في الوقت الذي من المفترض أن نقوم فيه بهبة جماهيرية وإقليمية واسعة،وحاشدة تليق بمن لهم مكانة عظيمة وفائقة في قلوبنا ،والذين هم تاج رؤوسنا ..وفي الوقت الذي من المفترض كذلك أن ننظم فيه مزيد من الفعاليات التضامنية مع الأسرى لدعمهم وإسنادهم، ومؤازرتهم من أجل نيل الحرية ،وبدلا من العمل على إثارة هذه القضية الكبرى والهامة ،وإحياء ملفها على كافة المستويات الإقليمية والدولية،إلا أننا في بلاد العرب أوطاني نصر على مغادرة كل قضايانا المعاصرة بما فيها قضية الأسرى والتي نتعمد غياب نجمها بكل إجحاف.. لنتجه صوب أمور تافهة تليق بنا هذي الأيام فنلتقي جميعا كسفهاء على مائدة واحدة ،ليس من باب الاعتصام بحبل الله ،ولا لتحريك أو تحرير قضية القابعين خلف قضبان الاحتلال ،وإنما نلتقي على قلب رجل واحد فنتعاون بكل جد واجتهاد لمشاهدة مونديال كأس العالم 2014 عبر شاشات التلفاز، وسط أجواء المرح والسمر والتصفيق ..ولا نقول جميعا كمتخاذلين نحو الأسرى إلا كما قال عبد المطلب عندما خرج أبرهة بجيش عظيم ومعه فيلة كبيرة تتقدم الجيش لتدمير الكعبة ولما سأل أبرهة الحبشي عبد المطلب لماذا لا يدافعون عن الكعبة ،وذلك عندما خرج أهل مكة هاربين إلى الجبال المحيطة بالكعبة خوفاً من أبرهة وجنوده، حيث قال عبد المطلب لأبرهة وأما الكعبة فلها رب يحميها وكذلك حالنا اليوم فشعارنا والذي قد اكتفينا به.. للأسرى رب يحميهم ،ودون أن نحرك ساكنا ..!!