتيب الحكومات منذ قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية، هي حكومة إنقاذ الوطن والمواطن من تبعات الانقسام والعدوان الإسرائيلي المستمر والممنهج، وتدلل خارطة وزراء حكومتكم الوطنيين والمهنيين الأكفاء بأن عهد جديد وبناء على أسس استيراتيجية ومهنية سيلمسه المواطن الفلسطيني، وسيزيده ثقة وتفاعل مع خطوات المصالحة ووحدة الوطن ومؤسساته والقرار الوطني الفلسطيني المستقل، ومواجهة التحديات الصعبة والتي رافقتكم منذ اللحظة الأولى حيث الاحتلال الإسرائيلي وتهديداته السافرة والعنجهية، ولكنكم أخي د. رامي الحمدالله أبناء وطننا الذي يؤمن بأن زوال الاحتلال قادم وان دولة فلسطين سترى النور وعاصمتها القدس .

ولأن برنامج الوصول إلى الانتخابات من أولويات برنامجكم في الحكومة، فهذا يدعو الجميع لأن يساهم في إنجاح هذا الهدف المشروع والهام جدا والذي ينهي كل تداعيات الانقسام ويذلل كافة العقبات وينهي الملفات العالقة، ويقود إلى بناء مجتمعي ومؤسساتي وتعزيز الوحدة في كافة مستوياتها وتفرعاتها وملفاتها .

وعلى كل الفصائل والقوى والمؤسسات المجتمعية الفلسطينية أن تنطلق في تكريس برامجها نحو إنجاح مهمتنا الوطنية ومصلحتنا العليا و إتاحة سبل النجاح للحكومة، وليعمل الجميع تحت مظلة الوطن والقرار الواحد وصيانة الاتفاقيات والالتزام بقرارات الحكومة وأبجديات عملها ومتطلبات بقاؤها قوية والاستمرار في إمدادها بما يلزم من دعم جماهيري ومجتمعي واسع، والدفع وبقوة نحو إعادة ثقة هذه الجماهير بالمؤسسات والأحزاب والحكومة، ضمن برامج إعلامية وميدانية وتثقيفية وورش عمل شبابية ومهنية ومجتمعية، وتحرير الطاقات الكامنة وتلك التي تم تجميدها أبان فترة الانقسام وغياب الوحدة الفلسطينية .

في واقع ما بعد الانقسام نقول لرئيس الوزراء د. رامي الحمدالله، أهلا و سهلا بكم ، ويعتز بك المجتمع الفلسطيني، وانتم خيمتنا التي نحتمي تحتها من عناء سنوات مضت تلوثت بالانقسام وإفرازات حالة التفسخ المجتمعي . ويتطلب هذا أن يلتزم الجميع أيضا بحكمة قائد سفينة الوطن وحكيمها الأخ الرئيس أبو مازن للوصول الى شاطئ الأمان الفلسطيني .

في نهاية رسالتي أتمنى التوفيق لحكومة الوطن .. ولرئيس الوزراء وأركان حكومته كل الدعم والتأييد والاحترام .. ومعا وسويا نحو مجتمع المصالحة الفلسطيني وصولا إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وقيام دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس إن شاء الله.