نعم لخطة كبير المستوطنين "داني ديان"

بقلم: فايز أبو شمالة

الخطة التي وضعها رئيس مجلس مستوطنات الضفة الغربية الأسبق "داني ديان" والتي تقضي بهدم جدار الفصل العنصري، وإزالة الحواجز، والسماح لسكان الضفة الغربية بالوصول إلى المدن الإسرائيلية، والعمل في مصانعها، والسفر من خلال مطاراتها، وتسهيل الاستيراد والتصدير عبر موانئها، ودمج الكفاءات العلمية الفلسطينية في التكنولوجيا الإسرائيلية.
إن خطة "داني ديان" لم تأت نتيجة فراغ سياسي كما يقولون، وإنما جاءت استجابة طبيعية لتطور الحالة السياسية الفلسطينية، وجاءت استجابة للوضع الأمني السائد في الضفة الغربية، وللتذكير؛ فقد وافق المتطرف شارون سنة 2002، زمن انكفاء الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وافق شارون على خارطة الطريق التي قضت بوقف كامل للاستيطان، بينما استأنف نتانياهو المفاوضات دون أن يوافق على تجميد مؤقت للاستيطان.
خطة "داني ديان" ستواجه بالاعتراض الفلسطيني، وستهاجمها عشرات التصريحات الناريه؛ بحجة التفافها على حقوق الشعب الفلسطيني. إلى أولئك القادة والناطقين الذين سيعترضون على خطة داني ديان سأطرح الأسئلة التالية:
1ـ هل تفكرون بتحرير كل فلسطين من البحر إلى النهر؟
2ـ هل لديكم النية الجدية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح، ومواجهة المستوطنين؟
3ـ هل لديكم النية بوقف التنسيق الأمني مع المخابرات الإسرائيلية أم هو مقدس؟
4ـ هل أنتم قادرون على إزالة جدار الفصل، وإعادة اللحمة لأراضي الضفة الغربية؟
5ـ هل لديكم القدرة على توفير فرص عمل لعشرات آلاف العمال الذين يبنون بالأيدي الفلسطينية المستوطنات الإسرائيلية؟ وهل لديكم النية الجدية لمنعهم من تعمير المستوطنات؟
6ـ هل لديكم القدرة على تسليم رواتب الموظفين من الناتج القومي الفلسطيني فقط؟
8ـ هل أنتم واثقون أن المفاوضات ستفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة؟.
9ـ هل أنتم قادرون على إرجاع ملايين اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي اغتصبوها الصهاينة؟
طالما كانت الإجابة على الأسئلة السابقة بلا، فمن مصلحة الشعب الفلسطيني الموافقة على خطة داني ديان للأسباب التالية:
1ـ الخطة تقضي بتفكيك الجدار العازل وفي ذلك لم شل للأراضي الفلسطينية.
2ـ الخطة تقضي بتواصل الحياة الطبيعية بين سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 67، والمغتصبة سنة 48، ولذلك آثار مجتمعية ونفسية لها انعكاساتها السياسية.
3ـ الخطة تعني تحمل إسرائيل المسئولية عن حياة ألاف الفلسطينيين المعيشية، وتفتح أمام الفلسطينيين أبوب للرزق مغلقة، وفرص للتطور الاقتصادي لم يتحقق في ظل سلطة بلا سلطة.
4ـ الخطة ستنتهي بضم أراضي الضفة الغربية وسكانها إلى دولة إسرائيل، وهذا بدوره سيقوض عاجلاً أم آجلاً دولة إسرائيل، وسيفضي إلى دولة لكل سكانها.
5ـ خطة "داني ديان" لا تنهي الصراع مع الصهاينة، ولا تطالب بالاعتراف العربي بيهودية الدولة، وتترك مستقبل القضية الفلسطينية مفتوحاً على كافة الاحتمالات.
للتوضيح: الموافقة على خطة داني ديان تنسجم مع حالة الضياع السياسي الفلسطيني.
وللتذكير، لقد طرحت حكومة الليكود في سبعينيات القرن الماضي خطة تقضي بضم الأراضي المحتلة إلى إسرائيل، وفتحت الحدود على مصراعيها مع إسرائيل، وصرنا نسافر من غزة إلى القدس دون اعتراض، وكان الفلسطيني يتجول في شوارع تل أبيب كل الليل دون اعتراض، وكان العمال والحرفيون والمهنيون يسيطرون على الاقتصاد الإسرائيلي، وكانت حياة الناس وعيشتهم أفضل ألف مرة من الحياة الراهنة في ظل السلطة الفلسطينية.
لقد رفض الفلسطينيون فكرة الضم إلى إسرائيل بناء على تعليمات منظمة التحرير التي أقنعتنا بأنها تسعى إلى قيام دولة فلسطين على كامل الأراضي الفلسطينية المغتصبة من النهر إلى البحر، لقد صدقنا، ورفضنا فكرة الضم، فماذا كانت النتيجة؟