جولة في مولات ومنتجعات بني برجز

بقلم: ناصر إسماعيل اليافاوي

وقفت مشدوها حين رأيت إن الشعارات التي تنطق بالأفواه ، لا يمارس منها شيء على ارض الواقع ، فذلك السياسي المتشدق بشعارات ثوريه كاذبة ينادى بالعدل والمساواة والانحياز للكادحين والفقراء ، في حين تجد إن ثمن بدلته وياقته الحمراء أو الخضراء والبرتقالية المنسجمة مع فكره ، تكفى لإطعام عشرة اسر فقيرة على الأقل في رمضان ،
وذلك الشيخ الداعية المحنى لحيته أسوة بالصحابة الكرام ، يقف على منبره المزركش ويدعو الناس للتراحم والتعاضد في رمضان ، ولا ينسى الحديث القائل من بات وجاره جوعان لا يدخل الجنة !
وهذا المدير بكافة تسمياته من (A-b-c) يذهب كل ما يحتاج إلى مصرف ليخرج من ادخاره ودفتر توفيره ما يحتاجه لكمالياته ..
كتبت كلماتي المتبعثره هذه على عجل ، حين نظرت وبتعجب إلى ذلك الطوفان البشري بل تسونامى من البشر الملئى عيونهم بالجشع وحب الطعام والمال حبا لما ، الآلاف من بني برجز اقتحمت بكروشها عشرات المولات المترامية في مداخل المدن والبلدات ، ومنهم من تسارع مع الزمن وذهب ليبعثر ما فاض عن حاجاته فى منتجعات البحر الممزوجة برائحة ما طالب ولذ من الشواء ..
وفى الناحية المقابلة لهؤلاء نجد الآلاف من الفقراء والمعوزين والمساكين وهم كثر من العمال وصغار الموظفين ، ينظرون إلى تلك القسمة الضيزى ويتنهدون ألما وحسرة ، ويصرخون كفرا بأصحاب الشعارات الكاذبة ، ويعنون معا أنشودة الصبر ، الشعار الوحيد الذين تعلموه حقا ، أما باقي المصطلحات والتربويات أدركوا أنها فقط لا تمرر ولا تنفع إلا للفقراء ..وكفرت معهم بكل ما طرا على قيمنا من تبدل وتذكرت سنوات النكبة والنكسة، وصرخت على شهداء الراية الفلسطينية الموحدة وصرخت وا إسلاماه !! وا عروبتاه وا فلسطينيتاه
واختم مقالي بنداء للمحتاجين والفقراء في تلك الأيام الضنكى ، إنكم طالما صففتم وهتفتم للكثيرين الذين استغلوا رقابكم للصعود والتلذذ على عذاباتكم ، أما آن الأوان ليصفق ويهتف لصبركم الآخرين ، لا زلت انتظر د ناصر إسماعيل اليافاوي