البكاء مرتان ....

بقلم: منيب حمودة

البكاء مرتين , والبكاء مرتان , أنا على خصومة مع النحو العربى , فلا مدرسة الكوفة تعنينى , ولا مدرسة البصرة تشغلنى , ولا اكترث للكسائى أو سيبوية , أنا على وفاق مع مدرسة المشاغبين , عندما منطق عادل امام المنطق فى جملته الشهيرة ( هو ده المنطق )
نسقط هذه الجملة اللوحة على بعض فلسطيننا , هنا تتنافر الالوان , وتتباعد المسافات , فلا سيدة الارض جميلة بما يغرى المحبين , ولا فارسها يتحلى بمعانى الفروسية , بكل مضامينها ومعانيها ,

يتسلق بعضك يا وطنى جدار الشعارات , ليعتلى صهوة ثروتك , ويتاجر ببقايا دمك ,
كم أبكيتنا وأنت تتسلق على رقابنا , وأجساد أطفالنا الذاهبين الى روضتهم , بكينا بقايا السيقان والساعد , وبكينا من قضى على أعواد المشانق , بكينا هذا الرشاش المنفلت ليفرغ فى رأس , فى مستشفى , فى بيت , فى مسجد ,
يفرغ سيل احقاده , هاتفا الله أكبر !!!؟؟؟
بكينا معارك الحوارى والحارات فى أحياء غزة ,
نبكى بعض أوجاعك , وكل ضحاياك , ونغتسل بماء الطهر , ونصافح ونسامح , عل البكاء يجلى صدأ قلبك , و يعيد للضمير صحوته .

فى المرة الأولى بكينا ألمنا ودمنا المستباح , وبقايا أعضاء مهترئة مزقها رصاص حقدك .
فى المرة الأولى بكينا , بذاءة لسانك , و بكينا لعناتك وطعناتك من على منبرنا وصوتنا ,
قتلتنا من الوريد للوريد وذبحتنا من المقدمة للمؤخرة . دمنا مباح لرشاشك , وجسدنا مباح لسوطك , وعرضنا مباح لتقيؤات لسانك , من على منبرنا !!؟؟

فى المرة الثانية !!؟؟ بكيناك وبكينا دمك وبكينا احتراقك , وبكينا بقايا وطن يظللنا , وبكينا بقايا فلسطيننا التى تجمع بعض من بعضنا ,

هذه فاجعتنا فيك , وهذه نكبتنا الاولى والثانية .... والتالية

أبكيتنا ونبكى عليك ,,, تؤلمنا ونتألم عليك ... ننزف من سوطك , ونبكى جراحك ,
تقاتلنا فى لقمتنا ,, و نحارب لتعيش ,, تلعننا فى الظلام ,, وندعو لك عند الفجر بالوئام !!
تطردنا من جنة الله , وتفصلنا من عقيدة الاسلام , وتتمنى كفرنا وتباهى بتعهيرنا , وتمشى مرحا على بقايانا ,
ونحن نبكيك ونبكى دمك ,, ونبكى جسدك المحترق ,, فهل تتعظ ؟؟!! كما غنت فايزة أحمد ( انا لست أبكى منك بل أبكى عليك )
هذا منطقنا وهذا ديننا أرنا أيمانك
ملاحظة : نحن بحاجة الى بقايا احساس فى بقايا وجه !!؟