تاهت معالم البشر يوما وتناقلتها بين المدن والأمصار وتشعبت موازين القوى وتسربت بين العروق رسائل جيل جديد من تكنلوجيا السيطرة المستحدثة على مصائر البشر وتبين للقاصي والداني ان الامور تسير في اتجاه لا نهاية له وتقلبت الأمزجة وتعددت فوائد امراء الحروب واصبحت بلاد العرب مرتعا لشياطين الأديان تحت مسميات مختلفة وتحت عباءة مارد متعجرف يتلاعب في مصائر الشعوب بجرّة قلم وبغمزة عين شقراوية أو سوداء وباياد يخالها المرء للوهلة الاولى طاهرة متوضئة ترى خواتم الورع على وجوههم وتناسى المرئ امامها علامات الانتماء للحظات واستسلمت الشعوب برهة لهؤلاء القادة الجدد حرصا على الوطن وايضا حرصا على الدين وتاهت بين قلوب هؤلاء معالم الانتماء للوطن وتسربت رويداً رويدا بوادر حراك داخلي تنم معالمه على صراع دائم ظاهره الحرب المستعرة بين الخير والشر ..
تعلمنا عبر التاريخ وعلى مدار الزمن ان متمرسي الخطابة وخبراء تنميق الكلام يمتلمون القدرة على الحشد وتنساق خلفهم الكثير من النفوس الضعيفة واصحاب المصالح الصغيرة منها والكبيرة .. فوضى داخل الفوضى وانتشرت بين اعماق الجوارح انتماءات جديدة ليست لها علاقة بالواقع وليست لها جذور وطنية او حتى دينية فقط كانت ومازالت انتماءات حزبية ضيقة لا تنتمي للواقع بصلة جعلت من المواطن العربي في صراع دائم مع نفسه وبين تلك الافكار المستوردة والشعور بالانتماء الحقيقي لابناء شعوب تلك الدول وهنا اتحدث عن دول مايسمى بالربيع العربي وما حدث فيها بعد سقوط انظمة الحكم في الكثير منها …
ولكن ….. وفي ليلة ظلماء حالكة السواد بقدر ظلمة قلوب هؤلاء المسيطرين الجدد على مكتسبات الأوطان استفاق الشعب من غفوته أو كبوته وثار من جديد على الظلم الجديد وانتشرت جحافل الابطال في شوارع الوطن من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه رحلة الالف ميل ابتدأت بخطوة لتبقى مستمرة كرحلة الشتاء والصيف وباصرار ليس بعده اصرار على تعديل المسار وتصحيح اتجاهات البوصلة من جديد وهنا كان لابد لهذا الشعب من منقذ .. علامة نصر وعلامة انتماء حقيقي يعيد لهذه الامة قومية عبد الناصر وعزيمة اصرار الضباط الاحرار ولكن بوجه جديد مشرق يحمل بين ثناياه انتماء للوطن وليس للحزب لان الوطن اكبر من الجميع ..
كانت رسالة الشعب واضحة المعالم وكان الهدف غاية في الصعوبة ولكن لابد لهذا الاصرار درع يحميه .. وفي الوقت المناسب واللحظة الحاسمة خرج من بين الأدغال رجل شجاع يمتلك القرار ويصنع الحدث يعلم جيدا انه لابد لهذا الشعب من ظهر يحميه وقائد حريص على تنفيذ ما يريده ويتمناه هذا الشعب .. رجل قادر على اعادة البوصلة للإتجاه الصحيح .. فكان القرار ولاحت في الأفق بداية بزوغ شمس تمثلت في رجل مغوار اسمه السيسي حامي الحمى لايشق له غبار يرفع راية مصر عاليا لتكون منارة من جديد وبداية للمشوار .. استبسل الاسد دفاعا عن عرينه وصنع للوطن علامات نصر على جبينه واقتلع رموز الشر من جذورها ..
هاج المارد الامريكي ومن خلفه ابواق الفتنة من تركيا الى قطر وماج على المتغير الجديد لانها تعي جيدا ان ما هو قادم افشل ذاك المخطط القديم الجديد القاضي الى اعادة هيكلة الوطن العربي حسب رغبات السيد المتمترس في ذاك البيت الابيض ورفيق دربة في افتكاك وامتلاك ما ليس لهم .. مغتصبي الارض والبشر ..امتدت اطماعهم الى باقي الدول العربية ولم تكفهم فلسطين بما حوت من خيرات والكثير من دولنا العربية الراضخة تحت أُمرة هؤلاء سواء كان بالسر أو بالعلن والجميع يصب في خانة واحدة ألا وهو الاحتلال بانواع المتعددة ومناهجه الجديدة وتفتيت الموحد وتوحيد المجرم ..
السيسي كان وما زال علامة فارقة في مسارات الأمة العربية والشعار الجديد الموحد لهذه الأمة ورغم العراقيل ورغم وجود ابواق الفتنة إلّا انه يسير في خطاً ثابتة الى الهدف المنشود ألا وهو الاستقرار في مصر و في مجتمعنا العربي .. كنّا نعتقد ان زمن الزعامات رحل وولّى وكنا نعتقد ان الياسر كان آخر هؤلاء ولكن ثبت مما لا مجال للشك فيه ان أمّتنا العربية ولّادة ومثلما كان الراحل جمال عبد الناصر اول الزعماء ولد من رحم الامة العربية والاسلامية والمصرية رجل يمتلك شهامة الرجال وصاحب قرار وصانع حلم الضعيف والفقير والمنقذ القادم على مهل للقضية الفلسطينية باساليب مستحدثة وقرارات صارمة …
اليوم كانت البداية ولن تكون ابدا النهاية فأمّتنا ولّادة بطبعها وسياتي يوماً من رحم تلك الشعوب زعماء جدد ينتهجون نفس المنهج ويسلكون نفس الطريق الذي انتهجها السيسي لتعود للأمة العربية والاسلامية عزتها ويعود للوطن كرامته وتعود للاسلام حميّته المفقودة بين متشدد ومعتدل وان غدا لناظره قريب …
الكاتب عطية ابوسعده / ابوحمدي